لا شك أن كلا منا يبحث عن الطمأنينة في حياته ، و للطمأنينة أسباب ذكرها المولى جل و علا في كتابه، منها ذكر الله ؛قال تعالى ?الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ? ]الرعد :28[ ، و أعظم الذكر القرآن الكريم ، فيدخل فيه التلاوة و السماع و غيرها و كذلك الأذكار الموظفة ، كأذكار الصباح و المساء و ختام الصلوات، و الأذكار العامة كالاستغفار و الحمد و التكبير و التهليل و الحوقلة ، فالطمأنينة لن تأتي من الأغاني و الأفلام و المسلسلات التي فيها من المحرمات ما الله به عليم و التي تشغل الناس عن الصلاة و الذكر. من أسباب الطمأنينة في البيوت أيضا العمل الصالح ؛ قال تعالى ? مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? ]النحل :97[، فالعمل الصالح بعمومه سبب للحياة الطيبة في الدنيا ة الآخرة أيضا من أسباب العمل الصالح الرزق ؛ فالمال هو قوام الحياة و قد استعاذ النبي صلى الله عليه و سلم من الفقر ، و للرزق أسباب كثيرة منها الصلاة ؛ قال تعالى ?وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى? ]طه:132[ و منها الاستغفار قال تعالى? فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ? ]نوح:10 - 12.[ و منها صلة الرحم و الزواج و الإنجاب و الدعاء و التقوى و العمل الصالح و كلها عليها دليل من الكتاب أو السنة. من أسباب الطمأنينة في البيوت أيضا غض البصر و تجنب الاختلاط بين الرجال و النساء الأجانب ؛لأن ذك مدعاة إلا إزالة الحواجز بين الرجال و النساء، و اطلاع كل منهم على صفات تنقص زوجها أو زوجته ،مما يؤدي إلى نقصان قدر الزوج أو الزوجة في عين أزواجهم مما يكون مدعاة للطلاق و خراب البيوت ،و كم من ويلات أتت بها بعض المسلسلات التركية بسبب إعجاب الزوجة ببطل المسلسل لوسامته أو رومانسيته المزعومة و كان المآل في آخر الأمر الطلاق، و لا شك أن كل إنسان فيه من العيوب و النقائص فلا أحد كاملا ، لذلك فإن تجنب مثل هذه الأمور أدعى لطمأنينة البيت. و من أسباب الطمأنينة في البيوت أيضا الاهتمام بالطفل، و باحتياجاته النفسية، فالطفل يحتاج إلى أمور ثلاثة : أولا : الحب: فينبغي على الوالدين إشعار الطفل بالحب،بالمظاهر المختلفة من التقبيل و المعانقة و بالكلمة، إلى غير ذلك من الأمور التي تساعد على سلامة صحته النفسية. ثانيا: الأمان فالطفل يحتاج أن يشعر بالأمان فينبغي على الوالدين الحرص على إشعار الطفل بالأمان و عدم تخويفه، ولو كنوع من العقوبة ،فإنه من الضار جدا بسلامة نفسية الطفل العقوبة بالتخويف كقولهم :سنتركك وحدك ، أو ستنزل من السيارة أو حبسه في مكان مغلق أو مظلم، أو أن يحكوا له حكايات مخيفة قد تخيفه فيصبح إنسانا جبانا في كبره. ثالثا:التشجيع و الاعتبار: فينبغي على الوالدين تشجيع الطفل إذا عمل عملا إيجابيا، و ذلك بالكلمة الطيبة أو المكافأة حتى تعطيه الثقة في أنه يستطيع بتوفيق الله أن يفعل كذا و كذا ، فتصبح شخصيته إيجابية ،فيها من الإقدام و ليس فيها من التراجع و عدم الثقة في النفس ، و في تاريخنا الإسلامي ما يؤيد ذلك؛ فكانت أم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين تغرز فيه أنه سيكون سيدا في قومه و قد كان ، وكذلك أم محمد الفاتح كانت تغرز فيه فتح القسطنطينية في صغره و قد فعل في كبره ذلك. و أخيرا فينبغي على الأسرة المسلمة أن تهتم بهذه الأمور حتى تصبح بيوتنا مطمئنة فتخرج أجيالا نفخر بها في المستقبل و الحمد لله رب العالمين كتبه م.هيثم مجدي الحداد [email protected]