استمعت مساء أمس الأول 25/5/2012 إلى الصديق د. عصام العريان، فى المؤتمر الصحفي، الذى عقده "الحرية والعدالة".. وأحسست من المفردات التى استخدمها العريان، أن الجماعة، وعت وبسرعة معنى ومغزى النتائج.. واكتشفت أن الاستقواء بالجماعة الوطنية، هو الحل الوحيد لتخطى عقبة "شفيق". من بركة النتائج أنها ستعيد اللُحمة إلى كامل الصف الوطني.. ولن يكون المرشح الذى ارتضته، مرشحًا ل"جماعة الإخوان".. وإنما مرشح "الجماعة الوطنية". يبدو لى أن الأقدار كانت فى صالح المستقبل.. فالنتائج، ربما ستعيد تصحيح "الصفة السياسية" للرئيس الذى سيأتى من رحم الإخوان.. فلو قدر فوزه من الجولة الأولى، سيكون بالتأكيد رئيسًا شرعيًا، ولكنه سيحمل معه، صورة "شائهة" كرئيس لكل المصريين.. فهو والحال كذلك ربما يعتقد من قبيل التصور الخاطئ، سواء على مستوى الوعى العام أو داخل الرأى العام الإخوانى، بأنه رئيس ل"الجماعة" وليس "رئيسًا لمصر".. وربما يُطالب برد الجميل فى فوزه ل"التنظيم" الذى وقف وراءه. من حسن طالع المصريين أن لا يفوز "مرسي" من الجولة الأولى.. وهو خير أيضًا ادخره الغيب له أى لمرسى ولمصر كلها.. ففى الإعادة لن يأتى رئيسٌ بأصوات الكتلة الصلبة للجماعة.. وإنما سيأتى رئيسٌ بالكتل الجماهيرية التى تشكل كامل الطيف الوطنى المصرى على اختلافه واتساعه وتنوعه. المسألة تحتاج إلى جهد كبير ومضاعف وإلى صبر وسعة صدر غير محدودة من قبل "الحرية والعدالة".. فالتوافق الوطنى الذى يسعى إليه الحزب لتوسيع الجبهة المؤيدة ل د.مرسي، لن يكون سهلاً.. ستقابله العشرات من "الحفر".. وربما يحتاج إلى أن يبادر الحزب بتقديم حزمة من الاجتهادات السياسية، لتضييق الهوة بين الجماعة وبين القوى السياسية المحسوبة على التيار "المدني"، والتى تطالب برؤية من الجماعة تلقى قبولاً لدى جميع الرفقاء. أعرف أن مقايضة التأييد ل مرسى ب"شروط" محددة، ربما يهدر فرصة إنقاذ الثورة، ومع ذلك فإن الكرة الآن فى الملعب الإخواني.. وعليها أن تقدم "ترضيات" تنزل الشركاء منازلها.. وتعطى لكل ذى حق حقه. وفى هذا السياق، توجد اقتراحات غالبيتها معقولة، والقليل منها متطرف ومتشدد.. فلا يمكن بحال وعلى سبيل المثال قبول الاقتراح الذى قدمه د. عمرو حمزاوى بأن يتنازل مرسى ل صباحى.. لأنه ليس حلاً وإنما رغبة فى "الإذلال" واستغلال "حاجة" الجماعة الآن، لإيلامها أو ابتزازها.. فضلاً عن أنه تصرف غير مسؤول يضع البلد كله أمام خيارين: إما التنازل ل حمدين.. وإما الوقوف مع الفلول.. هذا هو فحوى ومعنى اقتراح حمزاوى. توجد اقتراحات أخرى معقولة، أبرزها، أن يدخل "مرسى" جولة الإعادة بشعار: مرسى رئيسًا وحمدين وأبو الفتوح نائبين.. وبحقائب حقيقية، وليس بمناصب شرفية وحسب. نأمل أن نسمع ما يسر ويقر العيون قريبًا. [email protected]