احتلت فرنساالجزائر عام 1830، ومارس المحتل الفرنسى ضد الشعب الجزائرى شتى صنوف التعذيب والإذلال، وكانت الحرب ضدهم بغرض محو الهوية العربية الإسلامية لشعب الجزائر، فجعل الفرنسية هى اللغة الرسمية، وحرم غير المتكلمين بها من الوظائف، وحال دون تدريس القرآن واللغة العربية، وصادر الممتلكات، وارتكب المذابح، وفى المقابل خاض الشعب الجزائرى ملحمة نضال وكفاح قلما يوجد مثلها فى التاريخ، امتدت لأكثر من 132 سنة. وفى 5 يوليو 1962 انسحبت القوات الفرنسية من الأراضى الجزائرية، وصادف أن يكون ذلك اليوم هو يوم دخولها الجزائر 5 يوليو 1830، أى بعد 132 عاماً من الاستعمار، كما انسحبت هذه القوات من نفس المكان الذى دخلت منه إلى الجزائر فى منطقة "سيدى فرج" القريبة من الجزائر العاصمة، وتم فى هذا اليوم تعيين السيد أحمد بن بللا كأول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد خروجه من السجون الفرنسية مع عدد من قادة الثورة وكوادرها. وفى 15 سبتمبر 1930 انتخب بن بللا كأول رئيس للجمهورية الجزائرية، فقد كان قائد لواء الكفاح الوطنى ضد المحتل الفرنسى على مدى السنوات السابقة، وكان أحمد بن بللا يثق ثقة عمياء فى وزير دفاعه هوارى بومدين فهذا الأخير هو الذى نصّب بن بللا على رأس الدولة الجزائرية الفتية، وهو الذى مهّد له الطريق باتجاه قمة هرم السلطة، ولم يكن بن بللا يتوقع أن يكون الانقلاب على يد هوارى بومدين. قاد بومدين انقلابًا على قائده فى مثل هذا اليوم عام 1965، أطاح به، حيث اعتبر أن بن بللا خرج عن خط الثورة الجزائرية واستأثر بالسلطة، وكان يتهمه بالديكتاتورية والشوفينية، وكان يأخذ عليه احتكاره لتسعة مناصب حساسة فى وقت واحد، وكان بومدين يقول إنه لجأ إلى الانقلاب إنقاذا للثورة وتصحيحًا للمسار السياسى وحفاظًا على مكتسبات الثورة الجزائرية. وغداة يوم الانقلاب عليه وضع أحمد بن بللا فى فيلا خاصة فى منطقة شبه معزولة ولم يسمح لأحد بزيارته، ولم تجد تدخلات جمال عبد الناصر الشخصية فى إطلاق سراحه، وذهبت كل المحاولات التى قام بها رؤساء الدول الذين كانت تربطهم مع بن بللا علاقات صداقة. وظل بن بلا فى معتقله حتى وصل الشاذلى بن جديد إلى السلطة سنة 1980 فأصدر عفوًا عنه، حيث غادر الجزائر متوجهًا إلى باريس ومنها إلى سويسرا فى منفى اختيارى، ثم عاد إلى الجزائر عام 1990، وظل بها حتى وفاته فى إبريل عام 2012.