تتجه الأوضاع داخل حزب الوفد إلى الانفجار بعد التصريحات التي أدلى بها سكرتير عام الحزب الدكتور السيد البدوي شحاتة والتي تضمنت لأول مرة هجوما حادا على الدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب وتحميله مسئولية تراجع وزن الحزب في الساحة السياسية ، وهو ما ظهر جليا في النتائج المخيبة للآمال التي حصل عليها الحزب في الانتخابات الرئاسية والمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية. ولم يتوقف شحاتة عند هذا الحد بل طالب بضرورة تغيير اللائحة الداخلية للحزب وقصر مدة رئاسة الحزب على فترتين فقط وإجراء إصلاحات داخلية وضرورة عودة الوفديين المفصولين لتصفية الأجواء وبداية مرحلة جديدة من التاريخ الوفدي. وأشعلت هذه التصريحات غضب الدكتور نعمان جمعة ، الذي اعتبر أن هذه مقدمة لتدشين تحالف ضده يضم بدراوي ومنير فخري عبد النور والسيد البدوي ومجدي سراج الدين ، خصوصا أن تصريحات البدوي جاءت متوافقة مع انتقادات وجهها عبد النور لرئيس الحزب اتهمه فيها بعدم تقديم الدعم القوي له في معركته الانتخابية بدائرة الوايلي مما سمح لمنافسه بإلحاق الهزيمة به. من جانبها ، توقعت مصادر وفدية ل"المصريون" أن تشتعل الأزمة داخل الحزب في المرحلة القادمة خصوصا أن هناك احتمالات متزايدة لسقوط غالبية المرشحين الوفديين في المرحلتين الثانية والثالثة ، مما سيعمق أزمة الثقة بين جمعة وأعضاء الهيئة العليا للوفد ، ومما يعزز من هذا أن جبهة أحرار الوفد التي يرأسها مجدي سراج الدين بدأت تكتسب أرضية جديدة داخل الحزب مستغلة حالة التراجع العام التي يعاني منها الحزب. ونقل عن مصادر أن هناك اتجاها متزايد داخل الحزب للدعوة إلى جمعية عمومية للحزب بعد انتهاء انتخابات مجلس الشعب لبحث أوضاع الحزب ومدى الاستعداد لسحب الثقة من جمعة من عدمه. من جانبه ، أكد مجدي سراج الدين زعيم جبهة أحرار الوفد ضرورة وجود تجمع قوي من الوفديين الشرفاء لإنقاذ الحزب مما آل عليه فقد تسببت سياسات جمعة المتعسفة في تراجع وزن الحزب السياسي ونقص الدعم الشعبي عنه. دعا سراج الدين إلى ضرورة أن يحشد شرفاء الوفد صفوفهم للدعوة إلى جمعية عمومية لتحرير الحزب من نفوذ جمعة وإعادة صياغة اللوائح الداخلية للحزب ودور الهيئة العليا التي نجح جمعة في تحييدها منذ فترة لضمان السيطرة على الحزب