انقسام عربي قاد المرشحة الفرنسية أودري أزولاي إلى منصب رئيس عام منظمة الثقافة والعلوم العالمية "اليونسكو"، بعدما استطاعت تحقيق الفوز في الجولة النهائية من التصويت أمس، بعد منافسة شرسة مع ثلاثة مرشحين عرب, تصدروا الجولات الأربع قبل الأخيرة. المنافسة التي وصفت بالشرسة، بدأت بخمسة مرشحين, في مقدمتهم المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب, والمرشح القطري حمد الكواري, ومرشح من فرنسا ولبنان والصين, وانتهت بوصول الكواري إلى الجولة النهائية أودري أزولاي أمام المرشحة الفرنسية أودري أزولاي التي حصدت 30صوتًا مقابل 28 لمنافسها. الشتات العربي في نظر البعض يعتبر المتسبب الأكبر في الخسارة, حيث ترشح من دول عربية 3 أشخاص حصلوا على أغلب الأصوات ولكن بشكل متفرق, ما أدى في النهاية إلى ذهاب المنصب للمرشحة الفرنسية. وجاء فوز أزولاي في الجولة النهائية عقب ساعات من فوزها على مرشحة مصر في جولة جرت بينهما ظهر الجمعة، بحصولها على 31 صوتًا مقابل 25لمنافستها. وبهزيمة خطاب والكواري تباعًا، يخسر العرب أمل تقلد منصب المدير العام للمنظمة الأممية، وذلك منذ نشأتها عام 1945. قال السفير جمال بيومي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن "فوز المرشحة الفرنسية أودري أزولاي بمنصب مدير عام اليونسكو, لا يعيب الدول العربية أو مصر بشكل خاص, ولكنه يوضح أن الدول العربية لن تجتمع على كلمة واحدة أبدًا, خاصة أن لكل دولة خصائصها ومصالحها الشخصية, والتي من الممكن ألا تتقابل مع مصلحة الدولة الأخرى, وهو أمر واضح فيما يتعلق بعلاقة مصر مع دولة قطر". وأضاف بيومي ل"المصريون": "الخلافات العربية والأزمة مع قطر تسببتا بشكل كبير في ضعف دور الجامعة العربية في لمّ شمل الدول العربية على اسم مرشح واحد, كما يحدث فيما يخص الترشح لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية". من جهته, قال السفير محمود ريحان, مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن "التصويت داخل منظمة اليونسكو كان واضحًا أنه يقوم على عوامل سياسية وليست ثقافية, باعتبار أن المنظمة مهتمة في الأساس بالثقافة والآداب والعلوم, فأيدت مصر على لسان الوفد الرسمي المصاحب للسفيرة مشيرة خطاب، المرشحة الفرنسية في الجولة الأخيرة، ضد المرشح القطري, بسبب الأزمة الموجودة بين البلدين, ولدور قطر في مصر". وأضاف ريحان, أنه "ليس على الجامعة العربية أن تجمع الفرقاء العرب, في حال أنهم لم يعرضوا عليها الأمر وطلبوا منها أن تعلب دورًا في عملية تجميع الدول العربية على مرشح واحد للمنافسة على منصب مدير عام منظمة دولية ك"اليونسكو", ثم إن هذا الأمر تم في انتخابات2010، وفشل المرشح المصري حينها في تولي المنصب".