كشفت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية, عن أن المخابرات التركية تتجسس على معارضيها في ألمانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية, مشيرة إلى أن التوغل التركي يثير المخاوف في البلدين. وتابعت الصحيفة في تقرير لها, أن المخابرات التركية تزرع "جواسيسها" لمراقبة وتتبع أنصار الداعية فتح الله جولن, الذي تتهمه القيادة التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي, موضحة أن تركيا أعلنت قائمة بأسماء مئات المؤيدين ل"جولن", الذين يعيشون في ظل رعاية وحماية ألمانيا, بالإضافة إلى اكتشاف "تركيا" نحو 300 شخص يعملون في 200 مؤسسة, مثل المدارس والجمعيات, يدعمهم "جولن" في ألمانيا . وأكد رئيس المخابرات التركية, أن قائمة الأسماء تحتوي أيضًا على عناوين وأرقام الهواتف الثابتة والمحمول لأنصار "جولن"، وكذلك التقاط العديد من الصور لهم, عند دخولهم البلاد, بواسطة كاميرات المراقبة في المطارات والأماكن العامة. وأوضحت الصحيفة أن المخابرات الألمانية بالتعاون مع الشرطة, قامت بتحليل للأسماء والصور التي تحتويها قائمة "المخابرات التركية", مشيرة إلى أن صور هؤلاء الأشخاص تم التقاطها سرًا من كاميرات المراقبة في ألمانيا, بجانب استمرارها في جمع معلومات عن 300 شخص, التي تزعم القيادة التركية بأنهم أتباع "جولن" ويعملون في 200 مؤسسة في ألمانيا, مؤكدة أن كل شيء يوضح لنا أن دولة تركيا استطاعت التجسس, ومراقبة الشخصيات المعارضة لها في الأراضي الألمانية. وذكرت الصحيفة أن الحكومة الألمانية بدأت نقاشًا بشأن عواقب العمل التركي في السلطات الأمنية الألمانية, كما بدأ خبراء مكافحة التجسس تقييم القائمة لمعرفة كيف توصلت أجهزة الاستخبارات التركية"إم أي تي" لهذه المعلومات. وكرد فعل للقيادات الألمانية, والذي يعتبره البعض "رد فعل مخزي" من ألمانيا, حيث شدد المدعي العام الاتحادي, أن على السلطات الأمنية اتخاذ خطوات جادة بشأن الاتهامات التي توجهت لأنصار "جولن", موضحًا أنه على السلطات التركيز على تجمعات الجاليات التركية مثل المساجد وغيره, لبعض الوقت, حتى ييتم التأكد من صحة هذه الادعاءات, ولكن في القوت الحاضر ينبغي إرسال الأئمة التابعة للداعية "فتح الله جولن" إلى أنقرة. وحذرت الصحيفة دول الاتحاد الأوروبي في المقام الأول, من قوة المخابرات التركية, قائلة: "إنه لابد من اتخاذ إجراءات استخباراتية مضادة للحماية البلاد الأوروبية من الخطر التركي, وهو ما أسمته مشروع "معالجة المخاطر", مشيرة إلى أن القيادة التركية استطاعت التجسس على أكبر الدول في العالم, كألمانيا والولايا المتحدة, فلابد على دول أوروبا أن تخشى على أنفسها. وفي وقت سابق, أوضحت الخارجية التركية أن تصريحات رئيس المخابرات الألمانية تدل على موقف الحكومة الاتحادية في ألمانيا "المتسامح" و"الحامي" لحركة جولن بزعامة الداعية الإسلامي فتح الله جولن، فكان قد عبر برونو كال, الأسبوع الماضي, عن شكوكه في أن حركة جولن تقف وراء محاولة الانقلاب. ويذكر أن الداعية فتح الله جولن, يعيش منذ سنوات في الولاياتالمتحدة, موضحة أنه يتم اتهامه من قبل الرئيس التركي, رجب طيب أردوغان, بأنه مسئول هو وأتباعه عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في الصيف الماضي في تركيا.