اعتبر جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي والمرشح السابق للبيت الأبيض ما يحدث في سوريا من أعمال عنف وقمع بمثابة "الحلقة المخزية في التاريخ" الأمريكي. وانتقد ماكين في حديث لصحيفة (لو فيجارو) الفرنسية اليوم الخميس - عدم وجود الأزمة السورية على جدول أعمال قمة حلف شمال الأطلنطي /الناتو/ المرتقبة بشيكاغو. وقال /إن حوالي 10 آلاف من المدنيين السوريين قتلوا خلال معركة "غير عادلة" من قبل نظام الرئيس بشار الأسد بمساعدة الأسلحة الروسية والمقاتلين الإيرانيين على أرض الواقع/ .. مشيرا إلى أن أمريكا ترفض المساعدة! وبعض دول الخليج وعلى رأسها السعودية سيقومون بتزويد الثوار (السوريين) بالأسلحة .. لكن الحاجة إلى القيادة الأمريكية لا تزال كبيرة". وأضاف "يمكننا إقامة منطقة "ملاذ" للمقاومين (السوريين) وتزويدهم بالأسلحة .. لكن أمريكا ترفض ذلك .. وهو ما يعتبر حلقة مخزية في تاريخنا" ، موضحا أن "القيادة من وراء الكواليس" من قبل الرئيس باراك أوباما يدل على أنه لا يعتقد في الوضع الاستثنائي لأمريكا. وأعرب ماكين السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا في الحديث الذي يأتي قبل الزيارة الأولى لفرانسوا أولاند إلى واشنطن عن خشيته من تأثير الأزمة الاقتصادية ومزيد من التخفيضات في ميزانيات الدفاع لحلف شمال الأطلنطي /الناتو/ "التي تأتي منخفضة للغاية الآن" .. مشيرا إلى أنه خلال العام الماضي "وضعنا هدفا لتخصيص 2% من ميزانيات الدول الأعضاء في الحلف إلى الإنفاق العسكري .. ولم تقوم أيا منها بذلك نظرا للصعوبات الهائلة التي تمر بها البلدان الأعضاء .. لكن أظهرت العمليات في ليبيا أنه إذا كان لدى حلف شمال الأطلسي القدرات العسكرية فإن لدينا ثغرات خطيرة في الدعم المادي". وعما يتوقع حدوثه في أفغانستان مع الانسحاب الدولي في عام 2014 ، عبر ماكين عن قلقه من تكرار سيناريو العراق حيث تتدهور الأوضاع حاليا بعد سحب القوات الأمريكية .. ونحن انتصرنا في الحرب، ولكن نحن نخسر السلام .. ودول المنطقة تدرك ذلك". وبسؤاله عما إذا كانت واشنطن تخشى أن تكون فرنسا بعد وصول الرئيس الجديد فرانسوا أولاند أقل التزاما مقارنة بفترة ولاية نيكولا ساركوزي والتي كانت خلالها باريس شريكا فاعلا وخصوصا في ليبيا ، أكد جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي "سيكون من غير المناسب بالنسبة لي إصدار حكم على اختيار الفرنسيين، الذين صوتوا لصالح اتجاهات جديدة .. وبالتالي يتعين علينا نحن في أمريكا العمل على ضمان تنسيق أفضل في هذا العالم المحفوف بالمخاطر".. مثمنا الدور الذي قام به ساركوزي لتعزيز التحالف بين أمريكا وفرنسا. وعن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم المشاركة في قمة مجموعة ال8 المرتقبة بأمريكا ، وصف ماكين هذا القرار بأنه "يفتقد إلى الاحترام" .. مشيرا إلى أن أمريكا لا تريد مواجهة مع روسيا. وأضاف /أن أوباما بذل كافة الجهود لإحياء العلاقات مع موسكو أكثر بكثير مما كنت سأفعله إذا ما كنت في مكانه .. ولكن بوتين لا يزال يتصرف بطريقة غريبة جدا .. فإنه (بوتين) يكافح وراء هاجس الدفاع الصاروخي، ويلجأ إلى حق الفيتو ، مع الجانب الصيني، في مجلس الأمن الدولي بشأن القرارات المتعلقة بسوريا.. وهو الأمر الذي يؤدي إلى تراجع صورة موسكو في العالم العربي. وأعرب عن اعتقاده أن الربيع الروسي سينطلق في موسكو .. مشيرا إلى أن موجة ضخمة من التغيير تجتاح جميع أنحاء العالم ..ونحن الأمريكيون يجب أن نكون على الجانب الصحيح من التاريخ، حتى لو كان لدينا مخاوف بشأن ما يأتي لاحقا .. بالطبع هناك خطر التطرف ولكن هناك حقوق للشعوب التي تعاني من القمع منذ وقت طويل .. وهذا لا يعني أن واشنطن يجب أن تقوم بالعمل العسكري في كل مكان .. وهذا يعني أن علينا أن نبني تحالفات ولعب دورنا القيادي". وعما إذا كانت لديه مخاوف من الأزمة الأوروبية الحالية واحتمال اختفاء ممكن لليورو .. أعرب السيناتور الأمريكي عن خشيته من تكرار سيناريو الأزمة الأوروبية المالية في أمريكا إذا لم نقم بإصلاح نظام الحماية الاجتماعية.