يتعرض حزب الحرية والعدالة لضغوط وحرب شرسة من الأحزاب والقوى السياسية، ومخاطبة الدكتور محمد مرسى بطريقة استعلائية ابتزازية. يطلبون منه التنازل لصالح حمدين وهو أمر لا يجوز قانونًا أو أخلاقيًا، فإذا تجاوزنا الجانب القانونى فما ذنب من صوتوا لمرسى وكيف توجه اختياراتهم لآخر على طريقة المستقلين والحزب الوطنى سابقًا؟! ماكينة الإعلام الحكومى والخاص بدأت سريعًا حملة تشويه لمرسى وتصوير الجولة الثانية بأنها صراع بين "الشيخ والجنرال"، على حد تعبير إحدى صحف الفلول الخاصة، وهو تصوير خادع لخدمة شفيق فى الواقع. لكن الابتزاز زاد عن حقه باشتراط أن تقوم جماعة الإخوان بحل نفسها لكى تنعم بوقوفهم خلف مرسى، والمدهش أن الذى يطلب ذلك أحزاب ليس لها وجود حقيقى فى الشارع وأثبتت المرحلة الأولى أنها لا تزيد عن دكاكين، ومع ذلك تطلب حل جماعة بقيت قوية وقادرة أكثر من 80 عامًا رغم الضربات العنيفة التى تعرضت لها من أنظمة الحكم المختلفة. عبد الناصر بكل جبروته، والسادات ومبارك بديكتاتوريتهما المفرطة، لم يفرضا عليها أن تحل نفسها، فيما يريدون منها ذلك حاليًا فى عز قوتها ونجاحها حتى لو خسرت بعض مؤيديها، فقد قدمت مرسى احتياطيًا ليلعب الخمس دقائق الأخيرة أمام مرشحين موجودين داخل الملعب منذ 14 شهرًا، ومع ذلك خرج فائزًا بالمركز الأول ويملك فرصة أكبر من منافسه للفوز فى الإعادة. كنت حريصًا أمس على نصح الإخوان بتقديم بعض التنازلات وتوسيع دائرة المشاركة الوطنية مع القوى الأخرى فى الحكم كوسيلة لمنع نجاح شفيق واعتبار الخلافات السابقة بين الطرفين سياسية لا أكثر، لكنى طبعًا أرفض الابتزاز الذى تتعرض له وتصوير الأمر كأن مرسى مهزوم ولن ينجح إلا بخضوعه لشروطهم التعجيزية. مرسى ليس شيخًا ينافس الجنرال، بل هو مرشح مصر الجديدة لبناء نظام مدنى ديمقراطى يقتلع حكم العسكر لأول مرة منذ استيلائهم على السلطة قبل 60 عامًا، وسنظل ندعو الجماعة للتوافق مع القوى الوطنية، لكن فى المقابل، على تلك القوى التخلى عن الابتزاز. على الإخوان وبقية المصريين الخائفين على انتهاء الثورة التمتع بالثقة، فليس هناك ما يدعو للخوف من تفوق شفيق.. ففرصة مرسى هى الأكبر.. وقدرة الجماعة على الحشد أعلى بكثير من الحزب المنحل المجهد والمشتت رغم أمواله المتدفقة. ما أكثر نقاط ضعف شفيق وأولها وزير داخليته محمود وجدى وعلاقته بفزورة إعادة الأمن فى 24 ساعة. [email protected]