أفردت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في تقرير لها، ما اعتبرته قد يكون دافعًا وراء الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة برشلونة الإسبانية، سواء كانت دوافع تاريخية أو جغرافية، مشيرةً إلى أن ما حدث قد يكون للانتقام مما جرى للمسلمين في "الأندلس". وأشار التقرير، إلى أن تزايد موجات المهاجرين غير الشرعيين على إسبانيا كان له دور كبير في الهجوم؛ حيث أصبحت البلاد محط أنظار المهربين الذين استبدلوا طريق ليبيا إيطاليا، بالمغرب إسبانيا، لدخول أوروبا. يذكر أن الهجوم الإرهابي الذي وقع الخميس الماضي في برشلونة، والذي راح ضحيته نحو 191 شخصًا، وأصيب 1800 آخرون، يتشابه مع الهجمات التي وقعت خلال العامين الماضيين في بلجيكا وفرنسا وألمانيا والسويد وبريطانيا، إلا أن هذا الهجوم له أبعاد تاريخية وجغرافية مميزة، بحسب الصحيفة. ونوه التقرير، بأنه في البداية اتجهت أصابع الاتهام صوب "إيتا" أو الانفصالية الباسكية، ثم إلى تنظيم القاعدة الذي كان وراء هجمات 11 سبتمبر، إلى أن أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الحادث بعد ساعات قليلة من الهجوم، إلا أن التقرير ادعى أنه في بعض الحالات تكون ادعاءات "داعش" كاذبة لترجو توخي الحذر قبل القفز إلى استنتاجات. واستطرد التقرير: أن أسباب الهجوم يمكن تتبعها تاريخيًا؛ ففي العصور القديمة، حين كان يطلق على إسبانيا الأندلس، طرد منها المسلمين عام 1492، معتبرةً أنه بالنسبة لبعض المتطرفين فقد يكون هذا سببًا كافيًا لسعيهم للانتقام. أما بالنسبة للدوافع الجغرافية، فقد تتمثل في تحول مسار الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا تدريجيًا من ليبيا، إلى الطريق الأقصر، المغرب إلى إسبانيا، فبحسب المنظمة الدولية للهجرة، وصل ما يقرب من 8.849 مهاجر غير شرعي إسبانيا بين 1 يناير و16 أغسطس 2017، معظمهم عن طريق البحر، وتشير هذه الأرقام إلى أنه بحلول نهاية العام، سيكون العدد الإجمالي للمهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون إسبانيا أعلى بكثير مقارنةً بالعام الذي سبقه. وتوقع التقرير، أن تشهد إسبانيا مزيدًا من المهاجرين بسبب انعدام الأمن في بلدان مثل مالي ونيجيريا والسودان، أو بسبب الضغوط على العصابات الإجرامية للتركيز على طريق إسبانيا، وهو ما سيشكل تحديًا بالنسبة لإسبانيا التي استقبلت ما يقرب من 40 ألف مهاجر غير شرعي عام 2006، وفي ذلك الوقت تعاونت إسبانيا مع المغرب والبلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى لخفض تدفق المهاجرين. ووصف التقرير، الهجرة غير الشرعية في إسبانيا ب"الكابوس" الذي تعيشه أوروبا، خاصةً عندما تتشابك مع عدم الاستقرار في المغرب، مدللةً بما حدث في سوريا عندما تسببت الحرب الأهلية في هجرة السوريين إلى اليونان.