يتعرض أهالي رفح لاضطهادات وتهديدات غير مسبوقة من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة ، ما أدي إلي نزوح أكثر من 50 أسرة من مناطق غرب رفح خلال أسبوع واحد فقط ، من مناطقهم وبيوتهم بساحل بحر رفح ، الى بئر العبد والشرقية والمنوفية. و قامت أسر أخرى بالنزوح والفرار قبل عدة أسابيع من المكان معظمهم من المزارعين ، بعد أن أهلك العطش مزارعهم بسبب الانقطاع الدائم للتيار الكهربائى ، وعدم استطاعتهم إدخال موالدات كهربائية كبيرة لشفط المياه من الآبار أو إدخال وقود لتعبئة المولدات الصغيرة الموجودة لديهم. يقول محمد أبو درب إن عملية نزوح الأهالى وفرارهم من المكان جاءت بعد قيام التنظيم المسلح بملاحقة أشخاص فى قرية "ياميت وأبو شنار" بحجة تعاونهم مع الأجهزة الأمنية وقتلهم بطرق بشعة، وتعليق رؤسهم على شجرة جميز بوسط رفح. وأضاف أبودرب أنه تم تعليق ما يقرب من 40 رأسا علي شجرة الجميز من أهالى غرب رفح خلال عام واحد فقط. فيما أوضح "أحمد" من سكان المنطقة أن التنظيم المسلح حذر الأهالى من التعاون مع القوات الأمنية ، وعدم البيع أو الشراء عليهم أو الاستئذان منهم حال دخول البحر أو المزارع القريبة من ساحل البحر، التى بالقرب من نقاط حرس الحدود. وطال التحذير الموظفين بمرفق المياه ومحطة التحلية بعدم إيصال مياه للنقاط الأمنية ، في الوقت الذي تطالب فيه النقاط الموظفين بشركة المياه بفتح صنابير المياه للنقاط والمعسكرات، وهذا ما جعل التنظيم المسلح يقوم بملاحقة الأهالى والأشخاص الذين يتعاملون مع القوات الأمنية بشكل عادى من ناحية البيع والشراء عليهم، وإيصال مياه لهم، واستئذانهم حال دخول البحر أو المزارع القريبة. وأكدت إحدى السيدات أن 60% من عزبة "الدروب الأولى والثانية" قد غادروا المكان بالفعل، متجهين إلى بئر العبد والصالحية الجديدة والسادات عند أقاربهم من المزارعين، الذين غادروا المنطقة فى بداية الأحداث. فيما نزحت عزبة الدروب الثالثة بشكل كامل منذ قرابة الشهر على عدة مراحل، وذلك بسبب انقطاع المياه بتلك المنطقة والذى أدى بدوره إلى هلاك المزارع بشكل تام ، نتيجة العطش وتعذر رى المزروعات من الآبار الجوفية لعدم وجود مولدات كبيرة لها المقدرة على سحب المياه من باطن الأرض لرى الأشجار. وتقدر الخسائر الاولية لدى مزارعين عزبة الدروب والعطاوين بنحو 3 ملايين جنيه، لأن تكلفة المزرعة الواحدة تفوق 150 ألف جنيها، لأشجار البرتقال والليمون والمانجو والخوخ والزيتون ، بخلاف الخضروات الموسمية التى انتهت بسبب ندرة المياه وانقطاع الكهرباء بشكل دائم. وأوضح محمد العطاوين أننا فكرنا فى الرحيل بعد هلاك العطش لمزارعنا ، حيث قمنا بالاتصال بأقاربنا بالدلتا، والذين أخبرونا أن ننقل أثاثنا ، ونأتى إليهم ومشاركتهم فى مزارعهم. وأضاف أننا نعيش بين نارين ، نار العطش الذى قتل مزارعنا، وبين سكينة المسلح التى ذبحت أغلب شبابنا بحجة التعاون مع القوات الأمنية ، بالإضافة إلى نزوح أفراد من قبيلة الترابين كانوا يعيشون بمناطق المزارع غرب رفح. وأوضح "عادل" من أهالي رفح أن 10 أسر من قبيلة الترابين رحلت من ساحل البحر إلى العريش عند أقارب لهم هناك، خوفا من ملاحقة التنظيم المسلح لهم ، بسبب حرب الترابين مع التنظيم المسلح بقرية "البرث والجميعى" جنوب رفح، والذى بدوره انعكس على سكان غرب رفح. وأشار إلي أن التنظيم القى القبض على شخص يدعى " جمعة.ا" 27 عاما من أبناء الترابين غرب رفح، وقام بقطع رأسه وتعليقه على شجرة الجميز، ما أدى إلي إحداث حالة من الرعب والفزع لدى الترابين الموجودين بتلك المناطق وفرارهم من المكان بعد أن حزّموا أمتعتهم تحت جنح الظلام، متجهين إلى مدينة العريش . وأكد شهود عيان بساحل بحر الشيخ زويد أن عائلة السكادرة التى يقدر عددها بنحو 700 أسرة، نزحت من المكان، ولم يبق منها إلا 50 أسرة فقط، أغلبهم من الموظفين الحكومين، الذين تعذر عليهم نقل وظائفهم إلى المحافظات الأخرى ، حيث شوهدت عزبة السكادرة خاوية تماما من سكانها. وأضاف عبد الرحمن من أبناء السكادرة أن عدد المصلين فى المسجد الآن لا يتجاوزن 12 فردا، أغلبهم من كبار السن، فأغلب الشباب ترك المكان وغادر خوفا من ملاحقة التنظيم المسلح الذى يداهم القرية تحت جنح الظلام للقبض على المتعاونين مع القوات الأمنية، وألقى القبض على أشخاص كان آخرهم "ا.الجرتلى" 22 عاما، والذى قام التنظيم باقتلاع عينيه وحرقه بالنيران بمنطقة الحسينات غرب رفح لتعاونه مع القوات الأمنية. وقد أكدت كل الشواهد أن 7 قرى على الأقل بساحل بحر الشيخ زويد ورفح بطول 12 كيلو ، نزح منها أصحابها فرارا بحياتهم وحياة أبنائهم ، وهى "السكادرة والمراجدة والذيب والعيسوية والعطاوين وعزب الدروب الثلاثة " وحى البساتين ، بساحل بحر رفح .