والد شهيد سوهاج: شقيق الشهيد "الأخرس" حائر بين المحافظة ووزارة الصحة للحصول على وظيفته والدة شهيد المنيا: أطالب الرئيس السيسى بالتدخل للحصول على وظيفة لشقيق الشهيد "النصر أو الشهادة" شعار معنوى يحفز كل جندى مصرى للدفاع عن أرضه، فلا شيء أعظم من نيل الشهادة فى سبيل الله والوطن، فهى حلم كل مصرى يقف مدافعًا عن أرضه ووطنه, فبقلوب تتحلى بالصبر راضية بقضاء الله وقدره، ودع بعض الأسر المصرية أعز ما لها من فلذة أكبادها لا تشكو همها وحزنها بعد فقدان أبنائهم إلا لله، تدعوه ليل نهار بأن يغفر الله لهم ويتقبلهم من الشهداء، وأن يكونوا لهم شفعاء, لا سيما بعد أن شهدت الفترة الأخيرة استهداف العديد من المنشآت العسكرية والأكمنة الشرطية، من قبل جماعات مسلحة لا دين لها ولا وطن، والذى راح ضحيته العديد من أرواح الأبرياء من أبناء المصريين من قوات الجيش والشرطة, رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ضحوا بأرواحهم من أجل رفعة وإعلاء الوطن، أقسموا للدفاع عن أرضهم فكان قسمهم "أقسم بالله العظيم، أن أكون جنديًا وفيًا لجمهورية مصر العربية، محافظًا على أمنها وسلامتها حاميًا ومدافعاً عنها، فى البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية، مخلصًا لرئيس الجمهورية، مطيعًا للأوامر العسكرية، ومنفذًا لأوامر قادتي، ومحافظًا على سلاحى لا أتركه قط حتى أذوق الموت، والله على ما أقول شهيد". وفى إطار ذلك، رصدت "المصريون" مآسى بعض أسر الشهداء بعد فقدان أبنائهم، ومطالبهم، وكيف تلقوا خبر وفاة استشهاد ذويهم حتى لا يكونوا طى النسيان. القوات المسلحة لم تتركنى وحيدًا بعد استشهاد ابنى "بعد استشهاد ابنى انقطع أكل عيشى بالسعودية".. هكذا قال حربى محمود حماد، والد الشهيد محمود حربي، والذى يقيم بقرية العتامنة التابعة لمركز طما شمال محافظة سوهاج، والذى يعمل عاملاً بالمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أنه تلقى خبر وفاة ابنه الذى لم يكمل ال21 عامًا، خلال وجوده فى السعودية، وأن ابنه استشهد فى 29/7/2016، أثناء نزوله لقضاء إجازته نتيجة انفجار وقع خلال سير السيارة فى سيناء فكان مصيره الشهادة. وأضاف حربى قائلا: "ابنى استشهد فى يوم الجمعة وتلقيت الخبر يوم السبت صباحًا، وأنا ذاهب إلى عملى فى المملكة العربية السعودية، خاصة أنه لم يبلغنى أحد، ولكنى أجريت اتصالاً بالصدفة للاطمئنان على أهلي، فشعرت من خلال كلامى معهم بشيء ما يخفونه عني، فألححت عليهم، لكى أعرف سبب حزنهم حتى أخبرونى باستشهاد ابنى الذى انتظرته أن ينهى مدة خدمته فى الجيش لكى يقف بجانبى ويساعدني، لكن عندما سمعت خبر استشهاده لم أشعر بشيء من شدة المفاجأة المحزنة، التى تبكى القلوب، فقررت النزول إلى مصر، ولكنى عندما رجعت إلى أهلى لم أتمكن من حضور جنازته بسبب بُعد المسافة بين مصر والسعودية. وأشار حربى إلى أن ابنه قبل أن ينال الشهادة لم يتمكن من الحصول على إجازة لمدة ثلاثة أشهر، موضحًا أن ابنه كان محبوبًا من الجميع وحسن التعامل مع أهله وجيرانه وأصحابه. وقال حربي: "نجلى الشهيد له شقيق ولكنه أخرس لا يسمع ولا يتكلم، وهذا ما يحزنني، ولكنى لا أعترض على قضاء الله وقدره، فالشهادة الكل يتمناها، ولكن الله يصطفى من يشاء من عباده لكى ينالوا الشهادة"، داعياً الله أن يجمعه بابنه فى الجنة، وأن يصبر والدته التى تعانى الكثير من التعب وتدهور حالتها الصحية بعد فراق ابنها الذى راح ضحية الغدر والخيانة من أشخاص لا دين لهم وكل هدفهم السعى فى الأرض فسادًا وزهق أرواح الأبرياء من أبناء الوطن، ولكن الله لهم بالمرصاد. وأضاف حربي، أن القوات المسلحة بعد استشهاد ابنى لم تتركنى وحيدًا، وقدمت لى معاشًا ووعدتنى بوظيفة لأحد أبنائي، ولكن ابنى الثانى كما أوضحت هو شخص "أخرس"، فذهبت إلى مقر وزارة الدفاع لإنهاء بعض الأوراق الخاصة به لكى نتمكن من الحصول على الوظيفة، فأخبرونى بأن أذهب إلى مقر محافظة سوهاج للحصول على ختم لبعض الأوراق الخاصة بالتعيين، ولكنى فوجئت بالرفض، وطلبوا منى أوراقًا من وزارة الصحة توضح أن ابنى ما زال يعانى من "الخرس"، فقولت لهم بأن ابنى مولود بهذه الإعاقة، ويعانى منها منذ الطفولة ومعه شهادة من مدرسة الصم والبكم، وهذه أوراقه أمامكم ولكنهم لم يعترفوا بها، وحتى الآن لم آخذ حق شقيق الشهيد فى الوظيفة، التى وعدتنى بها القوات المسلحة، مطالبًا وزير الدفاع بالتدخل لحل المشكلة. وأعرب حربي، عن حزنه على فراق نجله الشهيد قائلاً: "الضنا غالي.. ومهما أخذت أموالا من الدولة ومعاشا فلن يعوضنى عن فقدان ابنى الذى ربيته وانتظرته حتى كبر أمام عينى وسافرت من أجله وأجل إخوته، وفجأة لم أجده كما انتظرته منذ الصغر، خاصة أننى من أسرة متوسطة". وأشار حربى إلى أنه عند تشييع جنازة نجله الشهيد شارك فيها العديد من المسئولين فى تشييع جنازته وعلى رأسهم محافظ سوهاج ومدير الأمن وبعض القيادات الأمنية، الذين قدموا له التعازي. وعبر حربى عن فرحته وسعادته عندما يقال له يا "أبو الشهيد"، مضيفًا أن هذه الكلمة كبيرة لا يشعر بها إلا من هو فى هذا الموقف، حامدًا الله أن ابنه مات شهيدًا فى ظل الأوضاع التى تشهدها الصعيد من الثأر والخلافات العائلية، مشيرًا إلى أن ابنه الشهيد أضاف له قيمة وسط جيرانه بكلمة "أبو الشهيد". وأكد حربي، أن جماعة الإخوان المسلمين بريئة من دم ابنه, موضحًا أن هناك فرقًا بين الإخوان الذين يعيشون معنا وبين الإرهاب الذى يستهدف أرواح المجندين، معتبراً أن الإخوان جماعة سلمية، ولم ير منهم أى عمل تخريبي، خاصة أن هناك من شباب الجماعة يؤدون الخدمة العسكرية مثلهم مثل غيرهم من أبناء الوطن، موضحًا أن ما يحدث فى سيناء يصب فى مصلحة بعض الدول الأجنبية، والهدف منه تفريق الشعب المصري. وطالب حربي، الرئيس السيسى بأن يهتم بأسر الشهداء ومحاسبة المقصرين فى عدم تنفيذ أوامره بتقديم وظيفة لأهالى الشهداء، الذين وعدتهم الدولة بها، خاصة أن هؤلاء لم يتأخروا فى الدفاع عن أرضهم وتلبية نداء الواجب الوطني, مشيرًا إلى أنه لو كان على علم بأن ابنه سينال الشهادة لم يمنعه من أداء الخدمة العسكرية، لأن هذا شرف وفريضة يدفعها المخلصون لبلدهم فقط. "جنازة ابنى كانت فرح" "مهما أتكلم وأقول مش هوفّى حق ابنى فى الاحترام والأدب والأخلاق".. هكذا قالت سوزان حلمي، والدة الشهيد محمد خلف، ابن محافظة المنيا والمقيمة فى محافظة الجيزة، وأكدت أن نجلها استشهد فى كمين الجورة بمحافظة شمال سيناء وكان معروفًا وسط أصحابه "بالجيزاوي"، وقد استشهد يوم الخميس 14/1/2016، قبل انتهاء مدة خدمته العسكرية بشهور، والذى كان يتمنى أن ينهى مدته خدمته لكى يتمكن من مساعدة والده والوقوف بجانب أشقائه. وتابعت والدة الشهيد: "زوجى يعمل حارس عقار وابنى الشهيد فى بداية خدمته العسكرية طلب من أحد الضباط بأن يشارك فى الخدمات الأمنية خارج الكتيبة العسكرية الموجود بها لمداهمة البؤر الإجرامية، لكنه لم يكن يعلم أنه سيلاقى مصيره بعد خروجه من الكتيبة, وقد تلقيت خبر استشهاده فى وقت متأخر من الليل، ولكنى لم أصدق الخبر، خاصة أننا دائمو الاتصال به يوميًا، فلجأنا إلى الاتصال بشخص آخر، ولكن الخبر لم يكن كاذبًا كما توقعنا، وقال لنا "استودعوا ابنكم عند الله شهيدًا". وأشارت والدة الشهيد إلى أن ابنها استشهد فى انفجار عبوة ناسفة بالقرب من جبل الحلال، فى أثناء مداهمة بعض البؤر الإجرامية. وقالت والدة الشهيد: "جنازة ابنى لم تكن جنازة، ولكن كانت فرحًا، وكان هناك حشد من الشباب بجانب الشخصيات والمسئولين الذين شاركوا فى تشييع الجنازة, وبعدها تم تكريمنا من المحافظ، ووقفت المؤسسة العسكرية بجانبنا وقدمت لنا معاشًا ثابتًا وحج بيت الله الحرام، ووظيفة لنا ولكننا لم نحصل عليها حتى الآن. وأضافت: كلما ذهبت لمحافظ المنيا لطلب وظيفة لشقيق الشهيد، يقول لنا لا توجد وظائف، فهل الوظيفة التى قدمتها لنا وزارة الدفاع تتبع وزارة القوى العاملة أم هى منحة من القوات المسلحة؟ وأرجو من الرئيس عبد الفتاح السيسى التدخل لحل هذه المشكلة، وإيجاد وظيفة لشقيق الشهيد الذى وهب حياته دفاعًا عن بلده. وأشادت والدة الشهيد بدور الدولة وما قدمته المؤسسة العسكرية لهم، خاصة بعد وضع اسم ابنها الشهيد على إحدى المدارس، متمنية أن تصبح مصر مثل باقى الدول التى تهتم بحماية أرواح أبنائها.