أعلنت السلطات المصرية أمس الجمعة، فتح معبر رفح، البوابة بين مصر وقطاع غزة الفلسطيني، لمدة ثلاثة أيام، من أجل عودة الفلسطينيين العالقين داخل مصر إلى القطاع، بعد أن كانت السلطات المصرية قد أغلقته خلال الخمسين يوماً الماضية. وكانت السلطات المصرية في الأشهر الثمانية الماضية، تسهل عمل المعبر بفتحه ثلاثة أيام كل شهر بالاتجاهين، فضلاً عن تحديد الأشخاص المسافرين وفق أولويات المرضى وحملة الجنسيات الأجنبية أو الإقامات الدائمة في دول أخرى. ويأمل الفلسطينيون ألّا تؤثر حالة الطوارئ المعلنة في مصر بهذا التحسن الطفيف، خاصة أن الطوارئ تطبق بشكل مكثف داخل سيناء منذ سنوات، لكنّ فتح "رفح" في اتجاه واحد مثّل صدمة لكثيرين باتوا يرون أن الداخل إلى غزة محاصر وممنوع من الخروج، والخارج منها يجب ألا يفكر في العودة إليها. تراجعت «مصر للطيران» عن تعميم منع عودة من هم أقل من 45 عاماً كان هؤلاء العالقون، عندما يعودون إلى غزة، لا يسمح لهم بدخول الأراضي المصرية، ما دام ليس معهم جواز أجنبي أو تأشيرة دخول إلى نظام الترحيل، الذي يجري بموجبه سحب جوازات سفرهم الفلسطينية وحجزها لتبقى مع الأمن المصري، والأخير يخصص حافلات تقل هؤلاء من مطار القاهرة، فينطلقون ليلاً منه أو يبيتون فيه بانتظار الصباح وفق الظرف الأمني، باتجاه معبر رفح هناك تسلم لهم جوازاتهم على أمل ألا يفكروا في السفر مجدداً، كما يقول لهم بعض أفراد الأمن حسب ما ذكر البعض. واتخذت السلطات المصرية أمس، قرار أُبلغت به المطارات الدولية، وهو حظر سفر من هم أقل من 45 عاماً من العالقين إلى مصر في طريق توجههم إلى غزة، القرار الذي أبلغته شركة "مصر للطيران"، حيث تسبّب في بلبلة كبيرة، خاصة أن الشركة لم تمانع حجز الفلسطينيين لتذاكر السفر عبر خطوطها، أي إنها ضمنت المال ثم أبلغت المطارات، وبذلك تصير أي عائلة فيها من الأطفال والشباب ممنوعة العودة إليها إلا لمن هم فوق ال45، والبقية عليها أن تبقى عالقة وذكرت مصادر أمنية مصرية، قالت إن القرار جاء مقترحاً من شركة مصر للطيران، وهو ما وافقت عليه الجهة الأمنية المسؤولة عن المعبر "رفح"، قبل أن تعدل عن القرار، بعد تلقي مئات الشكاوى من الجانب الفلسطيني، مضيفة: "أُبلغَت شركة الطيران بالأوراق المطلوبة من الجميع قبل صعودهم إلى الطائرة حتى لا تحدث مشكلات في الترحيل" كما ذكرت الشركة وفق المصادر نفسها، فإن الأسباب في تحديد هذا السن ليست أمنية، إنما ادعت الشركة أن فئة الشباب لا تكون تحمل الأموال الكافية لإعادتهم ودفع رسوم السفر (التذاكر والترحيل)، وهو ما حمّلها أعباء مالية لإرجاعهم، فيما تكون هذه المشكلة أقل حدوثاً لدى الأكبر سنّاً. وكانت السلطات المصرية قد فتحت في شهر ماضي، معبر رفح مرتين، كانت الأولى ثلاثة أيام في كلا الاتجاهين، والثانية في اتجاه واحد وإدخال جثامين فلسطينيين توفوا أثناء العلاج.