اعترض مسلحون مجهولون، اليوم الخميس، موكب رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، بأسلحة متوسطة، في محافظة لحج، جنوبي البلاد، بحسب مصادر متطابقة. وهذا هو الحادث الأول من نوعه لأرفع مسؤول حكومي منذ اندلاع الحرب قبل عامين ونصف في مدن جنوب البلاد التي تشهد اضطرابات أمنية بعد تحريرها من جماعة "الحوثي" وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قبل عامين. وقالت الوكالة الرسمية "سبأ" ومصادر حكومية للأناضول، إن مسلحين مجهولين هاجموا موكب بن دغر، بأسلحة متوسطة، أثناء زيارة قام بها إلى مديرية الصبيحة في لحج؛ لافتتاح مرفق حكومي، دون وقوع إصابات. ونقلت الوكالة عن نائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني، عبد ربه المحولي، الذي ينحدر من ذات المنطقة، قوله إن "بعض الخارجين عن القانون قاموا بأسلحتهم المتوسطة بمحاولة اعتراض موكب رئيس الحكومة ومرافقيه، الأمر الذي أعاق وصولهم إلى ساحة الاحتفال التي احتشد فيها الآلاف من أبناء الصبيحة احتفاء بقدومه لافتتاح كلية المجتمع في المديرية". ولفت المحولي أن "بن دغر استكمل برنامج زيارته الميدانية للمديرية"، لكن مصادر حكومية قالت للأناضول، إن الموكب عاد على الفور إلى العاصمة المؤقتة عدن، وهناك تفقد شركة مصافي عدن ومحطتها الكهربائية وميناء الزيت. ولم يشر المسؤول الحكومي إلى أن الحادث كان "اغتيالاً" رغم الاعتراض بالأسلحة المتوسطة، لكن مصدر حكومي (فضل عدم ذكر اسمه)، قال للأناضول، إن "إطلاق الرصاص لم يكن في الهواء لمنع تقدم الموكب فحسب، بل باتجاه سيارات الموكب"، دون الكشف عن وجود أي إصابات. ولم تتطرق الوكالة الرسمية إلى هوية الجماعة المسلحة التي هاجمت موكب رئيس الحكومة، فيما قال المحولي إنهم "مجموعة قليلة من مدفوعي الأجر، ولا يمثلون أبناء مديرية الصبيحة بل يمثلون أنفسهم". ويتألف موكب "بن دغر" من وفد رفيع المستوى، على رأسهم رئيس جهاز المخابرات اللواء عبد الحذيفي، ووزراء الاتصالات لطفي باشريف، والشؤون القانونية نهال العولقي، والثقافة مروان دماج، والعدل جمال عمر، والتربية والتعليم عبدالله لملس، إضافة إلى عدد من نواب الوزراء، وفقا للمصدر الحكومي. ويمارس بن دغر مهامه من العاصمة المؤقتة عدن ويتنقل منها إلى العاصمة السعودية الرياض، منذ تعيينه رئيسا للحكومة في أبريل/نيسان 2016. وجرّاء الاضطرابات الأمنية التي تشهدها عدن وسوء علاقة الحكومة مع قوات التحالف العربي التي تحكم قبضتها على المدينة، كان بن دغر يمارس مهامه من قصر "معاشيق " الرئاسي لعدة أشهر، وخلال الأسابيع الماضية، قام بأول زيارات لمحافظات أخرى هي حضرموت والمهرة، كما قام بزيارة المخا، بعد تقارب نوعي مع قوات التحالف. ولا يُعرف أسباب الهجوم المسلح على الموكب الحكومي، لكن بن دغر كان قد أطلق الأسبوع الماضي، تصريحات أثارت جدلا لدى قيادات الحراك الجنوبي، بعد إعلانه اعتزام الحكومة دمج الوحدات العسكرية المتواجدة في المناطق المحررة جنوبي البلاد، وقال إنها "تأسست على أساس مناطقي". وتتواجد في عدن ومدن الجنوب المحررة، عدد من الوحدات العسكرية التي تشكلت بعد الحرب بإشراف من الإمارات، ثاني أكبر دول التحالف العربي، ويتهم ناشطون تلك القوات بأنها تدين بالولاء للإمارات وليس للحكومة الشرعية. ورفض ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقادة في الحراك من بينهم رئيس الحكومة السابق خالد بحاح، تلك التصريحات، واعتبروها بأنها تهدف إلى إعادة قوات من شمالي اليمن، إلى مدن الجنوب وإشعال فتيل الحرب مجددا في الجنوب.