رئيس المجموعة العربية لدى اليونسكو: نقف صفا واحدا خلف الدكتور خالد العنانى

أكد السفير على الحاج آل علي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أن المجموعة العربية بالمنظمة والتى ترأسها بلاده حاليا، تجدد دعمها للدكتور خالد العنانى المرشح المصرى لمنصب المدير العام لليونسكو، فى الانتخابات المقررة بعد غد (الإثنين) خلال اجتماعات المجلس التنفيذى للمنظمة.
وأكد السفير على الحاج آل على والذى تتولى بلاده رئاسة المجموعة العربية لدى اليونسكو لعام 2025، فى تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس، أن المجموعة العربية "تقف فى صف واحد خلف خالد العناني".
وقال "نحن أمام حدث مهم وتاريخي، لأن لأول مرة منذ ثمانية عقود، سيصل أن شاء الله مرشح ليس فقط مرشح مصرى وإنما مرشح عربى لهذا المنصب المهم .. فالدكتور خالد العنانى هو أهل لهذا المنصب لما يحمله من خبرة واسعة ومن شغف فى إيصال صوت العرب ورؤية العرب من خلال منظمة اليونسكو التى تُعنى بأمور ومجالات كثيرة منها التعليم والثقافة والعلوم وهى ثلاثة قطاعات جوهرية للبشرية .. وأنا أركز تحديدا على التعليم لأن بدون تعليم لا يوجد ثقافة ولايوجد علم".
وأضاف "وصول الدكتور خالد العنانى لهذا المنصب هو فخر ونصر لنا كعرب لأن إلى يومنا هذا، لم نصل إلى هذا المنصب الرفيع. لذا حان الوقت أن يكون هناك قيادة عربية لليونسكو، حتى يرى العالم كيف العرب يستطيعون أن يؤثرون على السلام وعلى التطور وعلى القطاعات الجوهرية التى تحملها المنظمة".
وتابع: "هذا أمر مهم لنا اليوم مع وجود إجماع عربى واسع على ترشيح الدكتور خالد العنانى لهذا المنصب وبعد تبنى جامعة الدول العربية فى 2024 قرارا بتأييد ترشيح خالد العناني".
وتبنت جامعة الدول العربية قرارا على مستوى القمة فى مايو 2024 بدعم وتأييد ترشيح الدكتور العنانى باعتباره المرشح العربى الوحيد لهذا المنصب، وهى المرة الأولى التى يحظى فيها مرشح بإجماع عربى واسع بهذا الشكل، مايعكس تطلعات الدول العربية لدور فاعل داخل المنظمة الدولية، وأهمية القيادة العربية لليونسكو فى المرحلة المقبلة.
ولفت السفير على الحاج إلى أن ما يميز الدكتور العنانى أنه عندما قام بحملته الانتخابية، "لامس القلوب، ولم يدل فقط بمواد إعلامية ومواد ترويجية، لكن حقيقة لمسنا فيه روح التأثير وروح التغيير، ولمسنا فيه إلماما عميقا جدا فى طريقة العمل بمنظمة اليونسكو ولديه معرفة عميقة، فقد بذل مجهودا كبيرا للغاية لكى يتعرف على جميع القطاعات بالمنظمة، وآلية عمل هذه القطاعات وتأثير العمل فى هذه القطاعات، ليس فقط على المستوى المحلى (أى على مستوى المنظمة) وإنما أيضا على مستوى العواصم، فقد استطاع أن يلمس الجميع عندما ترشح".
وأردف "رأينا فيه روح التغيير .. ولديه طاقة إيجابية وسعة بال، كما أنه مستمع جيد، فهو يسمع ويدون معلومات ويبحث فيها بعمق، فعندما تجتمع كل هذه الصفات فى شخص .. هذا مؤثر للغاية ومطمئن لأنه بالفعل يأخذها من محمل الشغف ومن محمل الالتزام وليس فقط للوصول إلى منصب ما".
وتابع "منذ بداية ترشح خالد العنانى وجامعة الدول العربية أقرت بأنه المرشح العربى الوحيد، وتم الاجماع والاتفاق على ذلك، ووقفت المجموعة العربية وقفة واحدة خلف خالد العناني، سواء كان على المستوى الثنائى أو على المستوى متعدد الاطراف بالمنظمة، كان صوت واحد ... ولا نقول هو المرشح المصرى فقط، لكن نحن كنا نروج ونحشد الدعم وكنا نسميه بالمرشح العربي"، مضيفا "مرشحنا واحد فقط والكل أجمع عليه، وهذه هى المرة الأولى ولنا الفخر".
وقال السفير على الحاج آل على أن هذا الموقف أحدث تغييرا حتى للمجموعة العربية داخل أوساط المنظمة مؤكدا "أصبحت الان النظرة لنا مختلفة .. فالمجموعة الآن قوية".
وأشار إلى أن السفيرة الأردنية فى باريس والمندوبة الدائمة للأردن لدى منظمة اليونسكو لينا الحديد كانت هى رئيسة المجموعة عندما ترشح خالد العناني، وبعد استلامه رئاسة المجموعة لعام 2025، واصل نفس النهج وهو "الوقوف صفا واحدا خلف مرشحنا حتى يصل إلى قيادة هذه المنظمة".
وأضاف أن العرب لديهم دور كبير ليقوموا به، وآن الاوان للعرب أن يتولوا قيادة هذه المنظمة لتغييرها إلى طريق مختلف، طريق السلام، طريق يكون لديه تأثير ايجابى على العالم أجمع.
وقال أن "المجموعة العربية قوية الآن وبإمكاننا على سبيل المثال أن نقوم بنشاطات وفعاليات معينة تتماشى مع الرؤية الجديدة، فعندما بدأ خالد العنانى حملته الانتخابية كان يقول "يونسكو من أجل الشعوب" فعلينا نحن أن نكمل المسيرة .. وهو ما تنوى المجموعة القيام به أن تستمر فى دعم المرشح سواء بعقد فعاليات معينة ونشاطات معينة حيث أن اليونسكو هى العالم مجتمع فى مكان واحد، فالصوت مسموع فى أرجاء العالم".
وأكد أهمية اقامة عدة نشاطات أو فعاليات، بالتشاور مع أعضاء المجموعة العربية، فالمنظمة لها ثلاث مجالات رئيسية: التعليم والثقافة والعلم، وكل مجال له أهميته والمجالات مرتبطة ببعضها البعض.
وبالنسبة لقطاع التعليم، أوضح أن هناك حاجة ماسة للعمل على تعزيز التعليم وخاصة فى الدول التى تمر بظروف صعبة.
وقال أن أجيال الغد بحاجة إلى حراك من اليونسكو عبر قطاع التعليم، لضمان أجيال متعلمة ولها كل الحق مثلها مثل الدول الأخرى فى العالم.
وختم بالقول موجها رسالة إلى الدكتور العنانى "امض قدما ونحن فى ظهرك، ونحن خلفك فى كل ما تحتاج إليه .. أنت مرشحنا .. والمجموعة العربية تقف فى صف واحد خلف خالد العناني".
ومن المقرر أن تشهد اجتماعات الدورة ال222 للمجلس التنفيذى لليونسكو "الاثنين" الانتخابات على منصب مدير عام المنظمة والتى يتنافس فيها مرشح مصر الأستاذ الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، والمرشح فيرمين إدوار ماتوكو من الكونغو والذى يشغل منصب نائب المدير العام لليونسكو المكلف بالعلاقات الخارجية.
وسيصوت المجلس التنفيذى لليونسكو لتقديم توصية باسم أحد المرشحين، قبل الانتخابات النهائية للجمعية العامة فى سمرقند بأوزبكستان فى 6 نوفمبر. إلا أن تصويت يوم الاثنين يعتبر خطوة حاسمة، إذ لا يُذكر أن الجمعية العامة سبق لها أن خالفت توصيات المجلس التنفيذى بهذا الشأن.
وكان العنانى قد ترشح لهذا المنصب فى أبريل 2023، ويُعد أوفر حظا من منافسه الكونغولى الذى قدم ترشيحه فى مارس الماضي، قبل يومين من إغلاق باب الترشيحات.
كما يعد العنانى المرشح الأوفر حظا للفوز بالمنصب بعد انسحاب المرشحة المكسيكية جابرييلا راموس . فقد حظى بدعم واسع تجاوز الحدود الإقليمية، فبالإضافة إلى تأييد الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، حصل على دعم علنى من قوى عالمية مؤثرة، وهو دعم دولى وإقليمى متزايد، يعكس الثقة الكبيرة فى كفاءته الأكاديمية ومكانته الثقافية.