شاهد معى الكثيرون بالأمس حفل العرس الذى أراد السفير الأمريكى أن يستعرض فيه ماقامت به قوات الإحتلال من إنجازات على الصعيد العراقى بأرض الرافدين وهى تسلم أحد القصور الرئاسية مشيرة إلى إنجازاتها وكيف بدا الحضور منتشين، إذ أنهم يثبتون أقدامهم كل يوم، ولم تكتمل الفرحة وإذا بالعرس المنقول على الهواء ليشاهده العالم يفضح المستور ويفشى السر الدفين، لم يهنأوا لحظة واحدة ونقلت الإذاعات العالمية المرئية صور الأمريكان وعملاءهم وهم يهرولون ويختفون كالجرذان حين أمطرتهم المقاومة بقذيفة هاون سقطت على بعد أمتار من مكان احتفالهم، ضحكت كثيرا حين رأيت من ينحنون على الأرض ومن يجرون كالأطفال وكل واحد يخشى أن تصيبه شظية أو يلحقه أذى، وتساءلت هل حقا يهنأ الأمريكان وعملاؤهم فى العراق؟ هل حقا يعيشون فى مستنقع من المخازى والذل؟ يكفيهم الرعب الذى يعيشونه، ويكفى أذيالهم من قدموا لهم العراق على طبق من فضة أن يعيشوا مابقى لهم من عمر مصحوبين بالعار الذى لطخ أيديهم ولوثها بدماء الأبرياء من الأطفال والشيوخ ومن الرجال والنساء والفتيات اللاتى أغتصبن على مرأى ومسمع من العالم ولا أحد يشجب او يستنكر... أى أمن يتحقق ولا يأمن أحدهم أن يمضى ساعة لا يسمع فيها قذيفة ولايعلن فيها عن قتل أمريكى أو إصابة مدرعة أو صاروخ سقط هنا وهناك، إذا كنتم حرمتم الصغار والكبار النوم وسرقتم براءة الأطفال من عيون الأبرياء وسرقتم الفرحة إلى أجل محدود، فغدا يتحول نهاركم ليلا كالحا، وغدا يعلو صوت الحق حين تنتصر أرض الخلافة ويعود الحق إلى نصابه.. وصدق ربنا القائل فى كتابه الكريم " سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) (آل عمران:151) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (لأنفال:12) فنصر الله تعالى لعباده المخلصين الصادقين قادم لامحالة مهما طال الزمن أو قصر أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39 د.إيهاب فؤاد