أثار مقتل الطفل وليد، الذي يحمل الجنسية الإيطالية، والذي عثر عليه مقتولاً بمركز طلخا محافظة الدقهلية غضب العديد في الداخل والخارج كون الطفل يحمل جنسية أجنبية، وسط مخاوف من تدخل الجانب الإيطالي. وقد اعادت قضية مقتل وليد الي الأذهان مرة أخري قضية مقتل الشاب ريجيني، الذي عثر عليه مقتولاً بمدينة السادس من أكتوبر مما جعلها تطرح عدة تساؤلات حول إعادة العلاقات بين البلدين إلي طبيعتها مرة أخري أم تسوء العلاقات مرة أخري أكثر مما كانت عليه بعد مقتل ريجيني خاصة وأن قضية طالب الدكتوراه الإيطالي لم تغلق حتي الآن. وقد تمكن أهالي قرية "ميت الكرماء" مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، من العثور على جثة طفل، اختفى منذ 3 أيام في القرية، مقيد اليدين داخل "شيكارة "في بدروم بيت بالقرية. وكان اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من مأمور مركز طلخا، باختفاء الطفل وليد محمد حامد الغطاس، 9 سنوات، والذي ولد في إيطاليا وعاد إلي مصر قريبًا، ورصدت أسرته مبلغ 100 ألف جنيه لمن يرشد عن أي معلومات عنه. وعلي الفور أمر اللواء مجدي القمري، مدير المباحث، بتشكيل فريق بحث، عن الطفل في القرية، و تبين أن أخر مرة ظهر فيها كان بصحبة أحد الجيران، والذي تم القبض عليه واعترف بجريمته بعد العثور على جثة الطفل وهو يرتدي ملابسه كاملة وعلى رأسه كيس بلاستيك أسود اللون ووجود شريط من القماش حول العنق مع وجود آثار خنق. وحُرر محضر بالواقعة وجرت إحالته للنيابة العامة للتحقيق، والتي أمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة. وقد انطلقت مظاهرة حاشدة، الجمعة الماضية، لأهالى قرية ميت الكرما، التابعة لمركز طلخابالدقهلية، يتقدمها العشرات من الأطفال من أبناء القرية للمطالبة بالإعدام الفورى فى ميدان عام لقاتل ابن قريتهم وليد محمد حامد الغطاس ذو التسع سنوات، والذى اختفى ثانى يوم العيد ووجده الأهالى، أمس، مقتولًا داخل شيكارة بمنزل أحمد شعبان عوض، 33 سنة، حداد. طافت المسيرة شوارع القرية، وردد المشاركون فيها هتافات ضد القاتل مطالبين بالقصاص العاجل بإعدامه فى ميدان عام كما رددوا "لا إله إلا الله ووليد حبيب الله"، "الإعدام.. الإعدام لأحمد الشيطان"، "ارحمونا ارحمونا واعدموه اعدموه". وفور وصول المسيرة لمحيط منزل القاتل، فرضت قوات الأمن كردونًا عليه خوفًا من غضب الأهالى؛ حيث قاموا، أمس، عقب العثور على الجثة بتحطيم منزل القاتل وإلقاء محتوياته فى الشارع وكانوا يريدون إحراقه لولا تدخل قوات الأمن. فيما أكد والد الطفل، أنه يعمل منذ سنوات في إيطاليا ومعه ابنه وزوجته وطفلته الصغرى، مشيرًا إلى أن ابنه يدرس بالمدارس الإيطالية، وآخر مرة نزل مصر منذ عامين وهذا العام حجز لزوجته وأبنائه لقضاء إجازة العيد وسط العائلة على أن يلحق بهم فيما بعد إلا أنه فوجئ باختفاء نجله ثانى يوم العيد وتحولت رحلة العيد إلى رحلة مشئومة. وأضاف والد الطفل، أنه بعد 4 أيام من اختفاء ابنه وعدم توصل الأمن لأى معلومة عن مكانه وجد الأهالى جثته فى بدروم أحد الجيران، مشيرًا والدموع تنهمر من عينيه والصراخ المتواصل من والدته التى فقدت الوعى بعد علمها بالخبر إلا أن الأهالى فوجئوا، فجر أمس الخميس، برائحة كريهة تخرج من بدروم أحد منازل الجيران وعندما تم اقتحام المنزل من قبل الأهالى وجدوا الرائحة تصدر من جوال بالبدروم وعند فتحه وجدوا جثة الطفل. ووجه أهالى القرية وأسرة الطفل الاتهام لمركز شرطة طلخا، بالإهمال فى البحث عن الطفل؛ حيث إن المنزل الذى عثر به على الطفل قام مركز الشرطة بالقبض على صاحبه منذ عدة أيام كأحد المشتبهين بهم فى اختفاء الطفل مما يدل على أنهم لم يقوموا بتفتيش منازل المشتبه بهم واكتفوا بالتحريات المكتبية فقط. فيما طالب محمود شعبان عوض، شقيق المتهم بقتل الطفل، بإعدام شقيقه دون رحمة إذا ثبت ضلوعه في قتل الطفل قائلاً: "بقول للقاضي اللي هيحكم على أخويا لو له يد في قتله احكم بإعدامه شنقًا، وأنا بعزي نفسي قبل ما بعزي أخويا محمد أبو وليد مش عارف أودي وشي من الناس فين، لكن معروف إن الشجرة بيكون فيها فرع فاسد المفروض بتره، وأنا حزين جدًا للى حصل وربنا يرحمك يا وليد ويصبرنا ويصبر أهلك". ومن جانبه قال أحد أهالي قرية ميت الكرماء بمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، إن المتهم بقتل الطفل المصري، المولود في إيطاليا، جارهم، وكان يبحث عنه معهم من أول لحظة لاختفائه، موضحًا أنه جرى اكتشاف الجريمة عقب انبعاث رائحة كريهة من بدروم منزل الجيران. وأضاف، أن الطفل كان ينتظر صدور حكم له بالحصول على الجنسية الإيطالية الأسبوع القادم، كونه مولود هناك، ونزل إلى مصر إجازة منذ عدة أيام إلا أنه اختفى منذ ثاني أيام العيد، واعتبره الأهالي ضل طريقه كونه أول مرة يأتي إلى القرية. ومن جانبه قال العميد محمود القطري الخبير الأمني، إن هذة القضية تختلف عن مقتل الشاب ريجيني حتي إنه إلى الآن لا نعلم من وراء ارتكاب الجربمة وهناك من يساعد علي التستر علي الجاني. واضاف القطري ل"المصريون"، ان هذه الجرائم تمس الأمن القومي لكونها جريمة بشعة تحصل عن الأراضي المصرية وهذا إن دل يدل علي ضعف الأداء الأمني داخل البلاد. ووعن قضية وليد، أوضح الخبير الأمني أن هذه الجريمة لا تسبب حرجًا كبيرًا لمصر لأن الجاني في هذه الجريمة تم القبض عليه وسيتم تقديمه للعدالة بعكس الشاب روجيني. ونوه القطري، إلي أن هناك اختلافًا في التعامل بين من يحمل الجنسية الأجنبية والمواطن المصري في سرعة تحرك الأجهزة الأمنية حتي لا يتم احراج الجانب المصري، بعكس دول أخري تعامل المواطن الأجنبي كالمواطن المحلي مثل أمريكا والبرازيل وغيرهما من الدول التي تنتشر فيها الجريمة.