تعرَّضت محافظة مطروح لأزمة عطش شديدة خلال الفترة الماضية بسبب اعتداءات البعض الأهالي على خطوط المياه لري أراضيهم، وسط اتهامات للقرى السياحية والفنادق بالسطو والاستيلاء على كميات كبيرة منها بالتواطؤ مع بعض عمال شركة المياه ، بخلاف المشكلات الفنية الأخرى ، مما دفع قوات الجيش بالمِنطقة العسكرية للتدخل والدفع بكميات عاجلة من المواطنين لسد احتياجاتهم وإزالة التعديات بالتعاون مع المحافظة. قال النائب بلال جبريل، عُضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة بمطروح، إنه مع بداية الأزمة تقدم بطلب إحاطة عاجل إلى كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية المحلية للوصول إلى حل سريع للأزمة التى يتعرض لها أبناء مطروح ، وبالفعل تمت الاستجابة ، واجتمع رئيس الوزراء مع محافظ مطروح ونواب مطروح ، وتم الاتفاق على زيادة ضخ المياه إلى ترعة الحمام وتكثيف الجهود الأمنية وإنشاء محطة تحلية جديدة ، تساهم فى حل الأزمة مستقبلاً . ونفى أن تكون الأزمة سياسية ؛ لأن الأزمة ناتجة عن تعدِّي بعض الأهالي على طول خط المياه الرئيسي لري أراضيهم ، وليس لمجرد كسر الخط لإحداث أزمة سياسية خاصة ، مع شبه غياب للأمن فى مصر عامة ومطروح خاصة. من جانبه قال مستور أبو شكارة ، المتحدث باسم متضرري أزمة الضبعة النووية ، إن هناك ظلمًا لأهالي الضبعة بإلقاء اللائمة عليهم فى أزمة المياه ، وكأنه ليس في مطروح سوى الضبعة ، رغم أننا ننبه بوجود عدد من الأزمات التى يجب حلها كالتمليك والمياه وأرض الضبعة وغيرها. وحمَّل أبو شكارة القرى السياحية مسئولية أزمة مياه الشرب ، قائلاً إنهم هم اللصوص الحقيقيُّون للمياه ..أما اعتداء بعض المواطنين على خط المياه فهو عمل غير مبرَّر ، مشيرًا إلى أن البعض يحاول الإيقاع بين الأهالي والجيش بإلقاء التهمة على أهالي وشباب الضبعة ؛ خاصة بعد حصول الأهالي على أراضيهم المستلبة التي سلبها النظام السابق عنوة من أجل مشروع وهمي. وفي نفس السياق قال أيمن شوقي، ناشط حقوقي، إن مطروح تعانى من أزمة مياه طاحنة غير مسبوقة بسبب تعديات المزارعين على ترعة المياه المغذية للمحطة ، وكذلك اعتداء الأهالي بمنطقة الضبعة على خط مياه الشرب الرئيسى المغذى لمطروح ، من أجل رى مزارعهم دون أى مراعاة لحجم الكارثة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التى يتسببون بها ، معتبرًا أنها جريمة ترقى إلى جرائم الحرب. كما اتهم المواطن أحمد ماهر أبو المعاطى بعض العاملين بشركة المياه بالتواطؤ مع بعض الفنادق والشقق الخاصة ، وبيعها بالسوق السوداء بأسعار تزيد عن ثمنها الفعلي أضعافًا مضاعفة. بينما أكد عبد النبي فرج أن السبب الأساسى فى الأزمة يعود إلى عدم العدالة فى توزيع المياه وعدم مد خطوط المياه إلى جميع المواطنين بمنازلهم لتحقيق أكبر ربح ممكن ، من خلال إجبار المواطنين على شراء السيارات بسعر أعلى من توصيلها داخل الخطوط ، بالإضافة إلى استيلاء القرى السياحية ؛ خاصة مارينا على أكثر من 30% من إجمالى المياه الواردة للمحافظة ، مما أدى إلى وجود سوق سوداء لمياه الشرب من خلال الشركات الخاصة التي تقوم على بيع المياه للمواطنين. ومن جانبه قال اللواء شريف فارس، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب، إن الأزمة الحالية التى تشهدها مطروح ، لها جانبان : الأول يرجع إلى تعدى المواطنين على الخط الرئيسي ، وذلك لري الأراضي الزراعية الخاصة بهم ، بداية من مدينة الحمام حتى منطقة جلالة بالضبعة ، بالإضافة إلى التعدي على مياه ترعة الحمام بقرى بنجر السكر بالحمام. وأضاف أن السبب الثاني يعود إلى بناء محطات تنقية المياه بالمحافظة بطرق هندسية خاطئة ، مما يجعل المدينة مهددة بالعطش باستمرار ، مطالبًا بمحاسبة المتسبب في هذه الأخطاء الهندسية الرهيبة لا بد من حسابه لتسببه فى تعطيش أهالي مطروح بهذه الصورة. وأشار فارس إلى أن أهالي مطروح عليهم جزء كبير من المسئولية نتيجة السلوكيات الخاطئة ومتاجرة البعض بالأزمة ، ومحاولة التخريب ، خاصة مع هطول كميات كبيرة من الأمطار هذا العام تكفي لري زراعاتهم ، لافتًا إلى قيام الشركة بحملات لإزالة التعديات ، والتى تعرضت لإطلاق النيران عليها ، مما يعني وجود مستفيدين يسعون إلى التخريب ، ولا يبالي بنتائجه على المواطنين من عطش وأزمة اقتصادية مع موسم الصيف السياحي على طول خط المياه حتى مدينة مرسى مطروح. وأشار فارس إلى أن الشركة قامت بضخ كميات كبيرة من المياه على الخط الرئيسي بعد زيادة منسوب مياه ترعة الحمام صباح الأربعاء لسرعة حل أزمة نقص المياه بمطروح ، إلا أن بعض أهالي الضبعة قاموا بكسر خط المياه الرئيسي القادم إلى مدينة مرسي مطروح انتقامًا من القبض على فردين من الأهالي خلال قيام الجيش والشرطة بعملية إزالة التعديات على طول الخط من أجل رى مزارعهم ، دون أى مراعاة لحجم الكارثة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التى يتسببون بها ، لافتًا إلى أنه من المتوقع تأخر وصول المياه إلى مدينة مرسى مطروح لثلاثة أيام قادمة أخرى حتى يصل معدل الضخ إلى مستوى مناسب فى خط المياه الرئيسي. ومن جانبه أكد اللواء مدحت النحاس، قائد المنطقة الغربية العسكرية، أنه تم إرسال قطار مياه شرب سعة 600م3 يصل إلى محافظة مطروح قادم من الإسكندرية ، دعماً لأهالي المحافظة الذين تعرضوا للعطش خلال 48 ساعة الماضية ، كما تمت إزالة خمس حالات تعدٍّ ، كانت تهدر 26 ألف م3 من المياه اليومي ، فى حين ما يجب يصل إلى مدينة مرسى مطروح من المياه 55 ألف متر3 صيفًا. وأشار إلى أن القوات المسلحة قامت بالدفع بقطار مياه شرب لأهالي مطروح بعدما استفحلت أزمة نقص مياه الشرب بالمحافظة ، كما قامت قوات الجيش بمشاركة قوات الشرطة بعمل حملة مشتركة لمواجهة التعديات على خطوط توصيل المياه من قِبَلِ عدد من الأهالى لري زراعاتهم ، دون مبالاة بعطش مواطني المحافظة وذلك بعد نداءات الاستغاثة المتكررة من المواطنين بالمحافظة. كما دفعت قوات الجيش بالمنطقة الشمالية بقطارين آخرين سعة 600 طن لكل واحد منهما، لحل أزمة مياه الشرب قبل أن تصل إلى كارثة إنسانية بسبب توقف المستشفيات والمصالح الحكومية عن بعض أعمالها الضرورية لنقص المياه كالنظافة وغيرها. فيما أكد اللواء طه السيد، محافظ مطروح، أن المشكلة فى طريقها إلى الحل بعد ضخ وزارة الري لكميات أكبر من المياه إلى ترعة الحمام وإزالة عدد من التعديات على الترعة بما يسمح بتشغيل محطة العلمين. وأضاف أن المحافظة تبذل كثيرًا من الجهود للسيطرة على عمليات سرقة المياه على طول الخطوط بمعاونة القوات المسلحة لكشف وإزالة التعديات على الخطوط ، إضافة إلى مناشدة الجهاز التنفيذي لعمد ومشايخ مطروح للتدخل لإقناع الأهالي بوقف التعدي ، ووصلت الدعوة إلى تحريم سرقة مياه الشرب فى خطب الجمعة.