• كل واحد من الناس على وجه هذه البسيطة بحاجة إلى شيء ما.. ينقصه...مهما علت منزلته ... حتى صاحب المال والجاه والثروة والشهرة والأضواء .. وحتى الوزير والرئيس والعسكري المرموق بحاحة إلى كثير من النعم والحاجات الثمينة التي عندك أنت أيها الإنسان ..إنّه الرزق ..السعادة رزق ..القناعة رزق ...راحة البال رزق ..الصبر رزق .. التواضع رزق...النوم الهادئ رزق..البساطة والطيبة وحسن النية والخلق الكريم رزق .. التمتع بملاقاة الأهل والأقارب ومعاشرة الناس ومصافحتهم والتبسم في وجوههم رزق....الأرزاق ليست كلها مادة ..الكثير من الرزق معنوي لا يلمسه إلا من افتقده...والحياة ليست كلها ما نشاهده من بهارج ومظاهر .. بل هناك ما هو سري ومعنوي في داخل النفوس من نعمة الاطمئنان والتواضع وهدوء الحياة..."وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها". ............. • لو اِدخر العرب والمسلمون رُبع الملايير التي تُصرف في المؤتمرات لشيدوا اقتصادا ونهضة عالمية فريدة تضاهي كوريا أو اليابان أو الصين..وربما لأخرجوا دولا تتخبط في دوامات المجاعات والفقر وسوء التعليم ورداءة الصحة وتدهور شؤون الحياة ..أليس من مهام هذه القمم السامية عرض المشاكل وحلها و اقتراح السياسات و تطبيق القارارات..أليست المجاعات والأمية والفقر وانتشار الأمراض والأوبئة هي أم المشاكل في بعض أوطاننا التي تنعدم فيها الحياة البسيطة فما بالنا بالحياة الكريمة.. بلا تنمية ولا مرافق .. ولا تعليم .. ولا رعاية صحية .. هل هذه الأمة التي تَعُد الملايير وتكتنز الملايير يمكن أن يبقى فيها فقير أو محتاج لو أجمعت على رأي سديد ..لماذا ننفق أموالنا في الحروب الغير مجدية والعبثية ولا ننفقها في التنمية وصناعة الحياة الكريمة للناس ..كم من دولة إفريقية تعاني وتتخبط في المجاعة والحرمان بلا تعليم ولا صحة ولا كرامة ولا بنية تحتية ..لماذا لا يُعقد مؤتمر واحد من أجل هؤلاء لانتشالهم من أنياب الاستعمار الجديد الذي يستغل حاجتهم وفقرهم من أجل أغراضه الخبيثة . .............. •الإعاقة ليست إعاقة الجسد فحسب.. بل هناك إعاقات معنوية أخرى باتت تملأ مجتمعاتنا .. فكم من معاقين جسديا حققوا المستحيل وبرزوا في سماء التتويج والإبداع والاختراع .. وكم من أصحاء البدن كبلهم اليأس والكسل والتواكل وحصدوا الفشل والإخفاق..ماذا عن إعاقة التفكير..وإعاقة الفهم والوعي والإدراك.. ماذا عن إعاقة التسيير والإدارة .. ماذا عن إعاقة التواصل ..ماذا عن إعاقة الإعلام والإعلاييين ..ماذا عن إعاقة السياسة والسياسييين ..ماذا عن إعاقة المثقفين والرموز وأهل الرأي ..تولانا الله برحمته. ............. ** كاتب جزائري