سادت حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين في محافظة القليوبية وخاصة المزارعين في عدد من القرى بعد أن تحولت الترع والمصارف إلى مقلب للقمامة والحيوانات النافقة، ويضاف إلى ذلك المخاطر الصحية والبيئية، والتي تهدد حياة قاطني المناطق السكنية حولها، وأصبحت خارج الخدمة، وتهدد بكوارث مفاجئة بعد أن تحولت لمنبع للأوبئة والفيروسات، وتمثل كوارث صحية وقنابل بيئية وبؤر تلوث ومصادر للأوبئة والأمراض، تخترق الكتل السكنية، وتحول حياة السكان المقيمين بجوارها إلى جحيم. وفي مركز قليوب يعاني المزارعون من مشكلات تهدد حياتهم وتنذر بتدمير الزراعة المورد الرئيسي لحياة الآلاف من أهالي مركز قليوب الذي يضم عشرات القرى. يستغيث أهالي ومزارعو عدد من القرى التابعة لمركز قليوب من تلوث مياه ترعة القرية بالقمامة والحيوانات النافقة، بالإضافة إلى مخلفات المصانع التي تقوم بالتفريغ عبر وصلة غير قانونية على طريق مصر – إسكندرية الزراعي التي تصب مخلفاتها وصرفها في ترعة قلما التي تعد المصدر الوحيد للري بالقرية. واتهم أهالي القرية مصانع بعينها بصب مخلفاتها بالترعة وسط غياب تام من المسئولين، وحذر الأهالي من تفشي الأمراض والأوبئة جراء اختلاط تلك المخلفات بمياه الري التي تعتمد عليها الزراعة بشكل كبير في القرية، مؤكدين أن استخدام مياه الترعة في ري الأراضي الزراعية يهدد بتلوث الزراعات وانتقال الأوبئة للأهالي وللماشية بعد تناول تلك المزروعات. وتظهر الصور تلوث مياه ترعة قلما أمام منطقة "ماكينة الطحين" في الطريق الداخلي للقرية المتجه لقرية كفر أبوجمعة التابعة أيضا لمركز قليوب، كما يظهر انسداد مجرى الترعة بالقمامة والمخلفات والحيوانات النافقة. واتهم أهالي القرية مسئولي الري بالتقاعس عن أداء دورهم في تطهير الترعة ومحاسبة من يقوم بإلقاء المخلفات بها، محذرين من أن الترعة قد تحولت لبؤرة تلوث، حيث أصبحت مركزا لإلقاء القمامة والمخلفات والحيوانات النافقة. وفي مركز شبين القناطر تحولت الترعة من امتداد بحر شبين القناطر من ناحية المريج وتمر بقريتي المريج والحزانية إلى مقلب من القمامة والحيوانات النافقة. قال الحاج فتحي، أحد الأهالى، إنهم استغاثوا أكثر من مرة بالمسئولين وطالبوا بتنظيف الترعة خوفًا على أراضيهم من البوار، لكنهم "ودن من طين وودن من عجين"، مؤكدًا أن القمامة غطت الترعة بالكامل، مما أدى إلى منع المياه عن أراضيهم وتراكمها في مدخل القرية. وناشد إبراهيم عامر، أحد السكان، المسئولين بتطهير الترعة من القمامة، التي أصبحت مأوى للثعابين والحشرات الضارة، والتي تعرض حياتهم للخطر وتعرض أطفالهم للموت. بينما تقول الحاجة أم إبراهيم، فلاحة، إن الترع أصبحت بيئة خصبة لانتشار الحشرات، ومستنقعًا للأوبئة، ومصدرًا للأمراض الفتاكة، مؤكدة أن عددا كبيرا من الأهالي أصيبوا بالأمراض الصدرية المزمنة بسبب انتشار الروائح التى تنبعث من الحيوانات النافقة التي تملأ الترع والمصارف. وأضاف إبراهيم عوض، أن القليوبية من المحافظات الزراعية، وتعتمد أراضيها فى المقام الأول على مياه الترع والمصارف في ري أراضيها والتي أصبحت غير صالحة بسبب تصريف مياه الصرف الصحى بها، وإلقاء المخلفات، ما يؤثر بشكل سلبى على صحة المواطنين بعد تناولهم الخضروات التى يتم حصدها من تلك المساحات، خاصة أن قطع الأراضى التى يتم ريها بمياه غير ملوثة من الترع التى تغذى محطات مياه الشرب قليل. وأرجع إبراهيم، السبب في ذلك إلى عدم إدخال منظومة الصرف الصحى لمعظم قرى القليوبية، وعدم تطبيق منظومة جمع القمامة يدفع الأهالي وأصحاب سيارات الكسح بتصريف المياه وإلقاء القمامة فى أقرب الترع والمصارف.