معظم الفنادق فى حاجة إلى التطوير.. وشروط البنوك التعجيزية أهم المعوقات قال مجدى حنين رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية إن الأزمات السابقة التى تعرضت لها السياحة المصرية منذ حادث الأقصر 97 وما تلاه من عمليات إرهابية استهدفت السائحين أحيانا والمواطنين أحيانا أخرى خلفت مجموعة من الخبرات المتراكمة لدى مستثمرى السياحة ومنحتهم مناعة للعمل تحت ضغط وفى ظروف استثنائية. وأشار إلى أن معظم المستثمرين نجحوا فى الصمود ومواجهة الأزمة حتى الأن، قائلا «سنخرج أقوى من هذه المرحلة المريرة التى كبدتنا خسائر فادحة». أكد حنين فى تصريحات صحفية ل (مال وأعمال الشروق) أن التواجد فى البورصات العالمية هام للغاية حتى ولو لم يتم فيها ابرام أى تعاقدات سياحية مع منظمى الرحلات الأجانب لكن المهم الوجود لتغيير الصورة الذهنية المغلوطة. وأشار إلى ضرورة المشاركة بقوة فى بورصة السياحة القادمة بلندن التى ستعقد أوائل شهر نوفمبر القادم باعتبارها فرصة للالتقاء بكبار منظمى الرحلات كما أن التواجد فى جميع البورصات يوضح الرؤية ويضاعف من كثرة الطلب السياحى على مصر. ولفت إلى أنه ليس مع الاصوات المطالبة بمقاطعة بورصة لندن، بسبب الموقف البريطانى المتعنت فى استمرار حظر السفر إلى شرم الشيخ خاصة أن المقاطعة سوف تتسبب فى وجود فراغ يملأه الأخرون من الدول المنافسة وتضيع فرصة حقيقية لترويج السياحة المصرية. وأضاف رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية أنه على الر غم من أن القطاع السياحى مازال يعانى من غياب السياحة الروسية والبريطانية منذ حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء منذ عامين وحتى الأن، إلا أن هذا لا يعنى مقاطعة البورصات والتجمعات العالمية، لأن التواجد يجعل اسم مصر حاضرا دائما بين صناع القرار السياحى فى العالم. ويرى حنين أنه لابد من إعادة النظر فى الأليات الخاصة باستعادة معدلات حركة السياحة الروسية بعد رفع الحظر لأن الأليات الحالية لا تصلح ولا توجد شركات تسوق لنا فى روسيا حيث يتم الاعتماد على منظمى الرحلات الاتراك اللذين مازالوا يتحكمون فى السوق الروسى. «البديل لهذا هو ضرورة اتخاذ خطوة ايجابية من خلال قيام الشركات المصرية بالاستثمار فى روسيا من خلال الاتحاد او التكتل أو فتح مكاتب أو شركات مشتركة مصرية روسية لزيادة الحركة الوافدة من روسيا إلى مصر»، وفقا لحنين. وأوضح أن ضخ استثمارات مصرية فى السوق الروسية أولى خطوات عودة السياحة من موسكو إلى مصر، مشيرا إلى ضرورة انشاء شركات سياحية باستثمارات مشتركة روسية مصرية وكذلك ضرورة تكثيف الدعاية والبرامج السياحية على أمل صدور قرار رسمى باستئناف الحركة الوافدة لمصر. أما بالنسبة لجاهزية الفنادق المصرية، فأكد رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية أن الفنادق تحتاج إلى تمويل كبير وأن تتخلى البنوك عن بعض المطالب الصعبة لمنح القروض الخاصة بتطوير وتأهيل المنشآت الفندقية والسياحية مثل ضرورة أن تكون رخصة الفندق سارية خاصة أن بعض الفنادق تم إغلاقها بسبب الظروف الصعبة التى تمر بها السياحة المصرية وتراجع الحركة الوافدة لمصر. وأشار إلى أن شروط مبادرة البنك المركزى لدعم وتطوير الفنادق المملوكة للشركات لإعادة تشغيلها أن يكون ترخيصها ساريا، وهو ما يمثل عقبة أمام الفنادق المغلقة التى تحتاج إلى تجديد لإعادة فتحها حتى تمنح وزارة السياحة تجديدا لرخصتها. وطالب حنين بضرورة الاسراع بإصدار اللائحة الخاصة بالحد الأدنى للأسعار لأن عودة السياحة الروسية بالأسعار المتدنية الحالية يمثل كارثة اخرى للمنشآت الفندقية. وبالنسبة لسياسات الترويج السياحى لمصر فى الخارج، قال إن الفرصة مهيأة حاليا بعد وصول مصر للمونديال الروسى ورغبة عدد كبير من الشركات المصرية تنفيذ رحلات للجمهور المصرى بتشجيع المنتخب الوطنى فى مباريات كأس العالم بموسكو. وأشار إلى أن القطاع السياحى المصرى يترقب قيام الرئيس بوتين بسرعة إصدار القرار الخاص برفع الحظر واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين وعن الحجوزات خلال الموسم الشتوى الحالى، أشار حنين إلى أن السوق الألمانية مازالت متصدرة للمشهد بفضل الشركات المصرية الالمانية المشتركة مثل تيوى وإف تى أى ودير تورستك حيث تعمل هذه الشركات بصفة مستمرة على زيادة الحركة الألمانية الوافدة إلى مصر، ونفس الحال بالنسبة للسوق الأوكرانية حيث تم تأسيس كيانات مصرية أوكرانية مشتركة وأن النتائج حتى الأن جيدة وان السوق الأوكرانى ينمو بشكل منتظم. وطالب بضرورة التنسيق الدائم بين القطاعين الرسمى والخاص فى جهود الترويج لمصر فى الخارج، مشيرا إلى أن الدور الذى تقوم به وزارة السياحة وهيئة التنشيط فى هذا المجال بما يعمل على تحسين الصورة الذهنية عن مصر بالخارج. اما التسويق الفعلى، فتقع مسئوليته على القطاع الخاص الذى يتعامل مباشرة مع منظمى الرحلات وصناع القرار السياحى فى مختلف الاسواق المصدرة للسياحة إلى مصر. وأضاف حنين أن التعافى الحقيقى للسياحة المصرية لن تظهر بوادره إلا فى بداية العام القادم مع عودة السياحة الروسية إلى مصر مجددا، مشيرا إلى أن هناك بوادر أمل بدأت تظهر فى الأفق لتعافى السياحة المصرية من عدد من الأسواق الواعدة المصدرة للسياحة مثل أسواق الهند والصين واليابان ودول شرق أسيا والدول العربية. ولفت إلى أن هذه الأسواق وغيرها لم تستطع حتى الأن تعويض غياب السوق الروسية الذى كان يصدر لمصر سنويا أكثر من 3 ملايين سائح. وحذر حنين من حدوث كارثة تؤثر بالسلب على سمعة السياحة المصرية فى حال عدم الاسراع بعمليات الاحلال والتجديد لهذه الفنادق التى أصبحت متهالكة تماما وهو ما يؤدى إلى انخفاض مستوى جودة الخدمات المقدمة للسائحين مما يضع مصر خارج المنافسة بين المقاصد السياحية العالمية رغم المقومات المتميزة التى تتمتع بها مصر والغير موجودة فى أى مكان بالعالم.