أبدى النائب البريطاني عن حزب العمال ديفي لامي غضبه من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, التي هاجم فيها عمدة لندن المسلم صادق خان. وأضاف لامي في تغريدة له على "تويتر" , أن ترامب حاول استغلال الهجوم الإرهابي الأخير في لندن لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة. وتابع " تصريحات ترامب رخيصة وبغيضة، ولا تليق برئيس دولة". كما نقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن آل جور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق, انتقاده تصريحات ترامب, قائلا :"لا أعتقد أنه من المناسب وسط هجوم إرهابي كبير من هذا النوع، أن ننتقد رئيس بلدية يحاول تنظيم رد المدينة على هذا الهجوم". وكان الرئيس الأمريكي انتقد في 4 يونيو عمدة لندن صادق خان, واتهمه بالتقليل من تهديد الإرهاب، بعد يوم من الهجوم الذي استهدف العاصمة البريطانية, وأدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو خمسين آخرين. وانتقد ترامب محاولة خان طمأنة سكان لندن بعد الهجوم, وقال في تغريدة له :"قتل سبعة على الأقل وأصيب 48 آخرون في هجوم إرهابي، ورئيس بلدية لندن يقول: لا داعي للقلق". كما كتب ترامب أن "ما يحدث يؤكد ضرورة فرض حظر السفر المثير للجدل الذي اقترحه على القادمين من العديد من الدول التي يشكل المسلمون غالبية سكانها". ورد خان بسرعة على تصريحات ترامب، واتهمه بتكرار استغلال "هجمات إرهابية" لتحقيق مكاسب سياسية. وقال المتحدث باسم خان في بيان له إن لدى عمدة لندن أمورا يقوم بها أكثر أهمية من الرد على تغريدة غير دقيقة لترامب "الذي يتعمد إخراج ملاحظات خان من سياقها، حين دعا سكان لندن إلى عدم القلق من انتشار أعداد أكبر من قوات الشرطة -من بينها شرطة مسلحة- في شوارع العاصمة البريطانية". وكان خان قال في مقابلة مع هيئة "بي.بي.سي" البريطانية بعد ساعات من الهجوم :" إن رسالتي إلى سكان لندن وزوار مدينتنا العظيمة هي الهدوء واليقظة, ستشاهدون زيادة في تواجد الشرطة اليوم، بمن فيهم ضباط شرطة مسلحين وضباط بالزي الرسمي.. لا داعي للخوف من هذا". وفي ثالث هجوم دموي تشهده بريطانيا خلال ثلاثة أشهر، قاد ثلاثة مهاجمين مساء السبت 3 يونيو سيارة مستأجرة ودهسوا مارة على جسر لندن, ثم ركضوا نحو منطقة بورو ماركت المزدحمة وطعنوا العديد من الأشخاص في منطقة قريبة من الجسر، وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو خمسين آخرين, وكان المهاجمون يرتدون ما تبين لاحقا أنها سترات ناسفة مزيفة. وقتل في الهجوم فرنسي وكندي وسقط مصابون من أستراليا وإسبانيا وفرنسا. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن أربعة مصابين فرنسيين في حالة خطرة. وأكد قائد شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا أن ثمانية من أفراد الشرطة أطلقوا عددا من الطلقات لردع المهاجمين الثلاثة. وأعلن تنظيم الدولة تبنيه هجوم لندن, وبينما شنت السلطات البريطانية حملة اعتقالات على خلفية الحادث، في حين تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بانتهاج سياسة جديدة لمكافحة الإرهاب. ولم تكشف الشرطة البريطانية أسماء المهاجمين، وقالت إنها ستعلن أسماءهم في وقت لاحق, متى سمحت الظروف العملياتية بذلك، وأكدت أن 11 شخصا اعتقلوا الأحد 4 يونيو في مداهمات بحي باركينغ شرقي لندن على صلة بالاعتداء، كما داهمت الشرطة عقارا بمنطقة إيست هام شرقي لندن يعود لأحد منفذي الهجوم. وتعهدت رئيسة الوزراء البريطانية بانتهاج سياسة جديدة لمكافحة "الإرهاب"، وقالت عقب اجتماع لجنة الطوارئ التابعة للحكومة إن بريطانيا تواجه تهديدا جديدا يقوم فيه المهاجمون "بتقليد بعضهم"، واعتبرت أن الهجمات الأخيرة "نتاج أيديولوجية التطرف الإسلامي الشريرة نفسها", حسب تعبيرها. وحسب "الجزيرة", حددت تيريزا ماي خطة مؤلفة من أربع نقاط، وطالبت بهزيمة "أيدلوجية التطرف الإسلامي الشيطانية", وتحسين مراقبة شبكة الإنترنت لمواجهة الأيدولوجيات المتطرفة، إضافة إلى تعزيز إستراتيجية بريطانيا لمكافحة الإرهاب حتى تحصل الشرطة والقوات الأمنية على الأساليب الضرورية لمواجهة المسلحين، بالإضافة إلى تمديد أحكام السجن بحق المتهمين بتهم تتعلق بالإرهاب.