شهدت ردود الفعل الإثيوبية والسودانية انخفاضًا حادًا على مستوى التصريحات النارية التي أطلقوها منذ فترة, بعدما قابلتها مصر بحدة في التصريحات وصلت إلي عدم استبعاد استخدام الحل العسكري, في حالة تسبب بناء سد النهضة الإثيوبي الضرر بحصة مصر من مياه نهر النيل. ردود الفعل الإثيوبية تطورت ليس على مستوى التصريحات فحسب, وإنما على مستوى الأفعال, حيث زار السفير الإثيوبي بالقاهرة إييى أثقاسيلاسى أمدى, البرلمان المصري, وأعلن عن زيارة مرتقبة لرئيس وزراء بلاده هايلي ماريام ديسالين, إلي مصر, يلقي خلالها كلمة أمام مجلس النواب. أكد الدكتور حسام رضا, الخبير المائي, أن التراجع من قبل المسئولين السودانيين والإثيوبيين على مستوى التصريحات حول سد النهضة في الآونة الأخيرة, جاء للنبرة العالية من المسئولين المصريين حول أزمة سد النهضة, الأمر الذي تأخرت فيه مصر كثيرًا, وكان يجب على المسئولين المصريين اتخاذ هذه المواقف منذ بداية الأزمة, وعدم السماح للدولتين بالتعدي على مصر بهذه الطريقة وحقوقها في مياه نهر النيل. وأضاف رضا في تصريح ل"المصريون" أن على مصر التأكيد بشكل مستمر على حقوقها الدولية, وبداية تصعيد الأمر, خاصة مع خسارة صوت السودان, والتي أصبح لها تحولات مفاجئة في الآونة الأخيرة, بداية مع تغيير موقفها حول بناء سد النهضة, أو بالتصريحات التي خرجت عن وزير خارجية السودان حول سرقة مصر لحصة السودان في نهر النيل, وتصريحات الرئيس عمر البشير نفسه, والذي أكد فيها وقوفه إلى جانب إثيوبيا في حقها في بناء سد النهضة, على الرغم من تأكيدات خبراء كُثر, عن احتمالية انهيار السد وغرق مدن سودانية جراء هذه الانهيار. نور أحمد نور, الخبير في شئون دول حوض النيل, أوضح أن مصر معروفة بين دول إفريقيا بقوتها العسكرية الكبيرة, والتي جعلتها ضمن أقوى 10 دول في العالم من الناحية العسكرية, والقوة العسكرية الأكبر على مستوى قارة أفريقيا, الأمر الذي يجعلهم يضعون "ألف حساب" لمثل هذه المواجهات المحتملة, والتي تعني السيطرة التامة على الإقليم, وهو الأمر الذي لن يستفيد منه أحد. وأضاف نور في تصريح ل"المصريون" أن على مصر الاستمرار في سياستها الأخيرة, والتي صرح بها الرئيس عبدالفتاح السيسي, عن عدم السماح بالإضرار بحصة مصر من مياه نهر النيل, على عكس التصريحات السابقة للحكومة المصرية, والتي جعلت مصر في موقف الضعف, وأنها مسلمة بكل الإجراءات التي تتخذها أديس أبابا والسودان تجاه حقوقنا في مياه نهر النيل.