يثب العالم في هذه الأيام وثبات بخطوات واسعة جدا في سبيل استثمار معطيات الطبيعة بشراهة انسانية خطيرة, بحيث أصبح علي خطي واحدة من بناء الأبراج السكنية في المريخ والكواكب الأخري, والذين لايستطيعون ذلك كما هو الحال عندنا أخذوا يعملون علي تطوير وسائل حياتهم في حدود امكانياتهم, ومن أمثلة ذلك مايدور في مصر بعد النجاح السلمي في تنحية رئيس الجمهورية دون المساس به ثم محاكمته في محاكمة عادلة شفافة تضمن له ماله وتأخذ منه ماعليه في موقف حضاري تحسد عليه مصر. وقد أدي هذا علي الطريق الحضاري الطبيعي إلي فراغ منصب الرئاسة ثم الإنطلاق إلي اختيار الرئيس الصالح المنشود بأسلوب يتلاءم في الحياه الديمقراطية التي وصلنا اليها بجهد جهيد وأول ما يجب مراعاته ألا نكرر الاخطاء السابقة التي تبدو نذرها في الأفق. فقد بادر عدد لايستهان به من كبراء مصر وغير الكبراء إلي إعلان رغبتهم في الترشح لمنصب رئيس مصر وأخذوا يلهجون بما سموه برنامج حكمهم وما سيحققه لمصر من تقدم ورخاء تحلم به الملايين, ولم يحسبوا حساب الشعب نفسه الذي سيدين لهم ولكن علي أساس أن يشاركهم في الحكم فقد مضي إلي غير رجعة حكم الفرعون الذي كان يقول أنا ربكم الأعلي وقد جعله الله سبحانه وتعالي عبرة في حياته وفي موته وفي خلاص الناس منه, والغريب جدا أن هذا الموقف تكرر أو كاد بحذافيره مع رئيس مصر السابق الذي نشرت الأخبار عنه أنه كان عميلا لأعداء مصر وكان الله لمصرنا العزيزة في تاريخها الطويل في الظلم والاستبداد ولو لم يكن هذا الوباء الظالم لكانت مصر الآن في أحسن حال. والمهم أن نتعلم من تاريخنا وان نتخلص من قيودنا وان يبادر العقلاء والعلماء منا وما أكثرهم للدعوة إلي الطريق السليم وان يتولي الاعلام المثقفون الكبار الوطنيون الذين يؤمنون بالشعب ويعرفون حقه ويعملون علي إنصافه وترشيده فمن الغريب أني أتابع برنامجا شهيرا في التليفزيون عن الرئيس المنشود في مستقبل مصر.. والإذاعي النابغة يختار في كل ليلة شخصية مشهورة جدا من المرشحين للرئاسة ثم يسأله عن الكثير من جوانب الحياة ومشكلات الحكم ولكن المثير للدهشة أنه لم يسأل واحدا منهم عن أهم مشكلة أساسية في الحكم إذ لم يسأله عن الأسلوب الرئاسي القادم وهل هو نظام رئاسي استبدادي فردي, أم هو نظام رئاسي دستوري برلماني الرئيس أو الملك فيه يملك ولا يحكم كما هو الحال في انجلترا وفرنسا والمانيا وأمريكا وجميع دول العالم المتحضرة إذ إنه من المنطقي أن نضع الدستور قبل ان نختار الرئيس فإن الدستور هو تنظيم حركات الخطوات الشعبية العامة للكل بمن فيهم الرئيس والشعب والحكم الأعلي للأغلبية الشعبية التي يتم اختيارها علي أساس انتخابات نزيهة شفافة يمكن أن يقال عنها انها الاسلوب النهائي الذي تم الوصول إليه كنتيجة للتجارب الانسانية التي خاضتها الشعوب المختلفة خلال التاريخ الطويل للصراع الانساني في سبيل الوصول إلي الحياة البشرية في أحدث وأكمل وأصح صورها الديمقراطية التي ينال الانسان فيها حقوقه ويؤدي واجباته علي قدم سواء. المزيد من مقالات محمد التهامى