تقرير نشرته الزميلة "الشروق" يوم أمس الأحد، 19/11/2017، يقول: "وافق بنك مصر على طلبات شركات السياحة بضم رحلات تشجيع المنتخب الوطني في مونديال روسيا الذي يُقام منتصف العام القادم، بالعديد من المدن الروسية، إلى مبادرة دعم قطاع السياحة في مصر، والتي تشمل تقسيط قيمة رحلات السياحة الداخلية والخارجية والحج والعمرة، حتى 6 سنوات، وفقًا لمحمد النجار، نائب مدير عام قطاع التجزئة المصرفية ببنك مصر". هذه القروض، قد تكون مفهومة، حال كانت محصورة في فئات معينة "الراغبين في أداء الحج والعمرة" مثلاً، والبنك نفسه، قال إنه حصل على موافقة دار الإفتاء المصرية، بإجازة تقسيط رحلات الحج والعمرة.. رغم أن في هذا "الادّعاء" كلامًا كثيرًا يمكن قوله، أو مراجعة السلطات الدينية في القاهرة بشأنه.. لأننا لا ندري ما إذا كانت الفتوى خاصة بالبنك (التقسيط القروض).. أم أنها أجازت التقسيط المقيد (بعدم وجود فوائد) لشبهة الربا؟! وأيًا ما كان الرأي الفقهي، وحتى لو كان أجاز التقسيط عن طريق البنك.. فإنه في كل الأحوال، على صعيد الحسابات الاقتصادية المحضة، فإن هذا الإجراء قد يكون مفهومًا.. ولكن الذي لا أفهمه: ما هي العلاقة بين تقسيط رحلات تشجيع المنتخب الوطني في مونديال بروسيا بتنشيط السياحة بمصر؟! ما يكون "مبلوعا"، أن يقدّم البنك قروضًا لتنشيط السياحة الداخلية، وأن يقسط المستفيد ثمن تذاكر السفر والإقامة بالفنادق، في مصر بالجنيه المصري.. ما يعيد لصناعة السياحة حيويتها النسبية، أهمها على أقل تقدير، توفير فرص عمالة، سُرحت بالآلاف، بعد سقوط الطائرة الروسية بسيناء، نهاية أكتوبر عام 2015. أما في حالة، سفر مشجعي المنتخب الوطني، للمونديال في روسيا، فإنه بطبيعة الحال، لن يُصرف لهم بالجنيه المصري، وإنما بالدولار، كما أن هذا الدولار، لن يُصرف هنا في مصر، ليدعم الاحتياطي النقدي المصري، وإنما سينفق هناك في روسيا، وبالتالي فإن قرار بنك مصر، لن يكون دعمًا للسياحة في مصر.. وإنما هو مباشرة وبلا لف أو دوران، يدعم السياحة في روسيا.. ويدعم الاحتياطي النقدي الروسي.. وبدلاً من أن يأتي الروس للسياحة في مصر، وينفقون الدولارات فيها.. يعمل بنك مصر العكس، ويصرف دولارات لمصريين لينفقوها في روسيا، التي لا زالت على عنادها وتقاطع مصر سياحيًا! لا أحد يعرف يقينًا، من هذا الذي يقف وراء هذه التقاليع الكارثية في مصر حاليًا.. وما هي الجهة المستفيدة منها؟! من يصدق أن بنكًا مصريًا، يتخذ إجراءات، بدلاً من أن تنشط السياحة المضروبة "الميتة" في بلده.. ليدعم السياحة في بلد آخر.. يصرف دولارات من خزينته الخاوية.. لينعش بها خزائن عامرة بدول أخرى كبرى وغنية؟!.. يا مثبت الدين والعقل يا رب! [email protected]