أقولها اليوم بكل الفخر.. الشعب المصرى هو الرابح الأول من أول انتخابات رئاسية حقيقية فى العالم العربى، الجميع فى العالم ينظر بانبهار للتجربة التى كان لنا السبق فى صياغتها، لقد أعدنا اكتشاف أنفسنا مرة أخرى، أثبتنا من جديد أننا شعب لا ينهزم، ولا ينكسر أبدًا، أعدكم اليوم بإقبال منقطع النظير هو الدليل والبرهان أن الشعب حقًا يريد أن يبنى مستقبله بيديه، ويصنع شرعيته الحقيقية، ترقبوا مشهد طوابير الناخبين التى يمتد طولها إلى كيلومترات عديدة، أبطالها مصريون لا يشعرون بالتعب أو الملل، وليس لديهم مانع من الوقوف لساعات طويلة يحلمون ويفكرون فى مستقبل مصر. نعم.. كسبت الرهان مع الكثيرين، وتمت الانتخابات الرئاسية فى موعدها، ليس تفضلاً من المجلس العسكرى، ولكنها الإرادة الشعبية التى يستحيل أن تنكسر، نعم.. كنا نتمنى أن يكون عمر الفترة الانتقالية أقصر من ذلك، وكنا نتمنى أن نشاهد الثورة وقد حققت أهدافها بشكل كامل، وكانت كل الأمنيات أن يظل الشعب ملتفًا حول ثورته بنفس الحماس حتى النهاية، ولكن هكذا أراد الله تعالى، ربما لكى نتعلم كلنا الكثير من الدروس، وربما لكى نشعر بقيمة ما حققناه وصعوبته، وبالتالى نحافظ على هذه النعمة ونتمسك بها أكثر، ولكن الأكيد.. أن لسانى ما زال يلهج بحمد الله سبحانه وتعالى أن عايشت هذه اللحظات التى ننال فيها حريتنا، ونصنع مستقبلنا بأيدينا، كنت أتابع نتائج تصويت الانتخابات فى الخارج بشغف شديد، وأقوم بإجراء اتصالات بأصدقائى فى الكثير من دول العالم للتعرف على آخر الأرقام ونشرها، كان شعورى لا يوصف وكذلك شعور الكثيرين وهم يشاهدون نتائج الانتخابات تتأرجح بين هذا وذاك، كان كل المرشحين يعرضون برامجهم ويستعطفون الشعب، لعلمهم بأن الكلمة الأخيرة ستكون لنا، فنحن مَن سيأتى بالرئيس الجديد، ونحن من سيزيحه إن أخلف وعوده. لا يمكن أن ننكر أيضًا أن هذه الانتخابات قد شهدت ثقافة جديدة علينا، وهى فكرة المنافسة الحقيقية بين أكثر من مرشح، كل منهم له مميزات ونقاط قوة تختلف عن الآخر، شاهدنا حملات انتخابية للعديد من المرشحين من أروع ما تكون، وخرجنا بقيمة مهمة جديدة لصالح الوطن.. وهى إحياء فكرة العمل السياسى التطوعى، آلاف الشباب انضموا لحملات المرشحين على اختلاف ميولهم، قابلت الكثير منهم، تملؤهم الحماسة ليقدموا شيئًا لبلدهم، قضينا ساعات طويلة فى نقاش مثمر حول أفضل الرؤى للنهوض بالوطن، وجدت الحماس الشديد فى عيونهم، والعزم والإصرار على البناء والتنمية، ليؤكد ذلك احتياجنا إلى فكرة الحلم الذى نلتف جميعًا من أجل تحقيقه، صحيح أن المجتمع المصرى قد انقسم ما بين مؤيد لهذا وذاك، ولكنى أعتبر ذلك أمرًا صحيًا، ليس هناك أدنى مشكلة أن يؤيد كل منا مرشحه الخاص، ويدعمه بكل قوة، ما دامت المنافسة شريفة ومحترمة، فالانتخابات ستنتهى ويبقى الوطن لكل المصريين بجميع انتماءاتهم، وكلى ثقة أن الانتخابات هى نقطة الانطلاق لصناعة مستقبل أفضل لمصر، نعم.. ستواجهنا العديد من الصعاب، ولكن بإذن الله نحن قادرون على تخطيها، قلت لكم كثيرًا.. انتظروا هذا الشعب، قد يمرض قليلاً.. ولكنه لا يموت أبدًا. وأنت تدعم مرشحك وتقف خلفه بمنتهى الحماس، وأنت تتجه إلى صندوق الانتخابات لتختار رئيسك القادم، أرجوك أن تتذكر أن هذه اللحظات جاءت نتيجة تضحيات قدمها الكثيرون ممن وقفوا فى وجه النظام السابق، ودخلوا المعتقلات وتعرضوا للمحاكمات، وفقد بعضهم حياته، من فضلك.. اقرأ الفاتحة لأرواح شهدائنا، فهو أقل واجب تجاههم، وأيًا كان اسم المرشح الفائز فكلنا سنقف خلفه، من أجل مصر التى تستحق منا الكثير. [email protected]