قالت صحيفة "داس بيلد" الألمانية، واسعة الانتشار، إن أخطاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد تعجل من إقصائه من منصبه في الفترة المقبلة، فبعد مزاعم حول تورط روسيا في تزوير الانتخابات الرئاسية، وفضيحة إقالة "جيمس كومي"، الذي كان يجرى التحقيق في قضية "روسيا"، فإن سحب الثقة من "ترامب" لم يصبح صعب المنال على الكونجرس. وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أنه لا يكاد يمر يوم دون حدوث فضيحة في البيت الأبيض، آخرها قرار بفتح تحقيق بشأن فضيحة "الكرملين جيت" التي تعيد للأذهان قضية التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. في حين كشف استطلاع رأي، أن 27% من المواطنين الأمريكيين يؤيدون عزل "ترامب" عن طريق الكونجرس. وأكدت الصحيفة أن تابعين ل"ترامب" في الحزب الجهوري أصبحوا يغضبون من تكرر رئيسهم، الأخطاء بصفة مستمرة على امتداد أربعة أشهر منذ تنصيبه بصفة رسمية، وفي هذا الصدد، علق القيادي بالحزب الجمهوري، جون ماكين، بأن "فضائح ترامب فاقت فضيحة "ووتر جيت". وأضافت الصحيفة أن نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأشهر الأولى من عهدة "ترامب"، بينت أن هذا الرئيس لا يحظى بشعبية كبيرة لدى الشعب الأمريكي وهو ما كان بمثابة مفاجأة، حيث تبين أن أقل من 40% فقط من المواطنين راضون عن أداء "ترامب" إلى الآن. وذكرت الصحيفة أن الرئيس "ترامب" لم يكف عن تجاوز قوانين البيت الأبيض إلى حد الآن، مما أثار استياء العديد من المواطنين في المدن الأمريكية الكبرى، فضلا عن أغلب المثقفين، لافتة إلى أن العديد من السياسيين في الحزب الجمهوري يكنون العداء للرئيس الأمريكي، مرجحة أن يكون نائب الرئيس "مايك بنس" المستفيد الأول من عزل "ترامب"، لأنه سيكون الشخص الذي سيخلفه. ونوهت الصحيفة بأن وسائل الإعلام الأمريكية نفسها منقسمة حول تؤيد "ترامب" ومعارضتها، فبعض وسائل الإعلام الموالية للرئيس تعمل على تجميل سلبياته باستمرار أمام الرأي العام، وعلى رأسهم قناة "فوكس نيوز"، بينما الجانب آخر فوضح "فضائح" ترامب شغله الشغال. وفي دراسة أجراها معهد "هارفاد" على نتائج 100 يوم من حكم "ترامب" أثبتت أن أخبار الرئيس الأمريكي نسبة تمثل 41% من المشهد الإعلامي الأمريكي، وبذلك تكون تعدت الرئيسين بيل كلينتون، وباراك أوباما، حيث إن نسبة الأخبار السلبية التي تنشر عن "ترامب" تصل إلى 80 %، في حين في عهد "أوباما" وصلت إلى 40%. وأوضحت الدراسة، أن مشوار "ترامب" حافل بالزلات، مضيفة أن سلوك "ترامب" يجعله مسئولًا عن الأخطاء التي تحدث في لبيت الأبيض، في المقابل عقبت الصحيفة أن برغم من كل ذلك، فترامب مقتنع بأن أنصاره الجمهوريين سيحمونه من أي سقوط وارد، لذلك من الممكن أن يستكمل "ترامب" ولايته، على عكس جميع التوقعات. الجدير بالذكر أن مصطلح "ووترجيت" هو اسم لأكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا، وذلك عندما قرر الرئيس الأمريكي، ريتشارد نيكسون، التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترجيت، وفي 17 يونيو 1972، فانفجرت أزمة بعد القبض على الجواسيس استقال على أثرها "نيكسون" بعد محاكمته، ومن ذلك الوقت وأصبح مصطلح "جيت" مميزًا لكل فضيحة سياسية.