تحدثت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية, عن مفاجأة مفادها أن ما سمتها التغريدات المتهورة وغير المسئولة, التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, تبدو مقصودة ومخططة لهدف في نفسه. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 14 يونيو, أن ترامب, منذ أن أصبح رئيسا, يفاجيء الجميع بشكل شبه يومي, بتغريدات من العيار الثقيل، وهو ما فسره البعض بأنه يريد أن يتهرب من مهامه الرئاسية, والتغطية على فشله الذريع في أداء مهامه منذ وصوله للسلطة. واستطردت " ترامب أثار الفوضى داخل البيت الأبيض وبين المؤسسات الأمريكية, بالإضافة إلى الأزمة, التي يمر بها بسبب ما يتعلق بالاتصال مع روسيا, وإقالته مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي". وتابعت " ترامب اعترف أيضا قبل أيام بأنه يتوق للتمتع بحياته السابقة، وصرح كذلك في مقابلة مع (رويترز) بأنه لم يكن يدرك مدى صعوبة مهمته الرئاسية الحالية, وهذا ما يفسر تغريداته المتهورة المثيرة للجدل". وتوقعت الصحيفة أن يقدم ترامب على ارتكاب مزيد من الأخطاء, في ظل نرجسيته من جهة, وافتقاده للخبرة السياسية من جهة أخرى". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, قالت أيضا إن التغريدات التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب حول الهجوم الإرهابي الأخير في لندن, أظهرت ارتباكه بشكل خطير, وعدم اكتراثه لعواقب تصريحاته على مصالح الولاياتالمتحدة في العالم. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 7 يونيو, أن ترامب عندما هاجم عمدة لندن صادق خان, وضع الولاياتالمتحدة في حرج بالغ, لأن تغريداته فهمها البعض على أنها استغلال للهجوم لأهداف سياسية, بعيدا عن مراعاة مشاعر الضحايا. وتابعت " القلق يتزايد في الأوساط الأمريكية من أن ترامب كالبركان الذي قد ينفجر في أي لحظة, ولا يمكن توقع رد فعله, وهو ما يخلق ارتباكا في المؤسسات الأمريكية, ويضع وزارة الخارجية تحديدا في مواقف محرجة". وخلصت "واشنطن بوست" إلى القول :" إن تغريدات ترامب غير المتوقعة تكشف شيئا خطيرا, وهو أنه خارج عن السيطرة". وكان الرئيس الأمريكي انتقد في 4 يونيو عمدة لندن صادق خان, واتهمه بالتقليل من تهديد الإرهاب، بعد يوم من الهجوم الذي استهدف العاصمة البريطانية, وأدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو خمسين آخرين. وانتقد ترامب محاولة خان طمأنة سكان لندن بعد الهجوم, وقال في تغريدة له :"قتل سبعة على الأقل وأصيب 48 آخرون في هجوم إرهابي، ورئيس بلدية لندن يقول: لا داعي للقلق". كما كتب ترامب أن "ما يحدث يؤكد ضرورة فرض حظر السفر المثير للجدل الذي اقترحه على القادمين من العديد من الدول التي يشكل المسلمون غالبية سكانها". ورد خان بسرعة على تصريحات ترامب، واتهمه بتكرار استغلال "هجمات إرهابية" لتحقيق مكاسب سياسية. وقال المتحدث باسم خان في بيان له إن لدى عمدة لندن أمورا يقوم بها أكثر أهمية من الرد على تغريدة غير دقيقة لترامب "الذي يتعمد إخراج ملاحظات خان من سياقها، حين دعا سكان لندن إلى عدم القلق من انتشار أعداد أكبر من قوات الشرطة -من بينها شرطة مسلحة- في شوارع العاصمة البريطانية". وكان خان قال في مقابلة مع هيئة "بي.بي.سي" البريطانية بعد ساعات من الهجوم :" إن رسالتي إلى سكان لندن وزوار مدينتنا العظيمة هي الهدوء واليقظة, ستشاهدون زيادة في تواجد الشرطة اليوم، بمن فيهم ضباط شرطة مسلحين وضباط بالزي الرسمي.. لا داعي للخوف من هذا". وأبدى النائب البريطاني عن حزب العمال ديفي لامي غضبه من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, التي هاجم فيها عمدة لندن المسلم صادق خان. وأضاف لامي في تغريدة له على "تويتر" , أن ترامب حاول استغلال الهجوم الإرهابي الأخير في لندن لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة. وتابع " تصريحات ترامب رخيصة وبغيضة، ولا تليق برئيس دولة". كما نقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن آل جور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق, انتقاده تصريحات ترامب, قائلا :"لا أعتقد أنه من المناسب وسط هجوم إرهابي كبير من هذا النوع، أن ننتقد رئيس بلدية يحاول تنظيم رد المدينة على هذا الهجوم". وفي ثالث هجوم دموي تشهده بريطانيا خلال ثلاثة أشهر، قاد ثلاثة مهاجمين مساء السبت 3 يونيو سيارة مستأجرة ودهسوا مارة على جسر لندن, ثم ركضوا نحو منطقة بورو ماركت المزدحمة وطعنوا العديد من الأشخاص في منطقة قريبة من الجسر، وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو خمسين آخرين, وكان المهاجمون يرتدون ما تبين لاحقا أنها سترات ناسفة مزيفة. وقتل في الهجوم فرنسي وكندي وسقط مصابون من أستراليا وإسبانيا وفرنسا. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن أربعة مصابين فرنسيين في حالة خطرة. وأكد قائد شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا أن ثمانية من أفراد الشرطة أطلقوا عددا من الطلقات لردع المهاجمين الثلاثة. وأعلن تنظيم الدولة تبنيه هجوم لندن, وبينما شنت السلطات البريطانية حملة اعتقالات على خلفية الحادث، في حين تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بانتهاج سياسة جديدة لمكافحة الإرهاب.