أشعل حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب والإبقاء على الفريق أحمد شفيق فى السباق الرئاسى التظاهرات فى العديد من محافظات الجمهورية، معتبرةً أن هذا الحكم يأتى ضمن مخطط إجهاض ثورة يناير ، ورددوا هُتافات مناهضة للمجلس العسكرى، مطالبين بضرورة تطبيق العزل الشعبى ضد شفيق. ففى السويس اندفع المئات إلى ميدان الأربعين عقب صلاة الجمعة للمشاركة فى المظاهرات تنديدًا بحكم المحكمة الدستورية الإبقاء على شفيق وحل البرلمان، معتبرين أن هذا الحكم يأتى ضمن مخطط إجهاض ثورة يناير من جانب حكم العسكر الموالين للنظام البائد ، وردد المتظاهرون الهُتافات المطالِبة بإسقاط حكم العسكر ، محذرين فى هُتافاتهم من تزوير العملية الانتخابية لصالح مرشح الفلول. وأصدرت الدعوة السلفية لحزب النور بيانًا حذرت فيه من انتخاب شفيق الذى تعهَّد بالوقوف ضد تطبيق الشريعة الإسلامية وحذف آيات القرآن من المناهج الدراسية وبراءة مبارك وكل أركان نظامه وعودة جهاز أمن الدولة وتصفية كل مَن كان يتظاهر ضد النظام البائد . كما أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا طالبت فيه أبناء السويس بعدم الالتفات للحرب النفسية التى يشنها مرشح الفلول ، والذى يتحدث بكل ثقة عن أنه رئيس الجمهورية القادم ، مؤكدة أن هذه الشعارات تهدف لإحباط العزائم وشددوا على ضرورة المشاركة للوقوف ضد صعود شفيق ، ومن ثم عودة العبودية والاستبداد. وفى الإسكندرية خرج المئات من المواطنين فى مسيرة من أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية إلى المنطقة الشمالية العسكرية احتجاجاً على حكم "الدستورية" ببطلان قانون العزل ، وحل مجلس الشعب. وشهدت المظاهرة اعتداء مجموعة من المتظاهرين على أحد قيادات الحزب الناصرى أثناء توزيعه مجلة مطبوعة ، تحمل صورة للمرشح الخاسر حمدين صباحى ، وتدعو لمقاطعة الانتخابات ، متهمين إياه بأنه من أنصار أحمد شفيق ، وحاولوا تحطيم سيارته . وانقسم المتظاهرون حول المشاركة فى جولة الإعادة المقررة اليوم السبت من عدمها، ودارت نقاشات حادة ومشادات بين الفريق المؤيد للإدلاء بصوته فى الانتخابات وبين الفريق الرافض لذلك، ورفعوا لافتات "لا لشفيق والعسكر"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، و"لا لعودة الفلول"، و"الثورة مستمرة"، و"شفيق بالجزمة " ، مرددين هُتافات "شفيق بالجزمة" ، و"يسقط يسقط حكم العسكر.. مصر دولة مش معسكر". وفى المنيا نظم العشرات من أعضاء الجماعة الإسلامية، وعدد من الحركات الثورية مسيرة بدأت من أمام مسجد "الرحمن" معقِل الجماعة الإسلامية إلى ميدان بالاس ، احتجاجًا على حكم الدستورية الصادر أمس الأول، وقاموا بتوزيع منشورات ضد أحمد شفيق بعنوان "امسك شفيق" و"لا للفلول". كما دعوا كل الحركات والقوى الثورية والإسلامية للتوحُّد وراء مرشح الثورة والوقوف ضد مرشح النظام السابق، مرددين هتافات ضد حكم المحكمة الدستورية بعدم تطبيق العزل والمجلس العسكرى "عسكر عسكر عسكر ليه ..إحنا فى سجن ولا إيه". وأثناء الهتافات قام أحد مؤيدى شفيق بمحاولة تمزيق ملصقات (بوسترات) مرسى ، مما أدى لمطاردة أنصار الأخير له حتى ابتعد عن المسيرة. وفى بور سعيد احتشد الآلاف تنديدًا بحكم "الدستورية" برفض العزل وحل البرلمان، وخرجت مسيرات مطالبة برحيل العسكرى ، احتجاجًا على عدم تطبيق قانون العزل السياسى "قائد موقعة الجمل". وشهدت بنى سويف مسيرات حاشدة تضامُنًا مع جمعة العزل الشعبى التى دعت لها القوى الوطنية والتيارات السياسية والائتلافات الثورة ، احتجاجًا على حكم "الدستورية" ، انطلقت من مساجد عمر بن الخطاب وأبو سبيحة وعمرو بن العاص والعدوى وبنى سويف الجديدة وجابت شوارع المدينة ؛ لتلتحم بتظاهرة كبرى بميدان الزراعيين ، شاركت فيها جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية و6 إبريل وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير وائتلاف ثورة 25 يناير وأحزاب الحرية والعدالة والنور والبناء والتنمية وغد الثورة والثورة مستمرة والكرامة ، بالإضافة إلى كل من حملة عمرو موسى وحمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح وحملة الشيخ حازم أبو إسماعيل. ورفع المتظاهرون لافتات كبيرة كُتب عليها "يسقط الفلول وحكم العسكر"، مرددين هتافات "يا حرية فينك فينك.. حكم العسكر بينى وبينك"، و"قتلوا الشيخ قتلوا الدكتور.. يلا يا مجلس ارحل غور". وأكد المتظاهرون رفضَهم إجراء انتخابات تحت حكم عسكر، مشككين فى أى انتخابات أو عمليات اقتراع تحت سلطة المجلس العسكرى، وتزويرها لصالح فلول الحزب الوطنى، وطالب البعض منهم بتشكيل مجلس رئاسى مدنى، يدير المرحلة الانتقالية لحين إعداد دستور جديد، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة. كما تظاهر نحو 3000 مواطن من أبناء محافظة كفر الشيخ عقب صلاة الجمعة ، اعتراضًا على ما اعتبروها أحكاماً جائرة صدرت لصالح مرشح المجلس العسكرى، حسب قولهم، وحل مجلس الشعب المنتخب انتخابًا حرًّا لأول مرة فى مصر. وطاف المتظاهرون شوارع مدينة كفر الشيخ ، مرددين الهتافات ضد المجلس العسكرى . والقضاء الذى اعتبره المتظاهرون أنه أصدر أحكامًا انتقامية ضد أعضاء مجلس الشعب بسبب الخلافات بين نادى القضاة والبرلمان ، وقال المحتجون إن المجلس العسكرى نجح فى سرقة الثورة وتفريغها من مضمونها ، مشيرين إلى أن صفقة أبرمت بين المجلس العسكرى وبين الرئيس المخلوع حسنى مبارك تم بمقتضاها تنحى مبارك مقابل الالتفاف على الثورة واحتوائها.