تحل ذكرى فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في كل عام، لتقسم الشعب المصري ما بين مؤيد ومعارض، وتتباين الآراء حول تفاصيل ووقائع الفض، وإلقاء اللوم على مختلف الأطراف، وتحميلهم مسئولية وقوع الضحايا الذين سقطوا وسالت دماؤهم على أرض الميدان، لتكون وحدها شاهدة على ما حدث خلال الفض. وعكست مواقع التواصل الاجتماعي في الذكرى الرابعة لفض اعتصام "رابعة"، انقسامًا كبيرًا بين مؤيدين ومعارضين، لما حدث مع المعتصمين وطريقة فض الاعتصام، وتراشقوا الاتهامات بين كل منهما. "الفض" أنقذ مصر من جماعة الإخوان عقب الدعوة التي أطلقها الإعلامي أحمد موسى مساء أمس، الإثنين، خلال برنامجه التليفزيوني، لتدشين حملة من أجل تأييد فض الاعتصام، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "كان لازم فض رابعة عشان"، ودعا معارض الإخوان إلى نشر التدوينات المعادية للاعتصام قائلاً: "إحنا ولعنا فيهم حرقناهم، إحنا دفناهم، أنتو الشعب اللى قضيتوا عليهم، أى حد يتكلم عنهم يدفن، أى حد يتكلم أو يدافع عن مرسى ادفنه". من جانبه استجاب بعض الإعلاميين والنشطاء، ودونوا عبر حساباتهم الشخصية، حيث قال الإعلامي دندراوي الهواري قائلاً: "لأنه الاعتصام كان عبارة عن (معسكر إرهابى) للتدريب على القتل والخرق والتخريب والتدمير". وعلّق أحد النشطاء، قائلاً: "تاجروا بالدين ومثلوا بالموت وصنعوا جثثًا وهمية تتحدث من تحت الأكفان وتبعث لتمزح وتعود للموت في مشهد هزلي". كما دون أحد متابعي الهاشتاج قائلاً: "نحافظ علي مصر صاحبة حضارة 7000 سنة من بلطجية وشبيحة الإخوان". وأضاف آخر قائلاً: "عشان هيبة الدولة ما تنهرش على إيد الإرهابيين". وأردف أحد النشطاء: "ده مطلب شعب نزل وعزل الاخوان". لست "إخواني" ولكنهم إخواني وعلى صعيد آخر نشر بعض مؤيدي جماعة الإخوان ومنتقدي الفض، تدوينات يحيون بها ذكرى فض الاعتصام، تحت ذلك الهاشتاج الذي دعا له أحمد موسى، مؤكدين أنه يوم أليم يمر عليهم على مدار أربعة أعوام. ونشر أحد النشطاء قائلاً: "لست من مؤيدي سياسات الإخوان لكن الذي حصل في رابعة مجزرة". وأضاف آخر: "الدم المصري كله حرام، وما حدث كان مجزرة في حق الإنسانية، لست إخواني ولكنهم إخواني في الوطن". كما علق أحد متابعي الهاشتاج قائلاً: "نعرف مين دعم الفض وقتها وافترى علينا بالإشاعات والآن بيتاجر بها وبيتغنى بأرضها الطاهرة إللى عمر قدمه ما وطئتها". وفي ذلك السياق، دون رئيس حزب غد الثور والمرشح الرئاسي السابق، أيمن نور، في إحياء ذكرى فض "رابعة"، قائلاً: "ستبقى رابعة رغم مرور السنوات مذبحة وعارًا لن يمحوه إلا العدالة الغائبة والقصاص ولو تأخر سنوات، الدم المصري حرام". وأضاف معتز مطر الإعلامي المحسوب على جماعة "الإخوان": "ويومها رسبت مصر فى امتحان الإنسانية رسوبا سحيقا..ومن يومها وكلما حاولت مصر النهوض تعثرت.. فإن شيئا قد سقط فى مذبحة رابعة.. ولم يعد". وحلت الذكرى الرابعة لفض ميدان رابعة العدوية، دون إعلان واضح لفعاليات من جانب أهالي الضحايا أو جماعة "الإخوان" أو مواقف حكومية بشأن تلك الذكرى.. بعض قيادات جماعة "الإخوان"، قالوا إنهم يخشون أن يتحول الضحايا ل"مجرد رقم"، ضمن أرقام متناثرة هنا وهناك.