على الحكومات العربية والاسلامية أن تسارع لضبط الوسائل التكنولوجيا الحديثة فبقدر إيجابياتها بإتاحة الفرصة للناس للتعبير بحرية والمطالبة بالحقوق ومحاسبة المسؤولين وكشف عيوبهم ومساءلتهم وإسماع الصوت المقهور والمظلوم والمعذب والتعبير بقدر ما تحمله من مخاطر في بث الكراهية والتعصب ونشر الأسرار الخاصة والإضرار بتماسك المجتمع والدولة والتحريض الطائفي والديني .. فأصبح من شاء ينشر ما شاء دون رقيب ولاحسيب ...لا شك أن التكنولوجيا الحديثة حملت الكثير من الأشياء الإيجابية لكنها تحمل أيضا الكثير من المخاطر حين لا يُتحكم فيها ..ما يسبب القلاقل والفوضى والمساس بسمعة الأشخاص والعائلات وبث الافكار الهدامة والقاتلة..ونشر المعلومات الخاصة بالأمن القومي للبلد وترك الحبل على الغارب للمراهقين والمشاغبين للتلاعب بالعقول بنشر الأكاذيب والتلفيقات والقصص المُختلقة والانتقامات العشوائية من الرجال والنساء ..ومن الهيئات والمنظمات المحترمة بلا روح مسؤولة و دون الخوف من أي عقاب أو حساب أمام العدالة والقانون . مع مرور الوقت هل أدرك الجميع الآن أن وسائل التواصل الحديثة ليست كلها خير بل هناك جانب الأذى والشر والسلب عندما يسوء استعمالها لأغراض مشبوهة و غير طيبة ولا أخلاقية ولا إنسانية ولا وطنية ..وما تسببه في المجتمع من تضليل وخداع وفبركة خدمة لأغراض سيئة وخبيثة..نعم لإيصال المعلومة الصحيحة..نعم للتواصل المفيد والاتصال الإيجابي...نعم لخدمة الصالح العام والتواصل بين الناس خدمة لبعضهم البعض...نعم لنشر الوعي بالكتابة والنشر السريع والمتاح...لا للفتن والتجسس وضرب المجتمع وبث السموم والكراهيات والبغضاء والفرقة والتناحر بين الناس ..لا للتحريض وهتك خصوصيات الناس والدول بغية وإضعافها وضربها من الداخل. التكنولوجيا في النهاية هي وسيلة وليست غاية...وسيلة تواصل واتصال وبث الوعي والتثقيف الإيجابي متى استعملناها بايجابية حققت النفع العم لكن تحت سلطة القوانين والدساتير وفي إطار الأعراف والتقاليد العامة للمجتمع والدولة. ............ ** كاتب جزائري