دخل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى حرب جديدة مع نخب الولاياتالمتحدة، بعد اعتياده على السجال وانتقاد النخب السياسية في واشنطن ومشاهير السينما في هوليوود، غير أنه توجه هذه المرة مع الرياضيين الذين يتهمهم بأنهم "عار" على الولاياتالمتحدة من خلال معارضتهم للإدارة الأمريكية الجديدة. بدأت الحرب بعد دعوته لفريق جولدن ستايت ووريرز، حامل لقب الدوري الأمريكي لمحترفي كرة السلة، لزيارة البيت الأبيض، إلا أن بعد إعراب عدد من لاعبي الفريق عن ترددهم بحضور حفل الاستقبال. وقال ستيفن كورى، لاعب الفريق لشبكة "إي إس بي إن"، إن فريق جولدن ستايت ووريرز يمكن أن يدلي ب"بيان" حول رفض الحضور إلى البيت الأبيض، في زيارة تقليدية تعود إلى عقود من الزمن، مؤكدًا أنه سيصوت ضد زيارة البيت الأبيض في حال أي مناقشة ضمن الفريق. وقال كوري "بالطبع لا نريد التسرع في اتخاذ قرار حول فهم حجم معنى هذا الأمر. لدينا فرصة لإرسال بيان نأمل في أن يشجع على الوحدة ويساعدنا على فهم ماذا يعني أن نكون أمريكيين". وفي وقت لاحق، قال كوري في يوم ووريرز الإعلامي "لا أريد الذهاب"، علما بأن البيت الأبيض لم يحدد بعد موعدا للزيارة. وكتب ترامب "الذهاب إلى البيت الأبيض يعد شرفا عظيما للفريق الفائز بالبطولة، ستيفن كوري متردد، وبالتالي سحبت الدعوة!". وتلقى "كوري" دعما لا لبس فيه من "الملك" ليبرون جيمس، الذي حل وصيفا مع فريقه كليفلاند كافالييرز، حيث قال ردا على تغريدة ترامب "الذهاب إلى البيت الأبيض كان شرفا قبل أن تصبح أنت فيه". بدورها، غردت نقابة اللاعبين عبر تويتر "ستيفن: اعتبر هذا الإلغاء (للزيارة) وساما شرفيا". وانضم درايموند جرين، زميل كوري في فريق ووريرز، إلى قائمة المنتقدين للرئيس الأمريكي، وغرد بدوره قائلا "لا زلت أسأل نفسي كيف يحكم هذا الصبي البلاد". وكان لاعبو ووريرز الأكثر صراحة ضد إدارة ترامب منذ تتويجهم باللقب الثاني في ثلاثة مواسم، في يونيو الماضي. وقال نجم الفريق الآخر، كيفن دورانت، الشهر الماضي أنه سيقاطع بحال دعي الفريق إلى البيت الأبيض، متهما ترامب بتصعيد التوترات العرقية في الولاياتالمتحدة. وقال لشبكة "إي إس بي إن": "لا أحترم الشخص الذي يشغل هذا المنصب الآن... لا أتفق مع ما يوافقه، لذا سيكون صوتي مسموعا بعدم القيام بذلك". واعتبر دورانت أن اللاعبين لم يهضموا كلام الرئيس ترامب الذي ساوى بين العنصريين البيض المتشددين والمناهضين للفاشية في أعمال العنف التي شهدتها تشارلوتسفيل (شرق) حيث دهس أحد مؤيدي النازية الجديدة بسيارته سيدة مشاركة في مسيرة مناهضة. وتعرض ترامب لانتقادات على نطاق واسع حين ساوى بين الطرفين في المسؤولية عن العنف، وانحدرت شعبيته بعد ذلك بحسب الاستطلاعات إلى أدنى مستوى خلال الاشهر السبعة له في البيت الأبيض. وحمل الرئيس ترامب الجمعة على بطولة كرة القدم الأمريكية، داعيا إلى "طرد" اللاعبين الذين "لا يحترمون" العلم الأمريكي. ودون أن يسميه، كان ترامب يقصد النجم السابق في نادي سان فرانسيسكو فورتي ناينترز كولن كابرنيك الذي ركع في أغسطس 2016 خلال عزف النشيد الأمريكي احتجاجا على قتل عدد من السود من قبل رجال الشرطة البيض. وقال ترامب في خطاب ألقاه الجمعة في الاباما (جنوب) "ألا ترغبون برؤية أحد مالكي الفريق يقول عندما يفقد أحدهم الاحترام لعلمنا--، يقول: أخرج لي ابن العاهرة من الملعب. لقد طرد. نعم لقد طرد". وردت تيريزا، والدة كابرنيك بالتبني، في تغريدة على تويتر "بإمكانك أن تتصور أن ذلك يجعلني عاهرة فخورة...". وأسف مدير البطولة روجر غوديل في بيان ل "التعليقات ذات الطابع الانقسامي" للرئيس الأمريكي التي "تبرهن على عدم احترام للبطولة". لكن هذا الأمر لم يمنع الرئيس ترامب من متابعة الجدل على تويتر، وقال "إذا كان لاعب يريد أن يتمتع بميزة الحصول على ملايين الدولارات في كرة القدم الأمريكية أو أي بطولة أخرى، فعليه قبل كل شيء ألا يفقد احترامه لعلمنا الكبير وأن يبقى واقفا خلال عزف النشيد الوطني. وإلا ستطردون جميعا، وعليكم إيجاد شيء آخر للقيام به". ورد ترامب على روجر غوديل "قل لهم أن يقفوا"، واتهمه "بمحاولة تبرير عدم الاحترام الكامل لبعض اللاعبين تجاه بلدهم". وأثارت هذه العبارات انتقادات شديدة من قبل بعض لاعبي هذه الرياضة، وقال بيشوب سانكي نجم فريق مينيسوتا فايكنغز على تويتر "إنه لعار كبير عندما يصف رئيس الولاياتالمتحدة مواطنيه ب 'أولاد العاهرة'." وكان ترامب استقبل في البيت الأبيض في أبريل فريق نيو اينجلاند باتريوتس الفائز بالسوبر بول (نهائي بطولة كرة القدم الأمريكية)، لكن من دون نجمه طوم برادي "لأسباب عائيلة" وبعض اللاعبين الآخرين الذين لمحوا إلى خلافات في السياسة مع الرئيس. وانتشرت العدوى إلى احدى الرياضات المهمة جدا في الولاياتالمتحدة فركع، خلال عزف النشيد الأمريكي، نجم فريق أوكلاند أتلتيكس وأفضل لاعب في رياضة البيسبول، بروس ماكسويل.