سلطت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه" الألمانية, الضوء على محادثات الأخيرة في ال"استانا" بشأن الأزمة السورية, حيث قالت :" إن كل من "بوتين" و"أردوغان" يبحثون عن وسيلة للخروج من الصراع السوري, ومن الحرب التجارية بها",أم من جهة إذا كان هذه المبادرات ستنجح أم لا، فلا يزال الأمر موضع شك إلى حد الآن . وأوضحت الصحيفة أن كل من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريدان احتواء الوضع في سوريا, عن طريق إنشاء " مناطق أمنة", مشيرة إلى أن بعد اجتماع الرئيسين أمس الأربعاء في مدينة "سوتشي" الروسية, قال "اردوغان" إن "هذه المناطق ستكون "المفتاح" لوقف إراقة الدماء في سوريا . وتابعت الصحيفة أن المحادثات الأخيرة التي تستضيفها ال" آستانا" بين أطراف الصراع السوري تحمل أهمية خاصة، إذا يؤمل أن تؤدي إلى التوافق على اقتراح تقدمت به روسيا لإرساء "مناطق آمنة " في سوريا, حيث كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء عن هذه المبادرة الروسية، داعيا إلى إقامة "مناطق أمنة" بهدف "تهدئة" الوضع في سوريا . وذكرت الصحيفة أن الوثيقة تقترح إنشاء "مناطق تخفيض التصعيد" في محافظة إدلب وفي شمال حمص وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق وفي جنوبسوريا,وهو ما تراه المعارضة السورية مجرد إجراء "مؤقت" لتخفيف من الأوضاع الإنسانية الصعبة للمدنين هناك, ومن الضغط الدولي على روسيا بشأن دعمها "المطلق" للأسد, مؤكدين على موقفهم الأساسي المتمثل "بعدم قبول أي بديل عن الانتقال السياسي", بينما توافق عليه الحكومة السورية وترحب به . ولتوضيح الصورة بشكل كامل, قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إن "هناك أربع وثائق لإنشاء مناطق منخفضة التوتر في سوريا، وإنه تم التوصل إلى "حلول وسط" في 3 منها، معربا عن أمله في التوقيع بنهاية المحادثات على الوثائق الأربع. وأردف "أوغلو" أنه سيتم وضع "نقاط تفتيش" و"مراكز مراقبة لضمان تنفيذ أحكام نظام وقف إطلاق النار" سينتشر فيها عناصر من قوات النظام و الفصائل المعارضة ,وأشارت الوثيقة إلى انه "يمكن نشر الوحدات العسكرية التابعة للدول المراقبة في المناطق الأمنية"، من دون تحديد من هي تلك الدول . وبشأن التفرقة بين المناطق الآمنة ومناطق تخفيض التصعيد, يرى مراقبون أن إقامة "مناطق آمنة" أو "مناطق تخفيف تصعيد" هو عبارة مبهمة ويمكن أن تقترب من مفهوم المنطقة العازلة التي سبق أن طالبت بها تركيا وأشار إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدى تسلمه الحكم . ولفتت الصحيفة النظر إلى أن العلاقة بين روسياوتركيا شهدت نقلة حقيقية، في الوقت الذي تراجعت فيه العلاقات التركية الأوروبية, كما تعززت هذه العلاقة من خلال المشاورات المستمرة والمباشرة التي جمعت بين "بوتين" و"أردوغان" حول الأوضاع الإقليمية عن طريق الاتصالات الهاتفية المتكررة, نتج عنها عودة السياحة الروسية مرة أخرى في تركيا, والتي تراجعت بصورة ملحوظة بعد إسقاط المقاتلة الروسية، حيث تراجع عدد السائحين الروس القادمين إلى تركيا بنحو 93 في % مقارنة بالاعوام الماضية, فتعد روسيا ثاني أكبر سوق لقطاع السياحة في تركيا بعد ألمانيا .