من المؤكد أن دخول رجل الدين الشيعى اللبنانى، المقيم فى مدينة قم الإيرانية، منذ سنوات طويلة جدًا آية الله على الكوراني، وافتتاحه أول "حسينية" فى مصر فى الأسبوع الماضى، لا يدع مجالا للشك بأننا افتقدنا الأرشيف المهم الذى كان يفهمه رجال المؤسسة الأمنية ويرتبط بالأمن القومى لمصر. هذا الأرشيف لا ندرى هل هو موجود أم تمت سرقته خلال عمليات اقتحام مقار أمن الدولة بعد الثورة، لكنه على أى حال غائب حاليًا عن الساحة، بدليل أن زيارة الكورانى، وليس افتتاح الحسينية بكل أريحية بواسطته، يعنى أن أبواب مصر مفتوحة على مصراعيها للعبث بدون معلومات متوفرة عن العابثين. الاستغراب حول دخول الكورانى جاء على لسان إعلاميين ومراقبين شيعة فى لبنان وطهران لأن الرجل معروف بعمله الاستخباراتى مع المخابرات الإيرانية والحرس الثورى، وتحركاته لا تحمل طابعًا دينيًا بقدر طابعها الاستخباراتي، خصوصًا أنه يتبوأ منصبا مهما فى الحوزة الدينية بقم، وكان أحد أهم رجال آية الله منتظرى، عندما كان يتم إعداده لخلافة الخمينى، وهو الآن من المقربين جدًا للمرشد الحالى خامنئي، بالاضافة إلى شقيقه رجل الدين المقيم فى لبنان. والكورانى شديد القرب من حزب الله ويتمتع بوضعية مهمة خصوصًا أنه وشقيقه مرجعان مقلدان، تأتيهما الأموال المتمثلة فى الخمس والزكاة مباشرة من الناس عبر مندوبين لهما منتشرين فى أنحاء إيران ولبنان.. ودون غيره لا يخضع إنفاقه لهذه الأموال للرقابة الحكومية، وهى فى العادة تستغل حسب المذهب الشيعى فى بناء المساجد والحسينيات والمظاهر الدينية، لكن الأموال الكثيرة، التى تصل إلى الكورانى لا تخضع لأى رقابة، ما يعزز وجهة نظر صحفيين إيرانيين، شيعة بطبيعة الحال، بأنه مرتبط بالمخابرات والحرس الثورى. حدثنى صحفى إيرانى بأن شخصية مهمة للغاية فى إيران كانت ممنوعة أمنيا لأسباب استخباراتية من دخول مصر، دخلت بسهولة أيضًا ودون ممانعة قبل عدة أسابيع مع أسرته، وطافوا بعدة مدن مصرية منها مدينة شرم الشيخ، ولم يلفت تحركهم ولقاءاتهم مع فعاليات شيعية فى مصر نظر أى جهة أمنية على ما يبدو، ويبدو السبب هو غياب الأرشيف، الذى كان لدى الفرع الدينى بجهاز أمن الدولة المنحل، والذى لم يعد موجودًا لدى جهاز الأمن الوطنى الحالى، مع أن المفترض أنه أرشيف إلكترونى سرى للغاية وخاضع لحماية قوية. [email protected]