بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم الأحد، زيارة تستغرق ثلاثة أيام لدولة المجر تلبية لدعوة رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، لحضور قمة تجمع دول "الفيش جراد" الذي يعد بمثابة تحالف سياسي وثقافي يجمع الدول الأربع: المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، ويهدف إلى تعزيز اندماج الدول الأربع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتقوية التعاون بينهم خاصة في المجالات الاقتصادية والعسكرية والطاقة والهجرة. وتعد هذه المشاركة هي الأولى من نوعها التي تحظى بها دولة من دول الشرق الأوسط لحضور هذه القمة، وذلك تأكيدًا على إدراك هذه الدول لقيمة مصر ودورها القوي في الشرق الأوسط. وبدا لافتًا اهتمام السيسي بزيارة دول لم تكن تشكل في السابق وجهة للرؤساء المصريين، مثل اليونان التي تعاني من أزمات اقتصادية حادة، وكانت على وشك الإفلاس لولا مساندة الاتحاد الأوروبي لها. وقال السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجية، إلى دول أيًا كان ثقلها أو قيمتها السياسية شيء جيد يحسب للسياسة الخارجية المصرية, باعتبار أن هذه الدول إذا كانت اليونان أو قبرص أو المجر لها أصوات فى منظمات دولية عدة، ومنها الأممالمتحدة وبالتالى فنحتاج أصواتها أحيانًا لصالحنا، بدلاً من مقاطعة التصويت على قضايا مرتبطة بمصر أو التصويت لصالح العدو أو الخصم". غير أنه انتقد فى تصريح إلى "المصريون"، ما وصفه ب "تهليل الأجهزة الإعلامية وترويجها عن المردود الاقتصادى العائد من وراء هذه الزيارات لمثل هذه الدول, ومن المعروف أن حالتها الاقتصادية ليست أفضل حالاً من حالة الاقتصاد المصرى, ولا يرجى من هذه الزيارات إصلاح منظومة الاقتصاد المصرى كما يروج مؤيدو الرئيس فى كل جولة إلى الخارج يقوم بها". من جهته قال السفير إبراهيم يسرى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "التحركات الإقليمية التى تعتمد عليها الخارجية المصرية فى جولاتها الخارجية عليها الكثير من علامات الاستفهام, سواء كانت تحركات عبد الفتاح السيسى، أو وزير الخارجية, سامح شكري، حيث تحاول القاهرة عقد تحالفات مع دول ليست لها أى قيمة فى التأثير السياسى أو حتى المالى والعسكرى، مثل اليونان على المستوى الأوروبى، وهى دولة يعلم الجميع أنها تعانى على جميع الأصعدة". وأضاف يسرى ل"المصريون": "الرئاسة والسياسة الخارجية لمصر بشكل عام يجب أن تعطي مزيدًا من الاهتمام لدول إفريقيا، التى تهملها تمامًا ولا تحاول عقد تحالفات مع دول حوض النيل, بل بالعكس خسرنا شراكة استراتيجية مع دولة مثل السودان التى كانت علاقتها مع مصر قوية بعكس الوضع الآن". وأضاف: "الجولات الخارجية للرئاسة يجب أن تهتم بالدول ذات الأهمية المالية الكبرى كالهند والبرازيل والصين بطبيعة الأمر, إلا أنه من الملاحظ أن السيسى ووزير الخارجية لا يقومان بزيارة هذه الدول من الأساس، أو حتى خلق علاقات اقتصادية وسياسية معها، ومن ثم فإن السياسية الخارجية المصرية لا تختلف كثيرًا عن نظيرتها الداخلية وتتصف بضعف الرؤية".