بعد أن كسر المصريون حاجز ال 100مليون نسمة، الأمر الذى سيمثل تحديًا جديدًا أمام الدولة ولبرنامجها الاقتصادي ويهدد مدي فاعلية هذا البرنامج في فى تحقيق نمو اقتصادى يكفل حياة كريمة للمواطن المصرى، حيث رأى البعض أن أى زيادة فى السكان بدورها أن تلتهم أى ثمار للتنمية وأنها عبء على الدولة بل وخرجت أصوات تنادى بتقليل الدعم على أفراد الأسر المصرية وتحمل الدولة لطفلين فقط من كل أسرة ومنعها بداية من الطفل الثالث، ورأى البعض الآخر أنه يجب النظر لهذه الزيادة باعتبارها قوة إنتاجية وثروة بشرية يمكن أن تساهم فى التنمية. وفى هذا السياق، أكد الخبير الاقتصادى هانى توفيق، رئيس الجمعية المصرية للاستثمار المباشر، أن الحديث عن مواجهة الزيادة السكانية بتقليل الدعم عن أفراد الأسر المصرية، هو فقر فكر وحيلة لمن لاحيلة له، فهناك دول لديها زيادة سكانية مرتفعة مثل الصين والهند ولكنها تتعامل معهم كثروة بشرية وعملت على توظيفها واستغلالها استغلالاً صحيحًا ولا يفكرون بها باعتبارها عبئًا وإنما قوة إنتاجية. وأضاف "توفيق"، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أنه يمكن للدولة استغلال هذه الزيادة والتعامل معها كقوة إنتاجية، وذلك بعد الاهتمام بالتعليم والتدريب ومن خلال المراكز المختلفة وتسهيل إجراءات الاستثمار المباشر بما يتيح فتح المزيد من الشركات والمصانع التى تستوعب هذه القوة. وتابع هانى توفيق، أنه لو تم حصر الضرائب وتحويل الدعم العيني إلى دعم نقدى سوف تتمكن الدولة من دعم نصف عدد السكان بواقع 5400 جنيه شهريًا. وفى نفس السياق، قال الدكتور إيهاب دسوقى، رئيس القسم الاقتصادى بأكاديمية السادات، إن هناك اختلافًا فى وجهات النظر فيما يتعلق بالزيادة السكانية من حيث اعتبارها عبئًا على الدولة فى ظل الأوضاع الاقتصادية المصرية الحالية، أو النظر لها على أنها مورد إنتاجي وأحد من موارد الاقتصاد التى تساهم فى إنعاشه . وأوضح "دسوقى"، فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، أنه لكي تتم الاستفادة من هذه الزيادة لابد من الاهتمام بجودة التعليم وتدريب الأيدى العاملة وضرورة توسيع الرقعة السكانية فى مصر وتوزيع السكان على المناطق الأقل كثافة مع وجود برامج تنمية والاهتمام ببرامج تنظيم الأسرة والتوعية . وشدد على أنه لابد من الابتعاد عن الحلول التى تضر بالأطفال بحيث لا تكون حلولاً عقابية لهم، وما يترتب على ذلك من تنشئة لأجيال أكثر سوءًا تعوق أى محاولات للتنمية والتقدم، ولفت إلى أنه يمكن الاستعانة بالنموذج الصيني أو الهندى فى استفادتهما من الزيادة السكانية الضخمة.