شعور بالإحباط والإقصاء من معادلة 30 يونيو.. ومحامي الكنيسة: عدنا كما كنا في عهد مبارك لعب الأقباط دورًا كبيرًا في الحشد للتظاهرات في 30 يونيو 2013، التي مهدت للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، وكان ذلك مبعثه الأساسي رفض تجربة حكم الإسلاميين، خصوصًا مع تنامي الشعور بالاضطهاد والتهميش خلالها. وترجم ذلك في حضور البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للخطاب الذي ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي في 3يوليو 2013، لإعلان ما عرف ب "خارطة الطريق"، ما أكسبها قوة تأييد، وسط حضور ممثلين عن أحزاب وقوى سياسية ورموز دينية. وقال البابا تواضروس في مقابلة تليفزيونية مؤخرًا، إنه أحس في فترة من الفترات أن مصر ليست على ما يرام، والشارع كان في حالة غليان مخيف، وكان الحل الوحيد أن يطلب من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في 18يونيو 2013، الذهاب معه للرئيس محمد مرسي وقتها، للاستفسار والاطمئنان على مصر. وفعلاً تم اللقاء، لكن نتيجته لم تكن في مستوى ما كانا يتطلعان إليه، إذ أكد البابا أنه أحس بأن "مرسي غير مدرك لما يحصل في مصر". ولدى خروج تواضروس والطيب من الاجتماع، نظرًا بتعجب إلى بعضهما البعض، ولم يجدا أي إجابة عن سؤالهما. وقال البابا: "لم نجد الاطمئنان الذي بحثنا عنه لدى الرئيس المعزول"، وتابع: "خرجت من لقائي مع مرسي منزعج". وأشار إلى أنه نزل إلى الشارع واحتج مع بقية المواطنين ليس بصفته الدينية، ولكن كمواطن يخاف على بلاده. وأضاف البابا، أن "مرسي قبل 30 يونيو لم يكن يشعر بما يحدث في البلاد ولم يشعر بالمسئولية"، موضحًا أن "الاعتداء على الكاتدرائية في 17 إبريل، كانت أول مرة في التاريخ، والواقعة أعطتنا جرس إنذار لعنف الإخوان". غير أن هذا لا ينفي أن الدعم القوي من جانب الأقباط للإطاحة بأول رئيس مدني منتخب سرعان ما تحول إلى خيبة أمل لدى الكثيرين، ممن قالوا إنهم لم يشعروا بأي تغيير في التعامل مع الأقباط من جانب السلطة عن ذي قبل. وقال كمال زاخر، المفكر القبطي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "انتبهوا أيها السادة إخراج الأقباط من معادلة 30يونيو لإسقاطها مازال سعى الأنظمة التي خرجت من المشهد ولها أذرع داخل الدولاب الحكومي". وحظي المنشور بردود فعل في أوساط الأقباط كما ظهر في تعليقاتهم، إذ علق "ناصر مكين"، قائلاً: "استهداف الأقباط يتم على أكبر نطاق وإزاحتهم عن المشهد شيء ممنهج. اكبر دليل علي كلامي لاحظ وضع الأقباط اليوم من 50 سنة فاتت". وقال "هاني صبحي": "ما يحدث الآن هو مخاطبة ود السلفيين ومغازلة الإخوان". وعلق "فادي جمال" بالقول: "سيدي الفاضل نحن لم نكن سوي جانب من تلك المعادلة السياسية وذلك لتظهر مصر بصورة جيدة جدًا أمام العالم، فينظر الغرب أن الأقباط واخدين حقوقهم وهم مشاركين ف الثورة، لكن ماذا يحدث منذ الثورة إننا مهمشين لدرجة تقارب الإقصاء". وقال رمسيس النجار، محامي الكنيسة الأرثوذكسية ل "المصريون"، إن "الأقباط لعبوا دورًا هامًا في إسقاط نظامي مبارك ومرسي، وخاصة الحشد الكبير في تظاهرات 30 يونيو لشعورهم بالضغط النفسي، وبعد أربعة أعوام على إقصاء الإخوان عاد الأقباط إلى المربع صفر الذي عاشوا فيه لمدة 30سنه في عصر المخلوع حسني مبارك". وأضاف النجار ل"المصريون": "الأقباط يعانون من التفرقة تجاههم، في ظل توجه داخل المجتمع والإدارة الحاكمة لإقصائهم من الساحة السياسية لصالح المجتمع الإسلامي". وأشار محامي الكنيسة الأرثوذكسية، إلى إن "الأقباط يتطلعون إلى أداء دور قيادي بارز داخل المجتمع إلا إن المجتمع يدفعهم للخلف، ولا يعترف باللحمة الوطنية بشكل جاد، وهم يعانون من تحيز الإعلام والتعليم لصالح التيار الإسلامي على حسابهم".