اعتبر الكاتب الصحفي عماد الدين حسين أن قرار الإدارة الأمريكية بتجميد جزء من المعونة العسكرية والاقتصادية المقدمة لمصر تطور خطير ينبغى أن يتم التعامل معه بأقصى درجات التعقل والحذر والدراسة والتقييم. وحذر حسين من التعامل مع هذا الأمر بالشتائم أو القول إن أمريكا هي الخاسرة من هذا القرار وليس مصر. وقال حسين إنه بدلا من طريقة الردح وسبِّ أمريكا أو النواح، واستعطافها لإعادة المعونة، علينا أن نتصرف بطريقة عاقلة حتى لا نخسر المزيد. وبثت وكالة رويترز للأنباء ليلة الأربعاء الماضى خبرًا مهمًا نقلًا عن مصدرين مطلعين أن الولاياتالمتحدة قررت حرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار، وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى، احتجاجا على إقرار قانون الجمعيات الأهلية وتردى ملف الحريات وحقوق الإنسان. وأشار إلى أن القرار الأمريكى ليس وليد اللحظة، بل هم يفكرون فيه منذ زمن بعيد مؤكدا أن أمريكا تقدم لنا المعونة كنوع من الترضية أو الثمن لأننا وقَّعنا صلحًا منفردًا مع إسرائيل فى كامب ديفيد فى سبتمبر عام 1978 ثم معاهدة للسلام فى مارس 1979. وتابع: هم كانوا يخشون أن ننسحب من الاتفاقية فى سنواتها الأولى ونعيد تشكيل وتقوية محور دول الطوق العربى لخنق إسرائيل، لكن وبعد سنوات طويلة، تبين أن غالبية الدول العربية هى التى تستعطف إسرائيل لتطبع معها وتقيم علاقات بدأت سرية وتتجه لتكون علنية بعد أن صار العدو لدى هذه البلدان هو إسرائيل وليس إيران. وأبدى حسين أسفه من أن طهران لعبت دورا مهما فى أن نصل لهذه الحالة؛ لافتا إلى أنها حاولت فرض الهيمنة الفارسية على المنطقة مستغلة اللافتة الطائفية الشيعية. ووجه حسين تساؤلا: هل مواجهة هذا القرار الأمريكى تكون بتعظيم ما نملك من أوراق أم بالصراخ والزعيق، أو القول إن حجب المساعدات يؤثر بالسلب على أمريكا؟!!. وهل يفترض أن نحسن من سجل الحريات وحقوق الإنسان فى مصر لنرضى أمريكا أم لأن شعبنا يستحق ذلك؟!!. واختتم بقوله : لن نكسب أى قضية إذا ظلت إدارتنا لكل معاركنا تدار بطريقة الصراخ أو العويل.. الموضوع يستحق المزيد من النقاش الموضوعى.