أصفون المطاعنة، اسم ذاع صيته على مر التاريخ، وخرج منها وزراء وقادة عسكريون ومستشاريون وبرلمانيون، حتى إن ثلاثة من أبنائها كانوا أعضاء بالرلمان في 2012، ورغم كل ما في تاريخها من رونق، وما في حاضرها من مناصب، أصابها المرض والإعياء من ماء ملوث للشرب، وماء تدفق من تحت أرجلهم ليغرق منازلهم. "المصريون" زارت القرية التي تقع شمال مدينة إسنا جنوبي الأقصر، لتتعرف عن حجم مأساة أهلها، وتعلم كم معاناة أبنائها، حيث انهيار البنيةال تحتية لمياه الشرب، والذي أدت إلى تسريب في المواسير، بخلاف مياه جوفية تتدفق من تحت الأرض، مما جعل حياة أهلها كالجحيم، ومنازلهم مستنقعات وقبلتهم المستشفيات للعلاج. يقول زكريا غزالي - مدرس وأحد أهالي أصفون – إن أصفون بها شبكة مياه منذ سبعينيات القرن الماضي، مما جعلها غير قادرة على استيعاب حاجة 40 ألف نسمة من السكان، ما تسبب في غرق ثلث مساحة البلدة على الأقل، وطفو المياه في مئات المنازل ووصولها إلى ارتفاع 50 سم في بعض المناطق، بخلاف هدم أكثر من 17 منزلاً وهجرة سكانها. كما تم إخلاء عشرات الأسر للدور الأرضي والسكن في الأدوار العليا، أو تركيب ما يسمى "ياسون" لطرد المياه لباطن الأرض مشيراً إلى أن هذا الأمر باهظ التكاليف. وأضاف أن تهالك شبكة مياه الشرب ضاعف من حجم المأساة، حيث اختلطت المياه بمياه المجاري، مما زاد من نسبة الإصابة بفيرس سي والإلتهاب الكبدي والفشل الكلوي. وأوضح أحمد مصطفى – ناشط مجتمعي – أن أصفون تعاني منذ سنوات من غرق المنازل والشوارع، وبعد مناشدات قامت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بفحص خطوط المياه والمحابس الرئيسية، مشيراً إلى كون الفحص انتهى إلى سلامة الخطوط، وأن غرق المنازل يأتي من مياه جوفية، ولكن الأمر ترك على ما هو عليه دون حل. كما أشار إلي أن آخر إحصائية لفيرس سي كانت في أصفون خلال مارس الماضي، حيث كانت النتيجة أن 40 % من العينة مصابين بالفيرس، مما يوضح حجم المأساة. وتابع محمد عيد أحد أهالي القرية أنه منذ سبع سنوات يقوم بنزح المياه من منزله بواسطة جرادل كل ليلة قائلاً "أقوم بنزح المياه يومياً بواسطة جردل ، وعندما ذهبت للشكوى في مجلس القرية أخبروني أنها مياه جوفية. وتساءل أين يذهب للسكن هو وأولاده وخاصة أنه عامل موسمي ولا يملك أموالاً لبناء منزل آخر، مشيراً إلى كونه أراد نزح المياه من خلال عربات الكسح فطالبه صاحب السيارة بمائة جنيه نظير نزح مياه منزله، متسائلاً من أين أتي بمائة جنيه كل يومين وأنا لا أملك عملاً دائم؟ فيما أكد محمد أبو الفضل رئيس اللجنة الشعبية لحل مشكلة الصرف الصحي أن أهالي القرية جمعوا ما يزيد عن ال600 ألف جنيه لشراء قطعة أرض لبناء محطة رفع للصرف الصحي، لكن المشروع توقف حتى الآن.