** لو عاد بنا الزمن ثلاثين عامًا مضت، وخيرت أى مشجع زملكاوى ما بين شيكا الذى لم يكن قد ولد بعد وبين الشاطر حسن، لاختارت الملايين المعلم دون تفكير فمن أين لها أن تعلم عن شيكابالا شيئًا؟، أما اليوم فمهما حدث من شيكابالا فسوف تغفر له الجماهير على الفور ولا يعنيها المعلم من قريب أو بعيد وهى نفس المعادلة تقريبًا التى تحدث خلال سير المباراة فلو أخطأ نجم مدلل ألف خطأ ستجد الجماهير تلتمس له الأعذار كافة، أما لو كان الخطأ من جانب المدير الفنى فالويل كل الويل له. ولأن الشاطر حسن من جيل ( المعلمين ) بالزمالك، فاروق جعفر وعلى خليل وغانم سلطان وأحمد عبد الحليم وعادل المأمور فكان لابد أن يشرب من نفس الكأس التى أذاقها لجماهيره يومًا وعلى يد أحفاده، تارة أحمد حسام وتارة أخرى شيكابالا، لكن لماذا الشاطر حسن تحديدا هل هى كاريزما فى الرجل تجعل النجوم المدللين تتمرد عليه أمام الملايين دائمًا ..؟ جماهير الزمالك فقط هى من تملك الإجابة .. لكن هناك سؤال آخر يستطيع أى مشجع الإجابة عليه .. هل استفاد الأبيض يومًا من نجمه شيكابالا ..؟ .. الإجابة بالطبع لا .. رغم أنه أكثر لاعب استفاد ماديًا من ناديه .. لكن المقابل صفرا كبيرا مجرد كعوب وشمسيات ومهارات تنتزع إعجاب وآهات الجماهير، يجيدها أقل ناشئ فى صفوف الدراويش والكلام ينطبق بعينه على ميدو، دلع بلا حدود وإنجازات فى الأوهام .. الزمالك لن يستطيع معاقبة اللاعب، حتى ولو أعلن عن أشد العقوبات قسوة، فسرعان ما سيتراجع، لأن الأهلى يقف على أقصى اليسار ينتظر لينقض على شيكابالا، والمنافسة بين القطبين على اللاعبين، هى التى أضاعت الأخلاقيات من ملاعبنا .. نعم الأهلى يتحدث دائما عن المبادئ ولكنه مجرد حديث أشبه بالتنويم المغناطيسى، والزمالك يعلم ذلك جيدا ويفعل أحيانا، لذا فلا تنتظروا من كرة القدم تقويم ما إلا عندما يختفى الأهلى والزمالك من ملاعبنا. لكن ماذا عن المقارنة بين شيكابالا الساحر وأبو تريكة القديس كما يحلو لمشجعى الفريقين وصفهما بإعتبارهما نجما الشباك هنا وهناك، تريكة العجوز الذى أحرز هاتريك إفريقى وهو على أعتاب مغادرة الملاعب على النقيض تماما من شيكا، أعطى بلا حساب وقدم فنا راقيا وأخلاقا بلا حدود، رغم مبالغة الإعلام الأحمر أحيانا فى إضافة سمات أسطورية على تريكة، لكنه نجم شباك سينمائى ذى قيمة من عينة أحمد زكى. أما شيكا فسيظل كما هو سيدخل ويخرج من تاريخ الملاعب بلا أى إنجازات، مثله مثل كثيرين ذهبوا دون أن يخلفوا أثرا فى نفوسنا وهو أيضا نجم شباك لكن من عينة توفيق الدقن الغريب أنك عندما تتحدث عن المنتخب وأحقية أيا من النجمين فى التواجد ضمن صفوفه، ستجد الملايين تهتف تحيا شيكا لأنه الشباب والمستقبل بالمقابل ستهتف نفس الملايين يسقط تريكة لأنه التاريخ والماضى .. تمامًا كما يحدث مع الحصان عندما يخرج من الخدمة مهما كان مطيعا، بينما يتم الإبقاء على المهر الصغير مهما كان متمردا جامحا.