تتجه الأوضاع في حزب الوفد إلى الانفجار بعد قرار الدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب بإقالة منير فخري عبد النور من منصبه كنائب لرئيس الحزب وتعيينه مستشارا سياسيا لرئيس الحزب إضافة إلى تقليل السلطات الممنوحة للسكرتير العام للحزب الدكتور السيد البدوي شحاتة وتعيين 4 مساعدين له في خطوة اعتبرها الكثيرون بداية لإجباره على تقديم استقالته من منصبه. ويتوقع مراقبون داخل الحزب أن تكون الخطوة القادمة إبعاد النائب الأول لرئيس الحزب محمود أباظة عن منصبه لتكريس انفراد جمعة بالسيطرة التامة على الحزب بعد إبعاده لجميع منافسيه من المناصب الحيوية داخل الوفد خصوصا أن نعمان يدرك أن مطالبة التيار الإصلاحي داخل الحزب بتغيير للائحة الداخلية ما هو إلا مسعى للتخلص منه وإبعاده عن رئاسة الوفد حيث تعطى اللائحة الحالية سلطات مطلقة لرئيس الحزب ولا تحدد مدة رئاسته له. ونبهت المصادر إلى أن التيار الإصلاحي داخل الوفد يسعى حاليا لحشد الوفديين للدعوة لعقد جمعية عمومية للحزب لسحب الثقة من جمعة وأنها ستقوم بالتنسيق مع محور الوفديين الأحرار برئاسة المهندس مجدي سراج الدين والنائب فؤاد بدراوي لتضييق الخناق على جمعة. واعتبرت المصادر أن قرار جمعة بإقالة عبد النور سيكون القشة التي تقصم ظهر البعير فالقرار عكس ما تعطيه اللائحة للوفديين من سلطات استبدادية لرئيس الحزب مشيرة إلى أن قرار جمعة يكشف وجود حالة هلع لديه خصوصا أن تأييد الدولة له قد تراجع في الفترة الأخيرة خصوصا بعد خروج الدكتور يوسف والي حليف نعمان الأول من اللعبة السياسية داخل الحزب والحكومة والبرلمان. من جانبه يرى المهندس مجدي سراج الدين زعيم أحرار الوفد أن نعمات جمعة يعيش حالة من القلق والهلع خصوصا بعد تصاعد المعارضة ضده ووجود شعور عام داخل الحزب بضرورة إنهاء حقبة جمعة كونه المتسبب الأول في الكوارث التي أصابت الحزب في السنوات الأخيرة. ونبه سراج الدين إلى أن قرارات جمعة تعد سباحة ضد التيار وستتسبب في الإطاحة به من مقعده حيث يحمله جميع أعضاء الحزب مسئولية الكوارث التي تعرض لها مرشحوه في انتخابات مجلس الشعب بسبب عدم تقديم جمعة لأي نوع من الدعم المالي أو السياسي للمرشحين. أوضح سراج الدين أن افتقاد جمعة لأي تاريخ سياسي يجعله يضرب عرض الحائط بجميع المشاكل التي تواجه الحزب معتبرا أن تغيير لائحة الحزب وتخفيض السلطات الممنوحة لجمعة هي السبيل الوحيد لمنع الحزب من الانفجار ولكن استبعد أن يوافق جمعة على هذا الطرح مما يشير إلى أن الوفد يتجه إلى نفق مظلم.