تحولت ترعة "الخليج الشامي"، التي تروي مئات الأفدنة في قرى قها وسنديون وقلما بقليوب في محافظة القليوبية، إلى مصرف عمومي ممتلئ بمخلافات كيميائية والصرف الصحي، وتذهب محاصيل تلك الأفدنة الزراعية إلى أسواق شبرا الخيمة والقاهرة. يقول هشام بكر عبد الحي مزارع من قرية سنديون، إن ترعة الخليج الشامي تحولت بفعل الإهمال إلى بؤرة تلوث بعد إلقاء مصانع قليوب وسنديون مياه المصانع بها، ما ادى إلى انتشار أمراض الكبد والفشل الكلوي بين الأهالي. وأضاف "محروس محمد "، من قرية قلما، أن كل الأراضي الواقعه على هذه الترعه بداية من قليوب وانتهاء بقها تزرع بالكرنب والبطاطس والكوسة والطماطم وأنواع أخرى من الخضار وكل هذا يتم توريده لأسواق شبرا الخيمه والقاهرة. وتابع: "الأخطر هو قيام المواطنين بتوصيل خزانات منازلهم على الترعة مباشرة وقيام أصحاب سيارات الكسح بصرف وإلقاء حمولتهم في هذه الترعة علاوة على قيام مجموعة من المصانع بصرف مخلفاتها الخطرة هى الأخرى على الترعة، إضافة إلى إلقاء الحيوانات النافقة فيها". من جانبه أوضح الدكتور إبراهيم راجح، وكيل كلية الطب البشري بجامعة بنها، أن مياه هذه الترعة تتسبب في انتشار الميكروبات المسببة للأمراض التي تنتقل للفلاح أولا. وأضاف "راجح" ل"التحرير"، أن تناول الخضروات، التي تم ريها بالمياه الملوثة، تسبب في ارتفاع أعداد المصابين بأمراض الكبد والكلى في هذه المناطق التي تعتمد في ري أراضيها على مثل هذه المياه. ويقول المهندس محمد كامل، القائم بأعمال وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إن ترعة الشامي تخترق زمام كفر أبو جمعة وقلما وسنديون وقها وتروى 1200 فدان، منوهًا لتعرضها لانتهاكات من جانب سيارات كسح خزانات المنازل، التي تلقي حمولتها بها علاوة على قيام الأهالي بالقاء القمامة الحيونات النافقة الأمر الذى يتسبب فى تلوث مياهها. وطالب كامل القائمين على جهاز شؤن البيئة بالوحدات المحلية بتحرير محاضر لتلك السيارات. وأكد الدكتور طارق عواض وكيل وزارة الرى بالقليوبية أن المديرية تحرر محاضر بيئية لكل مواطن ضبط بتوصيل خزان منزله على الترعة، مضيفًا أن الري بالاشتراك مع شرطة المسطحات والبيئة، ضبطت العديد من سيارت الكسح تلك وصادرتها، وغرمت أصحابها.