الشك مرض خطير وخاصة عندما يكون بين الزوجين يصبح أشد خطورة، وله آثار ونتائج سيئة مدمرة للزوجين وتجعل حياتهما فى جحيم لا يطاق وقد يطال هذا الجحيم المحيطون من الأبناء وأقارب الزوجين، والإنسان الشكاك مسكين يدخل فى دوامة وبحر من الهموم والظنون، تفقده طعم الحياة بسبب إساءة الظن واتهام الطرف الآخر بالخيانة. فهو يعيش فى عذاب دائم وشبح مخيف يظل يطارده ليلاً ونهارًا حتى يجبره على الفراق، متوهمًا أن خلاصه الوحيد من هذا العذاب هو الطلاق والبعد فالشكّ هو مقتل العلاقة الزوجيّة. ويتولد الشك حين تكون هناك علامات ومظاهر تدل على أن شيئاً ما قد حدث، تسبب فى تغيير الطرف الآخر، وقد يبنى على وقائع بعينها، وقد يكون مرضاً حين تكون العلامات والمظاهر المثيرة للشك ما هى إلا أوهام صادرة عن عقل مريض. وقد يكون الشك ناشئًا عن تردد فى النفس وعدم استقرارها وكذلك هو سلوك يعكس عدم الشعور بالأمان والاطمئنان وهذا السبب له خلفيات كثيرة منها ثقافة هذا الشخص والبيئة التى نشأ فيها ومنها مواقف تعرض لها فى الصغر، والشك بين الزوجين سلوك سيئ منشأه نقص الثقة بين الزوجين، وظَنِّ أحدهما بأن الآخر قد فتر حبه له، أو انشغل بغيره. وفى هذة القضية، التى شهدت أحداثها محكمة الأسرة بزنانيري، أقامت "س. س" دعوى خلع ضد زوجها "أ. م"، قالت الزوجة فى دعواها: منذ أن تزوجت وأنا فى مشاكل دائمة بسبب شكوك زوجى المستمرة وغيرته الشديدة علىّ من أى رجل، متوهمًا وجود علاقات بينى وبين أشخاص آخرين، فتارة يتهمنى بوجود علاقة بينى وبين شقيقه وتارة أخرى يتهمنى بأنى على علاقة بأحد الجيران، علاوة على ذلك فهو ينهرنى ويضربنى بشكل شبه مستمر عقب كل مناسبة تجمعنى بأقاربى، وحتى أقاربه لمجرد السلام أو الحديث العابر مع أحدهم والذى تجبرنى عليه هذه التجمعات، فقررت تجنب هذة المناسبات والهروب منها قدر المستطاع, حتى جرس الباب والتليفون اعتزلتهما تجنبًا للمشاحنات والمشاكل ومع ذلك لم أتمكن من إرضاء زوجى ولم أستطع نزع الوساوس المرضى من صدره فأصبحت حياتى معه لا تطاق. ولم أجد من ينصفنى ويقف بجانبى حتى والدته التى تعلم أن شكوك ابنها ما هى إلا أوهام،ألقت باللوم علىّ أنا وحملتنى المسئولية حال انهيار حياتى الزوجية، فتركت البيت ولجأت لأسرتى التى نصحتنى بالعودة إلى بيتى وطالبتنى بالصبر والاستمرار وألا أفكر فى الانفصال نهائيًا، ولم أجد أمامى إلا الرضوخ لقرارات أهلى وعدت إلى بيتى والكآبة تلقى بظلالها على قلبى. وأضافت الزوجة: يقينى أن أساس العلاقة الزوجيّة الناجحة هى الثقة المتبادلة بين الزوجين، والاحترام والتفانى فى إرضاء الطرف الآخر، والسعى لتحقيق مصالحه، وقد رأيت من زوجى ما يصعب معه توافر هذا الركن المهم فى حياتى معه، فهو مريض وشكاك ولا أستطيع العيش معه على هذا الوضع. فتوجهت إلى منزل أهلى مرة أخرى طالبة الطلاق، ولكن زوجى رفض، فلجأت إلى الخلع.