رفض مواطنون وأعضاء بمجلس النواب، قرار محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بمنع استخدام مكبرات الصوت في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المقبل، وهو الأمر الذي رأوا أن من شأنه أن يؤثر بالسلب على استمتاع الشعب المصري بروحانيات شهر الصيام. وأقدم مزارع من مدينة تلا بمحافظة المنوفية، على تحويل أرضه الزراعية إلى ساحة للصلاة خلال شهر رمضان، متعهدًا بفرشها بالسجاد وتجهيز نحو 50 سماعة "صب" لقراءة القرآن بصوت مرتفع أثناء صلاة التراويح. وقال المزارع: "زراعة الطماطم قربت تخلص وهحرث الأرض وهعمل ساحة صلاة وهجيب سجاد وسماعات تلاجة في رمضان وهشغلها عندًا في قرار وزير الأوقاف". ووصف النائب أحمد المشنب، القرار بأنه من عجائب وغرائب الوزير في رمضان، لاسيما أن قراءة القرآن شعيرة من شعائر الشهر الكريم، منتقدًا صدور قرار مثل هذا لأنه سيتسبب في تأجج مشاعر المسلمين بشكل عام، وتقدم بطلب إحاطة لوزير الأوقاف للنظر في أمر منع استخدام مكبرات الصوت خلال صلاة التراويح. وأيضًا انتقد النائب جمال كوش، عضو لجنة الاقتراحات والشكاوى، قرار الوزير قائلا: "دى مشاعر كويسة فى الشهر الكريم وطول عمرنا متعودين على كده، والناس كلها بتستناها من السنة للسنة، لأنها متعة خاصة فيها روح، طوّر الوزارة أولا ثم بعد كده نتكلم عن مكبرات الصوت، ورمضان مبيحلاش إلا بمكبرات الصوت وخصوصا فى التراويح، ولابد من التراجع عن هذا القرار فورا". وأبدى النائب رياض عبد الستار، عضو لجنة السياحة والطيران المدنى، غضبه الشديد من القرار موجهًا رسالة شديدة اللهجة للوزير، قائلا: "اتق الله.. كيف تستطيع حرمان الشعب ألمصري كله من نسائم وفرحة تلاوة وترتيل القرآن الكريم خلال الشهر المبارك". من جانبها، أيدت الدكتورة آمنة نصير، عضو ائتلاف دعم مصر بمجلس النواب، قرار وزير الأوقاف بمنع مكبرات الصوت في صلاة التراويح في رمضان، ووصفتها بالضجيج الصاخب المزعج الذي يسبب إزعاجًا لطلاب الثانوية العامة والنقل المقبلين على الامتحانات، وإرهاقًا لمن يريد الراحة عند العودة من العمل بجانب أنها تقلق المريض. وأوضحت ل"المصريون"، أن استخدام مكبرات الصوت يكون فقط أثناء الأذان للإعلام بدخول الوقت فقط، مؤكدة أن التدين ليس بهذه المكبرات حتى لا نرغم الناس على مظاهرنا الجميلة، كما أن الاحتفال بدخول شهر رمضان ليس بالصخب والضجيج وعدم السكون، لكن يكون بقراءة القرآن. وأشارت إلى أن استخدام المكبرات في قراءة القرآن نوع من المظهرية، وأصبحنا للأسف شعب المظهر، وليس جوهر الأعمال، متسائلة: نحن الآن في موسم امتحانات فلماذا نصر على إزعاج المرضى؟ إلا أن رياض عبد الستار، عضو مجلس النواب، أكد أن قرار وزير الأوقاف خاطئ، خاصة أن المصريين اعتادوا على سماع صوت قراءة القرآن في صلاة التراويح التي تعد من الروحانيات التي تمثل شهر رمضان وتتعلق قلوبهم بها، كما أن المسيحيين أنفسهم باتوا سعداء بهذه الروحانيات ولم يشتكوا منها على الإطلاق. وأضاف ل"المصريون"، أنه لم يشتك أحد من أصوات القرآن عبر مكبرات الصوت إلا فئة قليلة من سكان الأحياء الراقية، الذين لا يقربون الصلاة في الأساس، أما سكان القرى والنجوع في وجه بحري والصعيد يسعدون لسماع الصلاة، كما أن صلاة التراويح تكون خلال ساعة واحدة فقط في اليوم، وشهر رمضان يأتي مرة واحدة في العام، فلما كل هذه الضجة والخوف من قراءة القرآن؟! وأكد عبد الستار، أن وزير الأوقاف يجب أن يتراجع في هذا القرار الخاطئ، لرفض الرأي العام له، وإلا فإن هناك المئات من نواب البرلمان سيطالبون بإقالة الوزير، قائلا إن سماع القرآن يُحدث اطمئنانًا للقلب، لكن يبدو أن اطمئنان قلب الوزير قد ارتبك.