هل يترشح الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، في الانتخابات الرئاسية 2018، كمنافس أمام الرئيس السيسي؟ أم هناك عوامل قد تؤثر علي ذلك القرار، والذي من الممكن أن يتراجع عنه شفيق، في حال ثبوت نيته لخوض الانتخابات الرئاسية، اختياران لا ثالث لهما يواجهما شفيق، قبل شهور قليلة من الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد إعلان نائب رئيس الحركة الوطنية، الذي يترأسه شفيق، اللواء رءوف السيد، عن أن هناك اتجاهًا قويًا لترشحه، ولكنه لم يعلن ذلك رسميًا في الوقت الحالي، لترتيب أوضاعه في الخارج نظرًا لسفره لمدة طويلة خارج مصر. ولكن الذي يرجح كفة عدم قدرة شفيق لخوض المعركة الانتخابية الجديدة، عوامل سياسية وأخرى قانونية، تعيق هذا القرار، فعلي الرغم من حصول شفيق علي حكم قضائي برفع اسمه من قوائم ترقب الوصول، منذ أشهر عديدة، إلا أنه حتي هذه اللحظة لم يتخذ أي قرار بشأن العودة إلي مصر مرة أخرى، بالاضافة إلي خروج حازم عبد العظيم بتصريح يؤكد فيه أن شفيق يعد رجلًا مغضوبًا عليه من السلطة الحالية. وربط البعض مسألة تخوفات عودته، بالانتخابات الرئاسية 2012، التي أثبتت وجود قاعدة جماهيرية لشفيق تشفع له في مسألة خوض الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد الحكم القضائي الذي حصل عليه منذ سنة تقريبًا يؤكد أنه فاز في الانتخابات الرئاسية 2012، عندما كان منافسًا للرئيس الأسبق محمد مرسي. وأكد كل ذلك مصطفي الفقي، المفكر السياسي، الذي قال إن عدم عودة أحمد شفيق خلال الفترة الماضية لم يكن بسبب الأحكام القضائية بوضعه على قوائم الوصول والترقب بقدر ما هو كان لأسباب سياسية؛ خوفاً من حدوث حالة استقطاب داخل مصر في حالة تواجده. وأضاف "الفقي"، في تصريحات سابقة له، أن عودته أيضًا لمصر في تلك الفترة بعد الحكم القضائي ستخلق نفس تلك الحالة إلا في حالة حدوث اتفاقات بينه وبين السلطة الحالية، وأن تواجد شفيق في مصر دون وجود تلك الأجواء الاتفاقية سيساعد على نشأة تلك الحالة من الاستقطاب، حيث إن مصر في غنى عنها تماماً خاصة في تلك المرحلة. وفي هذا السياق قال عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الاسبق، إن النظام الحالي لا يرغب في وجود أي شخصية من شأنها أن تؤثر علي سير سيناريوهات الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة وأن كافة الموازين ترجح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيخوض الانتخابات بشكل رسمي، ولا يرغب في وجود أي منافس قوى له، مشيرًا إلي أن المناخ السياسي في مصر الآن لا يرحب بعودته. وأضاف الأشعل ل"المصريون"، أن شفيق يمثل خطرًا علي السلطة الحالية، خاصة وأن النظام الحالي يعاني كثيرًا من الأزمات التي أسقطته في أعين الشعب، نظرًا للقرارات السياسية والاقتصادية التي أثرت بشكل كبير علي شعبية الرئيس السيسي. وعن مسألة عدم عودة شفيق إلي مصر، قال الأشعل، إنه يجب علي شفيق، أن يفكر جديًا في مسألة العودة إلي مصر في حال رغبته للترشح للرئاسة، مشيرًا إلي أن غيابه عن الوطن طوال السنوات الماضية أثر بشكل قوي علي شعبيته على أرض الواقع بين المواطنين، مؤكدًا أنه بالرغم من وجود مؤشرات متعددة تؤكد خوضه للانتخابات، إلا أن هناك عوامل وعوائق كثيرة قد تمنعه من الترشح علي رأسها وأقواها عدم رغبة النظام الحالي في ذلك سواء بالعودة أو خوض المنافسة. وفي سياق متصل قال، مختار غباشي، الخبير السياسي، أن هناك حالة من التناقض في شأن الحديث عن أحمد شفيق، كونه مرشحًا للرئاسة، أو رغبته في العودة إلي مصر، ووجود عدد من الخلافات السابقة بينه وبين النظام بسبب الانتخابات الرئاسية في 2012، مشيرًا إلي أنه في حال رغبة شفيق في خوض السباق الانتخابي كمنافس للرئيس السيسي، يجب عليه أن يجهز نفسه للعديد من المواجهات، خاصة وأن شعبية السيسي لم تتأثر بالشكل القوي الذي سيرجح كفة شفيق لدى الشعب المصري. وأضاف "غباشي"، أنه في حال اتخاذ شفيق قرار الترشح فيجب عليه أن يبدأ فعليًا أخذ كافة الإجراءات الخاصة بعودته، وأولها التصالح مع الجهات التي تم الإعلان عنها بشأن عدم رغبتها في دخوله إلي أرض الوطن مرة أخرى، والعمل علي بناء قاعدة انتخابية قوية من خلال حزبه الحركة الوطنية، الذي فشل سياسيًا في السابق بسبب غياب القائد، والخلافات التي دارت بين قيادات الصف الأول والثاني في السنوات الماضية طوال فترة سفر شفيق. وتابع الخبير السياسي: "النظام الحالي بالتأكيد لديه تخوفات من شفيق، نظرًا لوجود قاعدة جماهيرية لا بأس بها ظهرت في الانتخابات التي خاضها في عام 2012، أمام الرئيس الأسبق محمد مرسي، والتي حصل بعدها علي حكم قضائي يؤكد فوزه، وهو ما يثير حالة من الخوف حال عودته ورغبته في الترشح امام السيسي".