قراءتنا وفهمنا للدين فهم سطحي لا يتعدى الحركات والمظاهر بينما عُمق الدين غائب عنّا تماما..جُل معاملتنا لا تراعي الوازع الديني والأخلاقي..الموظف يسرق من عمله رغم أنّه يصلي ويصوم ويؤدي واجباته الدينية..الطبيب يغش مرضاه ولا يفحصهم جيدا لربح الوقت رغم أنّه يتظاهر بالتقوى والورع.. وكلامه لا ينطق إلا بالأحاديث والآيات...المعلم يتهاون مع تلاميذه داخل المدرسة ثم تراه يلهث وراء الدروس الخصوصية ليل نهار..وكذلك البناء..والميكانيكي..والكهربائي..أما عن الوزير والمدير والمسؤول فحدث ولا حرج لأن الطامة الكبرى..وقد رأينا الوزراء يتباهون بالسبحة وصلاة العيد والقميص الأبيض وكلامهم لا يخلو من بسم وماشاء الله وعلى بركة الله.. بينما وزارته تغرق في الفساد وكل مشاريعه معطلة وفاشلة...ولم يحقق أي اختراق ولا سبق في تنمية قطاعه وإخراجه من ظلمات الرداءة والفساد والانحطاط وسوء التخطيط والبرمجة وما سوى ذلك من عيوب وكوارث...كل ذلك مرده إلى فهمنا للدين كقشور وطقوس دون التوغل في جوهر الدين..وما تأملنا أن الدين الحق هو السلوك والعمل والمعاملة ومعاشرة الناس وأداء الواجب بنزاهة ومسؤولية...وما تأملنا أن أعملنا الصافية في الواقع دليل على صفاء قلوبنا...وما تأملنا أنّ الواجب الحياتي والوظيفي هو من صميم الدين بل من أوكد الواجبات الدينية التي نحاسب عليها. وما قرأنا أنّ "من غشنا فليس منّا"...تولانا الله برحمته وغفوه. ** كاتب جزائري