اعلن رئيس حزب "الوفد" الليبرالي الدكتور سيد البدوي رفضه لتشكيك الإخوان والسلفيين في نزاهة لجنة الانتخابات الرئاسية ، مطالبا رئيس اللجنة المستشار فاروق سلطان بالتنحي بسبب الجدل الدائر حاليا واحتراما لسيادة القضاء . وانتقد البدوي ، في لقاء تلفزيوني عبر برنامج "الحقيقة" على قناة "دريم 2"، آداء جماعة الإخوان المسلمين السياسي ، ووصفهم بأنهم كانوا نهمين للسلطة ، وظهر ذلك في الأخطاء التي ارتكبوها داخل البرلمان والصدام الذي حصل مع المجلس العسكري والحكومة ، مشيرا الى أن التعديل الوزاري المحدود جاء لحفظ ماء وجه البرلمان. وأضاف أن من مصلحتنا ان يحدث انتقال سلمي للسلطة وان يعود الجيش الى ثكناته ،مشدد على أن الإخوان استفادوا من الدرس بعد تحذير المجلس العسكري للإخوان عندما قال "عليهم أن يقرأوا التاريخ " ، في إشارة الى سيناريو 54 . وتابع قائلا : " ان الصدام لا يعني اعتقالات اوتكرار سيناريو 54 بحذافيره ، ولكن الصدام يعطل الانتقال السلمي للسطة" . وحول تحالف "الوفد" مع جماعة الإخوان قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة ،قال : " ان سوء فهم التحالف الديمقراطي من أجل مصر هوالذي اصبنا بالضرر ، مشيرا الى أن التحالف كان من اجل وثيقة تعتبر الآن المرجعية الأساسية للدستورالقادم ، والتي وقع عليها احزاب النور والحرية والعدالة والوفد وباقي الأحزاب السلفية ، وهي وثيقة تنص على اقامة دولة مدنية قائمة على المواطنة والمساواة مع تجريم التمييز وكفالة حرية العقيد والعبادة ، فضلا عن تطرقها الى النظام الاقتصادي والسياسي للدولة". وأكد أن التحالف الديمقراطي من أجل مصر لم يكن تحالف انتخابي ، بل كان تحالف سياسي فقط ، موضحا أن حزب "الوفد" دفع في الانتخابات البرلمانية ثمن الاستقطاب الديني الاسلامي والذي قابلة استقطاب ديني مسيحي . وكشف رئيس حزب "الوفد" انه اتصل بالسفير السعودي في مصر بعد قرارالعاهل السعودي اغلاق السفارة بعد المظاهرات الاحتجاجية على خلفية قضية الجيزاوي ، مشيرا الى أن السفارة السعودية أصرت على دفع تكاليف الطائرة التي استقلها الوفد البرلماني الشعبي المصري اثناء ذهابة الى الرياض لاحتواء الأزمة . وحول الانتقادات الموجهة لضخامة الوفد الشعبي ، أضاف "أن هناك عدد من الشخصيات العامة حزنت لعدم وجودها من ضمن الوفد ، وذلك يعكس عمق العلاقات بين مصر والسعودية ". وتوقع البدوي حل مجلس الشعب واجراء انتخابات برلمانية قريبا جدا ، قائلا :" ان الرئيس القادم يجب ان يحل البرلمان بغرفتيه، بغض النظر عن قرار المحكمة الدستورية ، مضيفا :" نحن بصدد وضع دستور جديد للبلاد وعلى أساسه سيتم تصحيح عورات كثيرة موجودة في الدستور القديم الذي علي اساسه انتخب البرلمان الحالي .. ومنها مثلا نسبة العمال الفلاحين ، وربما ينص الدستور الجديد على الغاء مجلس الشورى ". واقترح عقد اجتماع بين كافة القوى السياسية والأحزاب قبل الانتخابات الرئاسية ، للاتفاق على الخطوط العريضة للدستور القادم ، موضحا "نحن وضعنا نفسنا في ورطة كبيرة عندما لم نضع الدستورقبل اجراء الانتخابات .. وعلينا ان نتفق الآن على سلطات رئيس الجمهورية، ونظام الحكم وان مصر دولة ديمقراطية حديثة اساسها المواطنة والقانون". ورأى الدكتور البدوي أنه ليس من مصلحة مصر فوز مرشح اسلامي بمنصب الرئاسة ، "لأن ذلك قد يفرض قيود وحصار علينا من قبل المجتمع الدولي والذي قد يكون غير معلن ، وخاصة أن مصر لا تستطيع ان تنهض بمفردها بل تحتاج الى تعاون دولي واقليمي". ودافع عن تأييد حزب "الوفد" لعمرو موسى في الانتخابات الرئاسية ، قائلا : "ان مواصفات رئيس الجمهورية تنطبق على موسى ، من حيث العلاقات الخارجية والاقليمية له ..ولم يكن محسوب على النظام السابق ابدا" ، مشيرا الى ان فرصه بالفوز كبيرة ،وفق استطلاعات الرأي الموثوق فيها . وفي نهاية حديثة ، دعا المجلس العسكري الى المبادرة بدعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية ، مع تحديد المواعيد ، للخروج من المأزق القانوني الحالي بعد قرار محكمة القضاء الاداري بوقف الانتخابات .