رحبت القوى الإسلامية بوثيقة الشرف الإخوانية التى قدمتها جماعة الإخوان لطمأنة القوى السياسية والثورية، فيما واصلت جماعة الإخوان المسلمين اجتماعاتها ولقاءاتها المكثفة مع القوى الوطنية ومرشحى الرئاسة الخاسرين، وذلك للوقوف على صيغة نهائية لاتفاق جاد للخروج من أزمة الدعم المشروط لمرشح الجماعة. وكان قد التقى الدكتور محمد مرسى مساء الأربعاء بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح اتفقوا خلاله على التوحد خلف مصلحة الوطن والوقوف صفًا ثوريًا واحدًا ضد مرشح الفول ومحاولاته المستميتة لإجهاض الثورة، واعتبر أبو الفتوح أن الحديث عن أى مناصب سياسية مرفوض حاليًا، مؤكدا أن ما تحتاجه البلاد الآن هو السعى لتوافق وطنى يخرحجنا من الأزمة التى وقعنا فيها. وقال الدكتور على عبد الفتاح القيادى الإخوانى وعضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة إن الباب ما زال مفتوحًا لتلقى كل القوى الوطنية ومرشحى الرئاسة الخارجين من السباق للتشاور معهم حول الأحداث الراهنة وطريقة الحل السريع للخروج بصيغة نهائية للتوافق، مؤكدا أن لقاء الدكتور محمد مرسى بأبو الفتوح أمس الأول تناول عدة أمور أهمها ضرورة التوافق والتوحد بين الجميع خاصة بعدما أصدر مرسى وثيقة الشرف والتى ضمنت للجميع ضمانات كافية. وأكد أن وثيقة الشرف عكست صدق نوايا الإخوان ومرشحهم تجاه كل القوى الوطنية والثورية، خاصة أنهم تعهدوا بتحويل منصب الرئيس إلى مؤسسة رئاسية، فضلا عن إقرارهم بتعيين نواب ومستشارين للرئيس ليس بشرط أن يكونوا من داخل الجماعة، كذلك الأمر بالنسبة لرئيس الوزراء، مضيفاً أن عهد مرسى ومبايعته كان وما زال للشعب المصرى وليس للمرشد أو جماعة الإخوان. وأكد يسرى حماد، المتحدث باسم حزب النور السلفى، أن الحزب يرتضى "وثيقة الشرف" التى أعلنها مرسى؛ لأنها حددت ضمانات الفترة المقبلة والتزامات على المرشح لابد أن يعمل بها إذا فاز بالرئاسة، مشيدا ببنود الوثيقة والتى أهمها أن يشكل فريقًا رئاسيًا يدير به الدولة، بالإضافة إلى تشكيل حكومة ائتلافية وهو ما سيرضى كل أطراف العملية السياسية فى مصر. ودعا حماد كل القوى السياسية للالتفاف حول الوثيقة وعدم الانسياق فى العناد السياسى الذى من الممكن أن يودى بنا إلى المجهول ويأتى بشفيق إلى سُدة الحكم ووقتها سوف نندم على الأوقات التى أضعناها دون الاتفاق من خلال مائدة حوار وطنى واحد يرتضيه الجميع. وأكد أن "مرسى" أبدى حسن نيته وطرح مبادرات ووثائق عدة للالتفاف حولها وما على بقية الأطراف إلا أن تناقش ولو أرادت التعديل فى بنود الوثيقة فهذا من حقها ولكن لا تقاطع أو ترفض بالجملة. وأكد الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية، أن دعم الدكتور محمد مرسى ضرورة ملحة للوقوف أمام سيل الفلول الجارف وبقايا النظام البائد، مؤكداً أن الوقت قد حان للوقوف خلف المرشح المنتمى للثورة حتى لا تضيع وتجهض فى ظل إصرار بقايا نظام مبارك مرحبًا بوثيقة الشرف التى أطلقها مرسى لطمأنة الشعب. وقال القيادى الجهادى هشام أباظة إن وثيقة الشرف أثبتت حسن نية الإخوان ومدى مصداقيتهم أمام الرأى العام المصرى، مؤكدا ضرورة دعم مرسى لكونه المرشح الإسلامى الوحيد بالسباق والوقوف ضد التآمر على الثورة والثوار. وشددت قيادات إسلامية مقيمة بالخارج على ضرورة أن تنسى القوى السياسية الخلافات فيما بينها وتنخرط فى حوار وطنى واحد، وتلتف حول مرشح الثورة وليس الإخوان. وطالب الدكتور عمر عبد الرحمن المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة بأمريكا الشعب المصرى والقوى السياسية والإسلامية بضرورة اختيار مرسى؛ لأنه المرشح الذى يمثل الإسلام ويمثل الثورة، موضحًا أن إخوانه من الإخوان المسلمين ومن حزب الحرية والعدالة كانوا من أوائل مَن التحم مع الثوار وكافحوا وناضلوا لإتمام هذه الثورة، فضلاً عن مواقفهم المعروفة ضد النظام السابق. واتفق معه فى الرأى السابق أسد الله النجل الأكبر للدكتور عمر بأن والده خلال اتصال هاتفى له أبدى تعجبه من الذين صوتوا لشفيق الذى يمثل النظام السابق وكان أحد الأعمدة الأساسية فيه، مضيفًا أن والده طالب إخوانه من العلماء أن ينزلوا بأنفسهم إلى الشوارع والميادين لتعريف الناس وتوضيح أهمية ترشيحهم للدكتور محمد مرسى، وأنه لو كان موجوداً لنزل بنفسه رغم عجزه ومرضه وكبر سنه، إذ إنه واجب شرعى لا يجوز فيه السكوت أو الاكتفاء بالتضامن وإعلان التأييد. وقال أسد الله إن والده بعث برسالة عن والده للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح طالبه فيها بأن ينسى خلافاته مع جماعة الإخوان المسلمين ويسعى لمصلحة الدين والوطن وأن يضع يده فى يدهم فهذا هو الأتقى والأقرب والأحب إلى الله، فضلا عن أنه ينصح الدكتور محمد مرسى بصفة خاصة وجماعة الإخوان بصفة عامة أن يعطوا تطمينات لجميع القوى الوطنية والليبرالية، وكذلك الأقباط، وأن يوسعوا دائرة المشاركة حتى لا يتهموا باحتكار السلطة. من جانبه، دعا القيادى الجهادى ثروت صلاح شحاتة إلى انتخاب مرسى قائلا: "إذا عقدنا مقارنة بين شفيق ومرسى فستكون مقارنة بين غث وسمين أو مقارنة بين باطلٍ محض وخيرٍ فيه دخن، داعيًا فى الوقت نفسه الإخوان المسلمين أن يكونوا رجال المرحلة بحق وأن يتركوا سياسة الإقصاء والذاتية وأن يجمعوا حولهم شتات الأمة ويوحدوا صفوفهم ويلموا شعثهم. ودعا المحامى المصرى المحكوم عليه مرتين بالإعدام من محاكم عسكرية مصرية شحاتة، فى بيان له كل المسلمين بكل توجهاتهم وأفكارهم وكل طوائف الشعب المصرى أن يتناسوا خلافاتهم من أجل إكمال ثورة يناير المجيدة ونصرةً لشرع ربنا ودفعاً لعودة الظلم والظالمين إلى الوقوف صفاً واحداً وبذل الجهد لدعم مرسى فى جولة الإعادة تقربًا إلى الله بأننا قدمنا ما نستطيعه بالطريق السلمى لتطبيق أحكامِه وإعلاء شريعتِه. ووصف شحاتة انتخاب شفيق بأنه ردةٌ إلى الوراء وعودة إلى النظام الذى عانينا منه الأمرّين على مدى عقودٍ طويلة وعودةٌ إلى أمن الدولة. والمعتقلات والتعذيب وعودةٌ إلى الدولة البوليسية وامتهان كرامة المصريين فى أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة وعودةٌ إلى الفساد بكل صوره وأشكاله، إضافة إلى تلطخ يده بدماء شبابنا فى موقعة الجمل.