أعضاء حزب «الكنبة» في تزايد غير مسبوق.. والسياسيون والثوار ينضمون لعضويته مبارك يُخرج صرخات الصامتين.. و«الكنبة» تضم المعارضين فى عهد السيسي.. «6 إبريل»: نحن الاستثناء فى نهاية الموجة الثورية ل25 يناير التى خرج فيها الملايين من الشعب، ظهر مصطلح "حزب الكنبة"، الذى يمثل من كان لا يطمح سوى فى الحصول على لقمة عيشه بشكل يرضى ويكفى احتياجات أسرته، فمع ثورة 25 يناير ظهرت هذه الفئة، وخرجت ضد الاستبداد والظلم، الذي عاشوا فيه خلال عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ليعودوا إلى أماكنهم من جديد بعد الثورة؛ في ظل تردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، نظرًا للحالة الثورية التي عاشتها مصر، وعجلة الإنتاج التي توقفت بفعل الأطراف التى رفضت الثورة من الموالين ل"مبارك". وبعد سنوات من انتهاء ثورتين متعاقبتين، والحالة الاقتصادية المزرية التى وصلت إليها مصر وفقًا لآراء خبراء الاقتصاد، والحالة السياسية، وعدم وجود حرية للتعبير عن الرأى، والتى صاحبها اعتقالات للنشطاء السياسيين، وفي صفوف الأحزاب المعارضة، مما أدى إلى زيادة المنتمين إلى ما عُرف ب«حزب الكنبة» التى ضمت هذه الفئات، من مواطنين لا يرغبون سوى فى الحصول على لقمة العيش، وسياسيين الذين فضلوا الابتعاد عن المشهد بشكل مؤقت، وأحزاب سياسية التى تعارض على استحياء؛ خوفًا من القبضة الأمنية، وبعض النشطاء الثوريين، الذين أعلنوا مرارًا وتكرارًا انتظارهم للشعب للخروج في ثورة شعبية؛ للاعتراض على سياسات النظام؛ للانضمام إليهم، وبين هذا وذاك أصبح الشعب بأكمله يجلس متفرجًا على الأوضاع فى «كنبة» واحدة، ينتظر كل منهم الآخر للتعبير عن رأيه، وتحقيق المطالب الثورية التى اجتمع عليها جموع الشعب، من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية وقصاص للشهداء، وأهداف لم تتحقق حتى الآن. من جانبه قال شريف الروبى، القيادي بحركة شباب 6 إبريل، إن الحركة لم تنضم إلى حزب الكنبة، أو ما يُعرف عنه بالابتعاد عن التظاهر وعن النزول والمشاركة السياسية، ولكن أعضاء الحركة أصبحوا مهددين بشكل أو بآخر فى كل دعوة للتظاهر أو الاعتراض على سياسات النظام، مشيرًا إلى أن الحركة أعلنت مشاركتها في العديد من الفعاليات آخرها الاعتراض على اتفاقية "تيران وصنافير". وأضاف "الروبي"، فى تصريحات ل"المصريون"، أن هناك المئات من الأعضاء المنتمين إلى الحركة قد ضحوا بحياتهم وحريتهم؛ من أجل تحقيق مطالب الثورة، ولكن لم يجد هؤلاء من يلتف حولهم لحمايتهم، مشيرًا إلى أن غياب الرغبة الحقيقية لدى القوى الثورية هو بسبب عدم وعى الشعب لحقوقه وما له وما عليه، والنزول والاعتراض على سياسات النظام الحالي، ومن بعدها ستكون القوى الثورية فى مقدمة المشاركين فى تلك الفعاليات. وأوضح أن حزب "الكنبة" زاد ولكن بالمواطنين والسياسيين الذين أعلنوا ولاءهم للنظام؛ حتى بعد السياسات التى يسير عليها، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أحاطت بمصر طوال تلك الفترة السابقة، مشيرًا إلى أن عندما تطول تلك الأزمات هذه الفئة من المؤكد أنها ستخرج وتنتفض ضد النظام، ولكن الكل يبحث عن مصلحته الخاصة قبل مصلحة الدولة بشكل عام. فيما قال مختار الغباشى، الخبير السياسى، إن حزب الكنبة هو من يستطيع التغيير فى سياسات أى نظام، خاصة في مصر؛ لوجود الفئة الأكبر من المواطنين الذين لا يفقهون شيئًا سياسيًا بالقدر الذي يهمهم فيه لقمة العيش، مشيرًا إلى أن تأثر هذه الفئة قد بدأ منذ اتجاه الحكومة لاتّباع سياسات وإجراءات اقتصادية حاسمة؛ أثرت بشكل سلبى على قطاع كبير من الشعب، وأدت إلى ارتفاع جنوني فى الأسعار. وأضاف الغباشي، أن "الكنبة" فعليًا أصبح يضم فئة السياسيين والثوار، الذين أيقنوا بأن التظاهر والنزول في الشارع أمر غير مجدٍ؛ لغياب المواطنين البسطاء عن الشارع، مؤكدًا أن مشاركة تلك الفئة فى كثير من الاستحقاقات منذ بداية ثورة يناير وحتى تفويض محاربة الإرهاب والاستفتاء على الدستور، جعله يشعر بحالة من الخمول؛ أدت إلي غيابه عن المشهد السياسى، وظهر ذلك خلال الانتخابات البرلمانية التى شعرت فيها تلك الفئة على أن نتيجتها محسومة مسبقًا، وأن وجوده لن يؤثر فى النتيجة إن لم يشارك، رغم الحشد الإعلامى الضخم والنداءات المستمرة، بل وتجاهل طلب الرئيس السيسى شخصيًا بالنزول بعد أن استجابوا له عند التفويض ضد الإرهاب. وأوضح الخبير السياسى، أنه من الصعب أن يتم تحفيز القطاع من جديد للانضمام إلى مطالب الثوار؛ لتحقيق المطالب الخاصة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية من جديد، خاصة في ضوء قناعة هذا الحزب، بأن الثورة منافية الاستقرار، وتهديد لأوضاعهم المستقرة. وفي سياق مختلف، قال طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن حزب "الكنبة" هو مصطلح ظهر بعد ثورة يناير، حينما خرج الشعب للانتفاضة ضد "مبارك"، واستمر فى وجوده حتى ثورة 30 يونيو، حينما انتفض الشعب ضد حكم الإخوان والرئيس الأسبق محمد مرسى، ولكن اختفى حزب الكنبة ولم يعد له وجود على الصعيد السياسى. وأضاف "فهمى"، أن غياب "الكنبة"، جاء بسبب أن الشعب أصبح لديه من الوعى الكامل الذى يؤكد قدرته وتفهمه للأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر، والدليل على ذلك تقبل المواطنين للقرارات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة فى الفترات الأخيرة، والتي أدت إلي حالة من زيادة الأسعار الجنونى، ولكن من الضروري على الحكومة أن تقوم بدورها الرقابي على الأسواق؛ لعدم استغلال المواطنين من التجار الجشعين. وأوضح أن الأحزاب السياسية والثوار هم من أصبحوا يشكلون حزب الكنبة؛ لغياب شعبيتهم على أرض الواقع، ولم يعد لهم التأثير القوى على الشعب وقراراته، كما كانوا قبل ثورة "يناير" و"يونيو"، موضحًا أن ذلك جاء نتيجة القرارات وغياب الرؤية السياسية والإستراتيجية لتلك الأحزاب المعارضة، التي أصبحت تعارض كل قرار وأي شيء يقوم به النظام لسبيل المعارضة فقط، لا أكثر. وأشار إلى أن الأحزاب والمعارضة والكيانات السياسية، أصبحت تعيش حالة من التفكك والغياب؛ وهو ما يؤثر بشكل سلبى على مظهرها السياسى أمام المواطنين الذين يجب أن يلجأوا إليهم فى الأوضاع السياسية أو الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون لإيجاد حلول وبدائل قوية تستطيع أن تخرج مصر من أزمتها كما يزعمون دائمًا. فيما اختلف معه حسن أبو طالب، المحلل السياسي، الذى أكد أن جموع الشعب أصبح متفرجًا على الأوضاع السياسية التى تعيش فيها مصر في الوقت الراهن، والقوى السياسية والحزبية والمصريون أنفسهم ينتظرون بعضهم البعض، للخروج من بوتقة الصمت الرهيب الذين يعيشون فيه، نظرًا للحالة الأمنية القوية التى يفرضها النظام على المعارضين. وأضاف "أبو طالب"، فى تصريحات ل"المصريون"، أن السلبية هى التى أصبحت تحكم الوضع الحالي فى مصر، لذلك نجد أن الأحزاب السياسية والثوار والمواطنين كلًا يسبح في فلك ويغرد في سرب بعيد عن الآخر، نظرًا لاختلاف الرؤى التى يسير عليها كل فئة، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي لم يتغير إلا إذا قامت تلك القوى بالتوحد نحو هدف واضح وسياسات موحدة للخروج من الأزمات التى تعانى منها مصر.