واجه الإعلامى أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسئوليتي" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، انتقادات حادة وذلك لإذاعته تسريبًا مجهول المصدر، ينتقص من شأن الضباط المشاركين فى معركة "الواحات"، ويشير إلى أن الخوف تسلل لبعضهم، وأن أحدهم توسل للإرهابيين لتركه حيًا. واستقل عدد من الإعلاميين المؤيدين للسلطة الحالية على غير عادتهم ركب مواقع التواصل الاجتماعى للهجوم على "موسى"، معتبرين أنه يمثل إهانة لأنفسنا وبلدنا وشعبنا والشهداء. ويكشف التسريب الذى أذاعه "موسى"، عن وجود تقصير أمنى كبير لدى قوات الشرطة، وأنها غير قادرة على تحديد الأهداف أو حتى التواصل مع بعضها أثناء مهاجمة العناصر الإرهابية، وكذلك وجود تخاذل كبير فى التخطيط الأمنى بالداخلية، إضافة إلى التلميح بأن هناك خيانة قد حدثت. فى المقابل، أكد مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية، أن ما تم تداوله من تسجيلات صوتية على مواقع التواصل الاجتماعى وتناولته بعض البرامج على القنوات الفضائية، غير معلوم مصدرها وتحمل فى طياتها تفاصيل غير واقعية، لا تمت لحقيقة الأحداث التى شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات بصلة. وقد وقعت الجمعة الماضية، اشتباكات بين عناصر مسلحة وقوات الشرطة فى منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات، أسفرت فى النهاية عن استشهاد 16 من قوات الشرطة وإصابة 13 آخرين – بحسب بيان وزارة الداخلية. الإبراشي كان على رأس المنتقدين لتسريب "موسى"، الإعلامى وائل الإبراشي، مقدم برنامج "العاشرة مساءً" على فضائية "دريم"، حيث عبر عن غضبه، قائلًا "مين الدنيء المنحط اللى سرب مكالمات الشهداء قبل دمهم ما يجف، هذه الأفعال تهين الشهداء ولا يجب السكوت عليها". وأضاف الإبراشي، "أنه تم إرسال هذه التسريبات إليه أثناء الحادث الإرهابى يوم الجمعة"، مشيرًا إلى أن "المسرب لا يختلف عن الإرهابى فى شيء، وأن مصر قدمت للعالم نموذجًا للتوحد فى قضية الإرهاب، وأن الإرهاب يزيد الشعب المصرى تمسكًا وقوة وإصرارًا". أديب أما، الإعلامى عمرو أديب، فرأى أن التسريب يعد إهانة كبيرة للشهداء، وللشعب بأكمله، قائلًا: "نحن قررنا أن نكمل للإرهابيين شغلهم بطرق كثيرة، ونجحنا فى إهانة أنفسنا وبلدنا وشعبنا والشهداء إهانة قذرة - فى إشارة منه إلى التسريبات-". وتساءل "أديب"، فى برنامجه "كل يوم"، المعروض على فضائية "ON E "، "ليه بتهين الناس وهى بتموت، وليه بنكمل للإرهاب رسالته، هل انتو عايزنا نخاف؟"، مضيفًا: "بره لا يمكن إذاعة أى تسريب به صوت أى جندى فى أى عملية". وتابع حديثه، قائلًا: "أقسم بالله أنا اتعرض عليّ 5 فيديوهات لداعش وهى بتموت الناس فى سيناء، ورفضت أعرضها"، مضيفًا: "الدم راح هدر، والعملية نجحت بكل المقاييس، وهذا النجاح سيستمر لو استمرينا فى العمل بنفس الطريقة". الغيطي بينما، استنكر الإعلامى محمد الغيطي، إذاعة "موسى" التسريب، قائلًا: "نشر الشائعة فى علم الإعلام ليس سبقًا إطلاقًا، إنك تساهم فى التقليل من كفاءة جهاز شرطتك يبقى أنت والعميل واحد". وأضاف الغيطي، خلال برنامجه "صح النوم"، عبر فضائية "LTC "، "من ينشر مثل هذه الشائعات يُساهم فى الترويج لها وإثارة البلبلة، الإعلامى اللى يُنشر تسريب اتذاع فى قنوات الإخوان يبقى زى الإخوان، زى الإرهابيين، أصبح بوق لهذا العدو، ده مش سبق ولا شطارة". وتابع: "التسجيلات دى عندنا كلنا، والله العظيم التسجيلات دى معايا من أول أمبارح، لكن إنك تذيع تبقى أهبل وعبيط، أنت هبلة ومسكوها طبلة، وأنا مستغرب الحقيقة ما بين موقف المجلس الأعلى للإعلام ونقابة الإعلاميين، يا جماعة يا ريت تنسقوا مع بعض". مجدى الجلاد ومن بين المهاجمين للتسريب، الكاتب الصحفى مجدى الجلاد، رئيس تحرير مجموعة "أونا نيوز"، حيث جاء تعليقه كالتالي: "نعيش حربًا حقيقية، وفى هذه اللحظات لا يصح أن يكون الهدف هو جذب مشاهدين، بل يجب إعلاء المصلحة العامة على المصلحة الشخصية". وأضاف خلال مداخلة هاتفية على فضائية العاصمة، "أنه لا يجب إذاعة أية تسريبات أو نشر أى معلومات قد تضر بأمن البلد حتى إذا كانت حقيقية"، لافتاً إلى أن التسريبات التى نشرت كانت مفبركة. وتساءل: "كيف لإعلامى ألا يعلى مصلحة البلد فى الوقت الذى يموت ضباط وجنود حتى يستطيع هو أن يمارس عمله بصورة طبيعية"، مؤكداً أن "مثل هذه التسريبات تستهدف الروح المعنوية لضباط الشرطة والشعب". حمدى الكنيسي أيضًا، انتقد حمدى الكنيسي، نقيب الإعلاميين، ما قام به "موسى"، مشيرًا إلى أن التسريب تسبب فى إحداث حالة إحباط رهيبة للشعب المصري. وأضاف الكنيسي، خلال لقائه مع الإعلامية إيمان الحصري، فى برنامج «مساء dmc »، "الكلام بتاع إن الاعتذار كده خلاص، ومالكوش دعوة بكلام النقابة.. ده شيء فى منتهى الخطورة" لأنه يضعف دور النقابة"، لافتًا إلى أن نقابة الإعلاميين نقابة مهنية، ويجوز لها التدخل لإنقاذ المهنة التى تمثلها. من جهته، قال الدكتور سامى عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق، إن تأخر بيان وزار الداخلية بشأن حادث الواحات المسلح أعطى الطرف الآخر فرصة لنشر ما يحلو له. وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "مساء dmc "، المذاع على فضائية "dmc "، أن التسريبات التى نشرت لم تكن موثقة ولكن مضمونها يحقق هدفًا خطيرًا وهو أن يفقد الشعب الثقة فى الشرطة ويصيبه بالإحباط، مشيراً، إلى أنه فى مثل هذه العمليات لابد ألا تفصح وزارة الداخلية عن معلومات بعينها ولكن الغياب الإعلامى التام أفسح الطريق للمغالطات ولتنفيذ مؤامرات كبيرة. وأكد، أن التسريبات التى أذاعتها إحدى القنوات، كانت مفبركة وخطأ مهنى فادح. وكانت نقابة الإعلاميين، قررت على لسان النقيب، حمدى الكنيسي، إيقاف الإعلامى أحمد موسى، لحين الانتهاء من التحقيق معه على خلفية ما جرى فى برنامجه "على مسئوليتي" عقب هجوم الواحات الإرهابي..