"المؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين" .. هذا الحديث انطبق على حازم صلاح أبو إسماعيل فى لقاءين مع .. مجدى الجلاد مرة .. ومع يسرى فودة فى مرة أخرى.. ومن وجهة نظرى فقد استفاد أبو إسماعيل من خلال تعامُله مع الإعلاميين .. وفهم "خباياهم" و"ألاعيبهم" .. أرجو ألا يهاجمنى أحد حتى يكمل قراءة المقال للنهاية .. والحكم لكم فى النهاية .. فقد ظهر أبو إسماعيل وهو الذى "لسع من الشوربة" مرات مع الكثير من الإعلاميين .. ف"نفخ فى الزبادى" مع يسرى فودة فى آخر لقاء جمعه به فى برنامجه "آخر كلام" .. ولو عُدنا للخلف .. لشهر 12/2011 .. لنشاهد لقاء حازم صلاح أبو إسماعيل .. فى بداية إعلانه عن نيته الترشح للرئاسة بمجدى الجلاد فى قناة "سى بى سى". وكان حوارًا، من وجهة نظرى، فى غاية السوء والخفة، وهو يعتبر من بدايات معرفة أبو إسماعيل بالحوارات الصحفية .. وهو الحوار "التافه" الذى دفعنى دفعًا إلى إغلاق التليفزيون بعد أن فار دمى لأسئلته التافهة .. التى ظهرت وكأنها "أفلام تجارية".. فمن المفترض أن الجلاد يجرى حوارًا مع شخص ينتوى الترشح للرئاسة .. لكنه، تبعًا لتوجُّه قناة "سى بى سى"، وضع أمام ضيفه أسئلة .. أقل ما يقال عنها .. أنها غاية فى التفاهة .. فكانت تدور حول .. هل لو أصبح رئيسًا فسوف يفرض الحجاب على النساء .. ولزيادة إحراج أبو إسماعيل .. أكد الجلاد أن ابنته ليست محجبة .. وهو لن يفرض عليها الحجاب فى يوم من الأيام .. بينما أبو إسماعيل ينساق معه على الموجة التى يريدها .. ويتحدث عن الحجاب .. ثم يسأله عن منع لقاء "المحبين" !! .. وأخذ الجلاد، بطريقة غريبة .. يردد لو فرض أنى أحببت واحدة وجلست معها فى أى مكان، فسوف تمنعنى من أن أجالسها؟ .. وظل يكرر السؤال ولكن بألوان وصيغ مختلفة .. وأبو إسماعيل يجاوب ... وهو المنتظر .. فى عصر المصالح .. ومحاربة كل ما يمُت من قريب أو بعيد بالإسلاميين .. سار الحوار على هذا النحو .. ولم تأتِ سيرة الاقتصاد ولا مشاكل الفقراء والمُعدَمين والمرضى والفلاحين .. فالهدف من الحوار هو الخروج برسالة تقول إن أبو إسماعيل رجل "متشدد" .. وسوف يغلق الأبواب المفتوحة .. وكأن مشاكل مصر تبلورت فى "ديل حصان" و"مسكة إيد".. وأعتقد أن أبو إسماعيل، فى هذه الفترة، لم يكن على دراية كاملة ب"أفاعيل" الإعلام؛ ولذا انساق وراء الجلاد .. ليُظهره بدوره "جلادًا" سوف يأتى ليُلهب ظهور المصريين بالسياط .. ولو كنتُ أنا مكانه وقتها لفرملته ووجهت الحوار للجهة التى تهم الشعب وليس لخدمة أجندة قناة "سى بى سى" ومَن يعمل بها ومن ورائها، ولكن الحوار لم يحقق الغرض منه، واكتسحت شعبية أبو إسماعيل الشارع المصرى، والتى لم يقف فى وجهها سِوى استبعاده من قِبَل اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة. ويوم الاثنين الماضى وجدت أبو إسماعيل آخر .. فقد تعلَّم الرجل من الدرس .. وأصبح على دراية ووعى بحِيَل الإعلاميين.. وهو ما ظهر جليًا فى حواره مع الإعلامى "يسرى فودة"، والذى رفع لى الضغط وجعل الدم يفور فى عروقى .. وعلى طريقة الجلاد فى حواره مع أبو إسماعيل سار فودة، تبعًا لسياسة قناة "أون تى فى" أيضًا .. سأل فودة حازم حول أنه كان يستطيع أن يفض اعتصام العباسية وحقن الدماء التى سالت .. فردَّ أبو إسماعيل بأن مَن تواجدوا من أنصاره، ولكنه لا يملك تحريكهم أو فض اعتصامهم .. وبالرغم من ذلك فقد وجَّه لهم النداء لمرات عديدة بفض الاعتصام ولكنهم لم يستجيبوا .. فيسأل فودة ثانية لماذا لم تسعَ وهم من "مريديك" و"محبيك" بتوجيههم وفض اعتصامهم .. فيرد أبو إسماعيل بأنه فعل والدليل الفيس بوك والفيديوهات المتاحة على النت، فيسأل ثالثًا بعد أن يعرض له فيديو، وصفه أبو إسماعيل بأنه فيديو منتقًى لخدمة فكرة البرنامج ضده، بأن الناس تستجيب له، فرد عليه بما قاله فى المرتين الماضيتين .. فيسأل ويسأل ويسأل .. والآن أشعر بأنكم مللتم .. وهو ما حدث لى أيضًا وأنا أشاهد الحوار .. وأحسست بمدى ضيق أبو إسماعيل .. وأشكره على محافظته بقدر الإمكان على هدوئه .. ورده بمنتهى الذوق .. على السؤال الذى تدور حوله الحلقة !!، وأبو إسماعيل يكرر: لقد جاوبت للمرة العاشرة على سؤالك .. وأنت تصر أن تُظهرنى كما تريد .. وفى النهاية قال له: أحس بأنك لا تستمع إلىَّ، دون أن يتأثر فودة ويقلع عن تكرار السؤال. [email protected]